عقب "المجزرة" التي أودت بحياة أزيد من 50 مصريا، فجر اليوم الاثنين، أمام نادي الحرس الجمهوري بالقاهرة، توالت الانتقادات اللاذعة لإطلاق النار على المُعتصمين من داخل وخارج الحدود المصرية. وفي أولى ردود الفعل داخليا؛ انسحب حزب النور السلفي من جلسات الحوار مع ممثل المجلس العسكري عدلي منصور، احتجاجا على "المجزرة" المرتكبة، فيما طالب طارق الملط عضو المكتب السياسي لحزب الوسط، وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالاعتراف بخطئه والتراجع فورًا عن البيان الانقلابي الذي أدى إلى وقوع تلك "المجزرة". التوحيد والإصلاح: ماحدث "مجزرة" ضد الشعب المصري أكد محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح في تصريح ل"هسبريس"، أن واقعة إطلاق النار التي قتل فيها متظاهرون سلميون وهم يؤدون صلاة الفجر، "مجزرة" ارتكبها الحكام الانقلابيون الجدد في حق الشعب المصري. وأوضح الحمداوي، أن الجيش وعوض أن يتفادى الاصطفاف لأي طرف، فضل الانحياز حتى قبل الانقلاب على محمد مرسي من خلال حمايته للاحتجاجات وحرق مقرات الإخوان المسلمين، ليلجأ إلى أساليب جديدة بعد الانقلاب، من قبيل الاعتقالات وإغلاق القنوات الإسلامية، وبعد نزول الشعب ضد هذا الانقلاب اعتقلوا الرموز وزجوا بهم في السجن، لينتقلوا بعدها إلى الأسوأ وهو تقتيل المصلين أثناء أداء صلاة الفجر. وأضاف المتحدث أن ما وقع سيجعل الكثير من الفئات تراجع موقفها بعدما كانت تناصر الانقلابيين على الشرعية، وتدفع بالمحتجين إلى تبني منهاج "قوة في الصمود وعدم استدراج لمتاهات وفخاخ العنف". شيخ الأزهر يُحذِّر من فتنة مظلمة بعد تزكيته لبيان الإطاحة بمرسي، استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب سقوط قتلى وجرحى بالقاهرة فجر اليوم الاثنين، وحذر من فتنة "مظلمة" في البلاد، فيما تروج أخبار عن اعتزامه الاعتكاف إلى حين حقن الدماء. وقالت مشيخة الأزهر، في بيان مقتضب أصدرته اليوم، "إن شيخ الأزهر يستنكر بألم شديد ما حدث فجر اليوم من سقوط قتلى، ويطالب سلطات الدولة بالكشف فوراً عن حقيقة ما حدث، وإطلاع الرأي العام والشعب المصري كافة على كل تفاصيل هذا الحادث المؤلم لقلوب المصريين جميعاً، ويحذر من فتنة مظلمة". حركة النهضة: الأمن ارتكب "جريمة شنيعة" أما حركة النهضة التونسية، فأدانت في بيان لها، "الجريمة الشنيعة التي اقترفها الأمن المصري في حق مدنيين عُزَّل"، داعية كل القوى الوطنية المصرية إلى رفض الانقلاب والانحياز إلى معسكر الشرعية وتغليب منطق الحوار وحقن الدماء. كما دعت ذات الحركة كل الأحرار في العالم إلى التضامن مع الشعب المصري في دفاعه عن الشرعية والديمقراطية، معتبرة أن "إصرار الانقلابيين على إلغاء الشرعية ممثلة في الرئيس محمد مرسي ستدفع بهم إلى مزيد من العزلة ومواجهة الشعب المصري بكامله". "حماس" تدين "المجزرة" أدانت حركة "حماس" المجزرة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين من المصريين المسالمين، جراء إطلاق الجيش المصري النار عليهم أمام مقر الحرس الجمهوري، فجر الاثنين. وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي بحماس عبر صفحته بالفيسبوك؛ "إن الحركة تعبّر عن ألمها وحزنها الشَّديدَين على سقوط هؤلاء الضحايا، وتدعو إلى حقن دماء الشعب المصري العزيز". بريطانيا: عودوا إلى النظام الديمقراطي في ردود فعل دولية، أدانَت بريطانيا الأحداث التي وقَعت أمام مقر الحرس الجمهوري بالقاهرة فجر اليوم وأسفرت عن مقتل 53 شخصا من مؤيدي الرئيس "المعزول" محمد مرسي، داعية إلى العودة للنظام الديمقراطي سريعا في البلاد. "أُدين أعمال العنف التي أدَّت إلى مقتل أكثر من 40 شخصا أثناء المظاهرات في مصر بين عشية وضحاها، هناك حاجة ماسة إلى الهدوء وضبط النفس" يقول وزير الخارجية البريطانية "وليام هيغ"، مُتابعا عبر بيان له؛ "أحُثُّ جميع الأطراف على تجنب العنف، وضمان بقاء جميع الاحتجاجات سلمية، وأدعو السلطات المصرية إلى التحقيق في الأحداث التي أدت إلى تلك الوفيات وضمان تقديم المسؤولين عنها للمساءلة وفقا لسيادة القانون". تركيا تصف ما وقع بال"مذبحة" من جهته، أدان أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي واقعة إطلاق الرصاص الحي علي المعتصمين السلميين أمام الحرس الجمهوري، واصفا الأمر "بالمذبحة" ودعا إلى بدء عملية توافق. الإتحاد الأوروبي يستنكر الأحداث الدموية بدوره، استنكر الاتحاد الأوروبي على لسان الممثلة العليا للسياسة الخارجية، الأحداث الدموية في مصر، ودعت إلى وقف فوري لأعمال العنف. إيران تدين مقتل الأبرياء قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، لوكالة الأنباء "مهر" إن "تدخل القوات المسلحة في الشؤون السياسية غير مقبول ويثير القلق"، مضيفاً أن إيران "تدين مقتل أبرياء". واعتبرت إيران تدخل القوات المسلحة المصرية في الشؤون السياسية "غير مقبول"، وذلك بعد إطلاق النار على مؤيدي الرئيس محمد مرسي أودى بأزيد من 50 قتيلا.