اعتبر المقرئ أبو زيد الإدريسي النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية والمهتم بالقضية الفلسيطينية، الوضع السياسي بالدول العربية بالصادم والسلبي والخياني، وأنه سينعكس سلبيا على المقاومة الفلسطينية التي أبهرت العالم بصمودها أمام العدوان الصهيوني في معركة العصف المأكول، التي أوشكت إتمام الشهر على انطلاقها. وقال أبو زيد الإدريسي في تصريح خص به «الرأي المغربية»، صباح اليوم بالمسيرة الحاشدة التضامنية مع غزة بمدينة الدارالبيضاء، أن المقاومة الفلسطينية حققت انتصارات عسكرية باهرة بتطور تكنولوجي وصفه ب«الثوري والمفاجئ»، استطاعت به أن تذهل العالم وتزرع الأمل في قلوب الأمة الإسلامية، بنفس القدر التي أبهرت به العدو الصهيوني وزرعت في قلبه الصدمة والرعب. غير أن المقرئ الذي بدا متشائما من الساسة العرب وتأثيرهم على القضية الفلسطينية، أقر أن الانتصارات العسكرية لا تقدم شيئا بذاتها، وإنما تقدم أوراقا للعمل السياسي من أجل انتزاع شروط هدنة في صالح الفلسطينيين، كما حدث في حرب «حجارة السجيل» سنة 2012، وهي حسب المتحدث، المرة الوحيدة والتاريخية في مسار القضية الفلسطينية، «لما استطاع الرئيس المصري آنذاك محمد مرسي، أن يستثمر للفلسطينيين مقاومة أسبوع ليحصل لهم شروط هدنة لم تقع في التاريخ». وأضاف الناشط الإسلامي المعروف بدافعه المستميت عن القضية الفلسطينية، في تصريحه ل«الرأي»، أن الوضع السياسي اليوم «لا يسمح أبدا بأن نأمل بلغة الحسابات ولغة العقل في أن يتم استثمار هذا الصمود بشكل إيجابي»، معللا طرحه بأن مصر التي هي بوابة غزة، موقفها اليوم ضد المقاومة كما هو الحال للأنظمة العربية بالمنطقة، «التي كشرت عن أنيابها وتحالفت بشكل أناني مع إسرائيل»، واسترسل قائلا: «ولا يوجد في الجهة المقابلة إلا قطر وهم يأتمرون بها هاته الأيام ويلوحون إلى محاصرتها، ولا توجد إلا تركيا وهي على أبواب الانتخابات الرئاسية التي تجعل الطرفين يقدمان تنازلات من أجل مرور أجوائها بشكل ملائم». وتوقع أن تكون طاولات المفاوضات أشد سوءا ونوءا على الفلسطينيين من الخسائر المادية، ومن لغة الدم والبارود والتراب والأرواح والدماء السائلة التي نراها، وقال «قد أكون متشائما، ولكن هكذا تقول لغة السياسة وهكذا يقول العلم المعطيات، فننتظر من الله نصرا يفاجئنا جميعا، ويدخل علينا من السرور ما لا يتصورنه، وعلى أعدائنا من الخذلان ما لا يتصورونه». من جهة أخرى، اعتبر المقرئ أبو زيد الإدريسي أنه هناك بعض المواقف المعتدلة، مثل الموقف المغربي الذي اعتبره مشرف، سواءً على المستوى الرسمي وتسمية العدوان باسمه، ووصفه في رسميا بالغاشم والظالم، وكذا بإرسال مساعدات إنسانية للمدنيين بغزة، غيره أنه حسب المقرئ، موقف ضعيف من حيث تأثيره السياسي على القضية، نظرا للبعد الجغرافي وكون المسؤولية والصلاحية للتدخل بقوة تقع على دول الطوق. وطالب النائب البرلماني في ختام كلامه، بتجسيد المواقف المشرفة على المستوى الفعلي، بفرض إجراءات صارمة ضد دخول السلع الصهيونية للمغرب، وقطع كافة الطرق الساعية لتطبيع العلاقة مع «إسرائيل».