تواصل عدة مدن مغربية تضامنها مع الشعب الفلسطيني كما تستمرالتعبئة لمساندة ضحايا العدوان الهمجي الصهيوني على غزة وما خلفه من دمار وتقتيل، والمطالبة بإنصافهم وتحقيق العدالة لهم، واختلفت أشكال التضامن من مسيرات، ووقفات، وأنشطة رياضية وفنية وثقافية.. في هذا السياق، عرفت مدينة فاس أول أمس مهرجانا تضامنيا مع غزة، اعتبرت خلاله أم بلال، القيادية في حركة حماس ومسؤولة القطاع النسائي للحركة بغزة، أن النصر الذي حققه المجاهدون هو منحة وهبة من الله لا تكون إلا لهذا الجيل القرآني المؤمن من المجاهدين، وكشفت أم بلال التي كانت تتحدث في اتصال مباشر من قطاع غزة عن تضحيات وبطولات نساء غزة اللواتي جدن بأغلى ما يملكن، كما تحدثت أم بلال عن الكرامات التي حكاها لها المجاهدون من كتائب القسام، حيث كانوا يسمعون جندا لم يروهم في أرض المعركة وهم يكبرون ويهللون، مشهد أبكى الحضور الحاشد الذي لم تسعه جنبات القاعة الكبرى بمركب القدس. وتحدث خالد السفياني خلال كلمته في المهرجان، نظمت جمعية بيتنا حياتنا لحماية الأسرة والبيئة وجمعية وصال لرعاية شؤون الأسرة، عن المتابعة القضائية لمجرمي الحرب من طرف المحامين المغاربة ونظرائهم الأجانب، ضمن الشبكة الدولية التي ستتولى متابعة الكيان الصهيوني على جرائم الإبادة، مؤكدا على ضرورة مساندة الفلسطينيين بسلاح المقاطعة كأضعف الإيمان، وبمحاربة كل أنواع التطبيع الذي اعتبره خيانة كبرى لأهل غزة وللأمة جمعاء. و قدم المقرئ الإدريسي أبو زيد، مشهدا آخر من مشاهد النصرة لأهل غزة، الذي يثبت أن الأمة بخير ولن تهزم بإذن الله، مادام فيها أمثال المرأة العجوز من مدينة الدارالبيضاء، المتواضعة التي لا يظهر على سحنتها أو لباسها مظهر الثراء، كما يقول أبو زيد، فتقدمت بعد مهرجان بالبيضاء وتبرعت بمائة مليون سنتيم، وحكت أن زوجها مات، وأبناؤها استقروا في بيوتهم، وأن لها ابن بار ستعيش معه، فباعت كل أثاثها ومجوهراتها ومنزلها الذي تركه المرحوم، لتقدمهم دعما لأهل غزة وفلسطين، أترون هاته الأمة تهزم؟ أبدا والله لن تهزم بإذن الله يقول أبوزيد، ويردف قائلا نعم هي محطات هي منارات، هي كرامات ومعجزات، لكن ما أفسدنا كالخيانة والخائنين، ما أهلك هاته الأمة إلا الخونة، ليحذر من الخيانة التي اعتبرها فصول ومحاور وخدع ومؤتمرات في الكويت وشرم الشيخ، وهي نيابة عن الصهيونية وإسرائيل في تركيع المقاومة، وإدلال شعب غزة وتركيعه. وأشادت سمية بن خلدون، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، في مداخلة لها بانتصار المقاومة ومعها الشعب الفلسطيني الذي ينوب عن الأمة الإسلامية في الجهاد والدفاع عن مقدساتها، مشيرة للتاريخ الدموي للكيان الصهيوني الذي خرج للوجود بفعل جرائمه الدموية. كما شهد المهرجان قراءات شعرية، وكلمة لأمينة بنبشير رئيسة جمعية بيتنا حياتنا باسم الهيآت المنظمة للمهرجان، كما تلت رجاء المقرئ الإدريسي، رئيسة جمعية وصال البيان الختامي للمهرجان، الذي أدان جرائم الإبادة المرتكبة بقطاع غزة والتي تؤشر على بداية أفول الكيان الصهيوني الغاصب. واختتم أوس الرمال، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، المهرجان بكلمة مقتضبة ومؤثرة، اعتبر فيها أن نسيان القضية حية في النفوس خيانة وأن استهلاك المنتوجات الصهيونية والأمريكية