اعتبر جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي ، أن المغرب يعد نموذجا للتسامح والانفتاح وتمازج الثقافات والتقاليد . و قال لانغ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، على هامش افتتاح معرض " المغرب المعاصر " المقام بمقر المعهد العالم العربي في باريس ، يوم أمس الثلاثاء 14 اكتوبر ،" إن المغرب يشكل استثناء من خلال دستوره أولا، حيث تسجل هذه الوثيقة وبقوة تعددية موروثه، سواء أكان عربيا إسلاميا، أو أمازيغيا، أو صحراويا حسانيا، ولكن كذلك إفريقيا وأندلسيا وعبريا ومتوسطيا"، مسجلا أنه لا يوجد دستور في العالم ينص على تنوع موروث بلد ما. وأضاف رئيس معهد العالم العربي أن هذا التنوع سيعبر عن مختلف تجلياته خلال معرض "المغرب المعاصر"، المنظم من 15 أكتوبر الجاري إلى 25 يناير 2015 من طرف معهد العالم العربي بشراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف، وذلك من خلال إبداعات فنانين تشكيليين وسينمائيين وموسيقيين ،وكذلك عبر ندوات متعددة تتيح لمختلف المفكرين تبادل الآراء والأفكار حول الأوجه المتنوعة للفن والثقافة المغربية. وأشار لانغ إلى أن المغرب يعتبر في الوقت الراهن البلد الأكثر إبداعا من الناحية الفنية على صعيد عموم العالم العربي، معتبرا أن ذلك " ليس محض صدفة، وإنما ثمرة لهذا التاريخ وهذا التسامح المتبادل". كما لاحظ أنه في الوقت الذي تزايد فيه التعصب، فإن المملكة توجه "خطابا كونيا" لباقي البلدان. وأبرز رئيس معهد العالم العربي أنه " من أجل التصدي للعنف والحروب والمواجهات، فإن المغرب يجسد نموذجا مثاليا في الاحترام والحوار والثراء عبر تنوع الثقافات"، مسجلا أنه إذا كان المغرب في الوقت الراهن بلدا ينبض بالحيوية، فلأنه كان على دراية بكيفية تشجيع هذا التنوع في التأثير. جدير بالذكر ان الامير للا مريم و الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قاما بالأمس بإفتتاح المعرض "المغرب المعاصر"، الذي سيدوم ثلاث اشهر، وسيستعرض أعمال أكثر من ثمانين فنانا مغربيا على قيد الحياة (الفنانون التشكيليون والمصمّمون ومخرجو الأشرطة المصوّرة والمهندسون المعماريون ومصممو الأزياء وغيرهم) يمثلون تعدد التيارات الفنية والتنوع الثقافي واللغوي والعرقي المغربي. وسيكون هذا المعرض أحد أهم المعارض المخصّصة للمشهد الفني المعاصر لبلد أجنبي، التي أقيمت في فرنسا.