أقدمت السلطات المصرية على إغلاق مقر الإخوان المسلمين اليوم الاثنين بعد أن عثرت الشرطة على "سوائل قابلة للاشتعال وسكاكين وأسلحة" بداخله حسب ما أفاد مسؤول أمني كبير لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال مصدر مسؤول ان الشرطة عثرت على "سوائل قابلة للاشتعال وسكاكين واسلحة" في مقر حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين.
ويأتي هذا القرار فيما اوقعت اعمال عنف جديدة 42 قتيلا على الاقل الاثنين خلال تظاهرة لمؤيدين للرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي. وبحسب جماعة الاخوان المسلمين فان "رجال شرطة وجنود" فتحوا النار على الحشود.
وتوالت ردود الفعل المنددة بسقوط الضحايا فيما دعا منسق جبهة الانقاذ الوطني المصرية محمد البرادعي احد ابرز قادة الحركة الاحتجاجية على الاخوان المسلمين، الى تحقيق "فوري ومستقل وشفاف".
وأعلن مسؤول طبي ان 42 شخصا على الاقل قتلوا الاثنين في اطلاق نار على مؤيدي مرسي امام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة.
وقال نائب رئيس اجهزة الطوارئ احمد الانصاري ان "الحصيلة بلغت 42 قتيلا و322 جريحا".
وكانت جماعة الاخوان المسلمين اعلنت سابقا ان 40 من مؤيديها قتلوا حين اطلقت الشرطة وقوات الامن النار عليهم اثناء تاديتهم الصلاة فجرا.
واتهم الجيش المصري الاثنين "مجموعة ارهابية مسلحة" حاولت اقتحام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة بالوقوف وراء ذلك، مما ادى الى مقتل ضابط وإصابة عدد من المجندين بجروح، بحسب بيان نشره موقع صحيفة الاهرام الرسمية.
وأضاف البيان ان "مجموعة إرهابية مسلحة قامت فجر الاثنين بمحاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري بشارع صلاح سالم والاعتداء علي قوات الامن من القوات المسلحة والشرطة المدنية، مما ادى الى استشهاد ضابط واصابة عدد من المجندين، منهم 6 حالتهم خطيرة، تم نقلهم الى المستشفيات العسكرية".
وتابع البيان أن "القوات ألقت القبض على 200 فرد، وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف، وتم فتح طريق صلاح سالم وجاري القبض علي باقي الأفراد، وستباشر جهات التحقيق القضائية الإجراءات القانونية تجاه الأفراد الذين تم القبض عليهم".
وأهابت القوات المسلحة في بيانها بالمواطنين عدم التعرض للوحدات العسكرية والمنشآت والأهداف الحيوية.
واثر ذلك ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط نقلا عن مسؤول رفيع في الجيش ان انصارا مسلحين لمرسي "خطفوا" جنديين مصريين بعد اعمال العنف امام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة.
واضاف المصدر ان الجنديين سمير عبد الله علي وعزام حازم علي اقتيدا الى داخل سيارة حيث اجبرا على قراءة بيان مؤيد لمرسي ومعاد للجيش اذيع عبر مكبرات الصوت. واضافت الوكالة ان احدهما ضرب بعنف وتم تصويره اثناء حديثه.
وفي ردود الفعل، دان محمد البرادعي العنف "ايا كان مصدره"، مطالبا بتحقيق "فوري ومستقل وشفاف" فورا في الاحداث التي اودت بحياة 42 شخصا الاثنين في القاهرة.
وقال البرادعي في تغريدة على تويتر ان "العنف ليس السبيل ايا كان مصدره ويجب ادانته بكل قوة". واضاف "اطالب بتحقيق فوري مستقل وشفاف. مصر الآن في أمس الحاجة أن تتصالح مع نفسه".
من جهتها دانت حركة حماس الاثنين "المجزرة" التي راح ضحيتها عشرات القتلى امام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة. وقال مصدر مسؤول في حماس في بيان ان الحركة "تدين المجزرة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين من المصريين المسالمين فجر هذا اليوم وتعبر عن ألمها وحزنها الشديدين على سقوط هؤلاء الضحايا".
وقالت الحركة التي تسيطر على قطاع غزة انها "تدعو إلى حقن دماء الشعب المصري العزيز"، متوجهة "بالتعزية الخالصة لعائلات الضحايا (...) والشفاء العاجل للجرحى والمصابين".
كما دان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاثنين مقتل 42 متظاهرا كانوا يحتجون على عزل الجيش لمرسي.
وقال احمد داود اوغلو في رسالة عبر تويتر "ادين بشدة المذبحة التي وقعت خلال صلاة الفجر باسم القيم الاساسية للانسانية التي ندافع عنها".
سياسيا، اعلن حزب النور السلفي الاثنين الانسحاب من مشاورات تشكيل الحكومة في مصر احتجاجا على "مذبحة" متظاهرين من انصار الرئيس الاسلامي المخلوع امام مقر الحرس الجمهوري.
وصرح المتحدث نادر بكار على تويتر "لقد قررنا الانسحاب فورا من كل المشاورات ردا على المذبحة خارج مقر الحرس الجمهوري".
وكان حزب النور، وهو اكبر تشكيل سياسي سلفي في مصر، شريكا في الائتلاف المؤيد لإطاحة مرسي المنبثق من الاخوان المسلمين.
وسبق ان عارض حزب النور منذ السبت تعيين محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية على راس الحكومة، ويبدي تحفظا حول زياد بهاء الدين خبير الاقتصاد من الحزب اليساري.