خيانة كذلك. الأجواء ذاتها عاشتها مدينة الرباط، حيث نظمت جمعيات حقوقية ونسائية ومنظمات نقابية، مساء أول أمس الأحد، وقفة تضامنية مع النساء والأطفال الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعا المشاركون خلال هاته الوقفة إلى محاكمة إسرائيل باعتبارها مجرمة حرب ضد الإنسانية، وبتقديم تعويضات كاملة وفعالة وعاجلة للنساء والأطفال في غزة، مشددين على ضرورة فرض قيود على الأسلحة الموجهة لإسرائيل لضمان عدم استخدامها في انتهاكات حقوق الإنسان. وبقلعة السراغنة، نظم أول أمس الأحد مهرجان تضامني مع الشعب الفلسطيني، وحضر المهرجان المنظم من قبل لجنة التنسيق المحلية لمساندة الشعب الفلسطيني، حسب وكالة المغرب العربي، ممثلو مختلف الهيئات السياسية والنقابية والطلابية وفعاليات المجتمع المدني بإقليم قلعة السراغنة، وألقيت خلاله كلمات وقصائد شعرية تمجد صمود الشعب الفلسطيني وتؤازره في محنته. وفي مستهل هذا المهرجان تم عرض فيلم بعنوان أطفال شاتيلا، يستعرض ظروف المقاومة والصمود الفلسطيني في وجه أعتى الهجمات الصهيونية التي طالت الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ في الأراضي العربية المحتلة. واختتم المهرجان بتقديم لوحة فنية أبدعها أطفال قلعة السراغنة، كهدية تحمل رسالة محبة ووفاء إلى أطفال غزة تعبيرا منهم عن روح التضامن الراسخ والقوي مع سكان غزة في هذه الظروف العصيبة. وشهد القطاع الرياضي مظاهر مساندة لصمود واستماتة المقاومين بغزة، إذ أصر عداؤون مغاربة بمراكش على حمل العلم الفلسطيني والتقدم به أمام قافلة عدائي ماراطون مراكش أول أمس الأحد، فيما حمل بعض المنظمين شارات تضامنا مع القضية الفلسطينية. ووجد بعض الشبان المتحمسين الفرصة مواتية لتوزيع منشورات تطالب بمقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية خاصة مطاعم الماكدو والبتزا هوت، فيما قوبل بالترحاب غياب مشروب يدخل ضمن قائمة البضائع المقاطعة في لائحة قائمة المستشهرين. وفي السياق ذاته، حمل سباق ماراطون الأطفال بعض مفاجآت التضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ استقدم بعض الأطفال رسوماتهم المعبرة عن معانات أطفال وكان بعضهم يظهر للمتفرجين أوراقا صغيرة مرسوم عليها العلم الفلسطيني ومكتوب عليها كلنا مع غزة، فيما ربط البعض ر رؤوسهم بعصابات خضراء. وفي السياق ذاته، وانطلاقا من يوم الجمعة 61 يناير الجاري، نظمت جمعية الرحمة لدعم المريض خيمة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة، خصصت للتبرع بالأدوية ومختلف المعدات والآليات الطبية والوسائل المستعملة في الجراحة، بالإضافة إلى الألبسة والأغطية.وقد شهدت الخيمة التضامنية الواقعة بشارع المسيرة بالناظور إقبالا كبيرا من قبل المواطنين للتعبير عن تضامنهم الفعلي كل حسب استطاعته. وقالت فاطمة فنوعي إن هذه الخطوة جاءت استجابة لنداء الضمير الإنساني و الأخلاقي، كما جاءت كخطوة داعمة لسلسلة من الوقفات الاحتجاجية على الآلة الصهيونية. و عبرت في تصريح لـالتجديد عن ارتياحها للتجاوب الكبير للمواطنين مع هذه الخطوة. وبمدينة مكناس، نظم القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان والحركة التوحيد والإصلاح مسيرة حادشة مساء الجمعة الأخير تضامنا مع المرأة الغزاوية.