خرج مئات الآلاف من جماهير جهتي فاس و مكناس صباح أمس الأحد في مسيرة شعبية حاشدة بمدينة فاس، استجابة للنداء الذي وجهته تنسيقية فاس ، شاركت فيها مختلف الفعاليات السياسية و النقابية و الثقافية و هيآت المجتمع المدني، و التي انطلقت من شارع الرياضة إلى عمق شارع الحسن الثاني، منددة بالمجازر الرهيبة التي اقترفتها آلة الدمار الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل بقطاع غزة. وشكل الحضور المكثف لرجال القانون، يتقدمهم المحامون والمشاركة الفعالة للجمعيات الحقوقية إلى جانب ممثلين عن الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إشارة قوية لمباركة صمود الشعب الفلسطيني و مطالبة المنتظم الدولي بمحاكمة إسرائيل ومساءلتها عن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها باعتبارها جرائم حرب و إبادة ضد الشعب الفلسطيني.و هو المطلب الذي لقي مساندة شعبية كبيرة من قبل الجماهير الغفيرة المشاركة في هذه المسيرة، سيما بعدما داست أقدام القادة السياسيين المحليين وممثلي الهيئات النقابية و المجتمع المدني العلم الإسرائيلي، في تعبير رمزي عن رفض المغاربة بكافة أطيافهم للسلوك الهمجي الإسرائيلي ضد أطفال ونساء و شيوخ غزة. هذا و قد جابت المسيرة الشعبية الحاشدة شوارع وأزقة وسط المدينة، حمل خلالها المتظاهرون الأعلام الوطنية والأعلام الفلسطينية إلى جانب النعوش والأكفان الرمزية التي تؤرخ للجرم الإسرائيلي الذي لايزال ينتصب كوصمة عار على جبين المنتظم الدولي باعتباره الجهة القادرة على وضع جنرالات إسرائيل بداخل قفص الاتهام و محاسبتهم عن عدوانهم الوحشي، حيث نددت خلالها الجماهير الغفيرة بهتافات موحدة، صدحت بها الحناجر الصادقة، وهي تؤكد للعالم أجمع وحدة المصير الذي يجمع الشعبين الفلسطيني والمغربي، منددة بالصمت و بالتواطؤ العربي و الدولي. و إلى ذلك أكدت العديد من التصريحات الصادرة عن المشاركين في المسيرة بأن هذا التحرك الجماهيري بفاس لم يكن تضامنيا فقط، بل كانت له أبعاد قانونية تدعم من خلاله تحركات المنظمات الحقوقية و هيئات المحامين بالساحة العربية و الإسلامية للمطالبة بجر إسرائيل إلى المحاكم الدولية لمحاسبتها عن جرائم حرب ضد الإنسانية، معربين عن تضامنهم اللامشروط مع الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه المشروعة وتحرير أراضيه. وفي نفس السياق أشار محمد الدباغ الكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و المحامي بهيئة فاس في تصريح للجريدة، إلى أن «مطلب محاكمة مجرمي الحرب أضحى ضرورة للشرعية الدولية وأن جماهير فاس خرجت هذا اليوم بالرغم من الأحوال الجوية المطرية، لتأكيد تضامن جميع المغاربة مع الشعب الفلسطيني في محنته هذه حتى يتحقق النصر بتحرير فلسطين وعاصمتها القدس».