أشرفت الأميرة للا مريم بمعية الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، اليوم الثلاثاء بباريس، على تدشين المعرض الحدث "المغرب المعاصر"، الذي ينظمه معهد العالم العربي بشراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف. وأكدت الأميرة للا مريم في كلمة في بداية هذه المراسيم أن الاعمال الفنية والابداعات المغربية المعروضة اليوم بباريس ،تشكل صدى للمشاريع التي انجزها المغرب مؤخرا، والرامية الى تثمين الرأسمال غير المادي للبلاد ، وفسح إمكانيات الولوج الى الفنون والموروث الثقافي. وبهذه المناسبة هنأت الأميرة للا مريم المندوبين الفرنسي والمغربي للمعرض، لكونهما عرفا كيف يحتفيان بسفراء الثقافات في عالم تشكل فيه معرفة الاخر مصدرا لتحقيق الوفاق والتسامح. كما أشادت بالفنانين الذين تم اختيار اعمالهم لتعرض خلال هذه التظاهرة طيلة الاشهر المقبلة ، باعتبارهم سفراء للابداع الحديث والمعاصر بالمغرب. وأكدت الأميرة من جهة أخرى أن معرضي (المغرب المعاصر) و(المغرب الوسيط) بمتحف اللوفر، يعدان من ضمن أهم التظاهرات التي تخصص للمشهد الفني والثقافي لبلد أجنبي، مشيرة الى أن هاتين التظاهرتين ستسهمان من خلال النفس الذي تحملانه طيلة اربعة أشهر في ابراز الجدلية الخصبة بين المغرب الوسيط والمعاصر،وربط المغرب بأسلافه وشبابه عبر وشائج تصنع استمرارية حضارية جلية. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن حضور الأميرة للا مريم حفل تدشين هذا المعرض يعكس روابط الصداقة القائمة بين المغرب وفرنسا، مشيدا في هذا الصدد، بمبادرات الملك محمد السادس الرامية الى النهوض بحقل الفنون والثقافة . وأضاف أن هذا المعرض البديع يشكل حدثا فريدا يعكس غنى وتنوع التراث المغربي ، منوها بالتعاون المتين بين معهد العالم العربي ، ومتحف اللوفر والمؤسسة الوطنية للمتاحف من أجل تنظيم هذه التظاهرة ، وكذا تلك المتعلقة ب(المغرب الوسيط). وقال ان هذا المعرض فريد من حيث حجمه حيث تم تخصيص كافة فضاءات المعهد للمغرب، مشيرا الى أن هذه الفرادة تتجلى أيضا في موضوع التظاهرة المتمثل في ابراز مختلف أوجه وجوانب الابداع المغربي، معتبرا أن باريس تعيش عبر هذه التظاهرات ، وتلك المنظمة بموازاتها ، خريفا بألوان مغربية . وكان رئيس معهد العالم العربي بباريس جاك لانغ قد اكد في كلمة ترحيبية ان هذا المعرض يعتبر حدثا استثنائيا لبلد استثنائي ، معتبرا ان المغرب يشكل استثناء من حيث دستوره الذي يشدد على تعددية الموروث الثقافي للبلاد. وقال "ليس هناك دستور في العالم يشدد على تعددية الموروث الثقافي لبلد ما "، مضيفا أن المعرض يعبر عن مكانة المغرب كملتقى للحضارات . وخلص الى أن هذا المعرض يفتتح بعد تدشين الملك محمد السادس لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وهو ما يمثل رمزا لتشبث جلالته بالثقافة والرأسمال غير المادي. كما حرص على التعبير عن امتنانه وعرفانه للملك على الدعم الذي قدمه من اجل انجاح هذه التظاهرة، التي تم بمناسبتها تقديم عدد من المساهمين الماليين إلى الاميرة للا مريم والرئيس الفرنسي . وبعد ذلك قامت الأميرة للامريم والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة لمختلف أروقة المعرض المقام تحت رعاية الملك محمد السادس ، والرئيس الفرنسي. وقدمت للأميرة للا مريم والرئيس فرانسوا هولاند شروحات حول هذا المعرض الذي يمتد على مساحة 2500 متر مربع ، والذي يعد بمثابة سفر في الذاكرة ،وفي فضاء الاعمال الفنية المغربية ،كما يبرز خصوصيات المغرب التي تجمع بين التراث والابداع ،وبين الغرب والشرق . ويعتبر هذا المعرض الذي سيفتح في وجه العموم من 15 اكتوبر الجاري الى 25 يناير المقبل، احدى التظاهرات التي لم يسبق ان خصص مثلها بفرنسا للمشهد الفني المعاصر لبلد ما .ويضم المعرض أعمال فنانين من مختلف الاجيال منذ جيل رواد الفن التشكيلي المغربي الحديث الى جيل الشباب الذين ينهجون تجارب تقنية متنوعة. ويتيح المعرض انسجاما مع ديباجة الدستور المغربي التي تؤكد على تنوع وتعدد الموروث الثقافي المغربي (عربي اسلامي، وامازيغي، وصحراوي حساني، وافريقي، واندلسي وعبري ومتوسطي) ، الفرصة لأزيد من سبعمائة فنان ومبدع وموسيقي ،وراقص ومغني وكاتب ومثقف ،وجامعي، للوقوف على الحراك الفني والثقافي بمغرب اليوم. كما قامت الأميرة للا مريم والرئيس الفرنسي بزيارة للخيمة الصحراوية التي نصبت بواجهة معهد العالم العربي بباريس ،ضمن مشهد يجعل من الصحراء المغربية رمزا لهذه التظاهرة . وتجمع هذه الخيمة بين التراث والتجديد التقني ، وتعكس المغرب الصحراوي بكل تجلياته . وتتضمن الخيمة التي نصبت على مساحة تفوق 500 متر مربع، سوقا لمنتوجات الصناعة التقليدية، وفن التصميم المغربي، ومطعما لتذوق مختلف اصناف المأكولات التي تتميز بها كافة مناطق المملكة. وسيتم خلال هذه التظاهرة ،تنظيم ثلاثين حفلا ، تقدم خلاله مختارات من روائع الموسيقى المغربية (موسيقى امازيغية، وشعبية، وعربية وشعر مغنى وموسيقى اندلسية ،والروك والراب والموسيقى الالكترونية والهيب هوب) ، فضلا عن عرض أفضل الافلام المغربية خلال السنوات الاخيرة، ومنها افلام تعرض لاول مرة امام الجمهور الفرنسي . كما تقام خلال التظاهرة حفلات للرقص ، وازيد من 25 ندوة، تسلط الضوء على مغرب اليوم ، وتناقش قضايا سياسية ودينية ونسوية ، واعلامية واقتصادية، كما تبحث القضايا المرتبطة باللغة والاداب، وجوانب المشهد الفني المعاصر بالمملكة.