تحول حي بارباس بالدائرة الباريسية ال18 السبت إلى ساحة للاشتباكات والرشق بالحجارة وإطلاق الغاز المسيل للدموع بين متظاهرين مساندين لفلسطين، ورجال الأمن الذي انتشروا بكثرة ساعات قبل بدء المظاهرة التي منعتها السلطات الفرنسية ل"أسباب أمنية". وشارك في المظاهرة التي كان من المفروض أن تبتدأ من حي بارباس لغاية ساحة "الباستيل" بالدائرة ال11 نحو 3000 شخص، عدد كبير منهم كان من النساء والعائلات. وتخللت المظاهرة اشتباكات بين المتظاهرين الذين كانوا يحملون لافتات مساندة لغزة ومطالبة بوقف العدوان الصهيوني عليها والذي يدخل يومه الثالث عشر، ومنددة بالموقف الفرنسي الرسمي الداعم ل"إسرائيل". وحسب مصدر من الشرطة، فقد تم اعتقال 33 شخصا عند الساعة 19,00 بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ) بتهمة القيام بأعمال عنف ضد قوات الشرطة. وأشار إلى إصابة ثلاثة شرطيين. وحصلت عملية كر وفر بين المتظاهرين ورجال الشرطة في الحي الذي امتلأ بالحجارة والزجاجات الفارغة والقنابل المسيلة للدموع. وعمد متظاهرون إلى إحراق صناديق خشبية في محطة مترو، كما أحرقت النفايات وتضررت غرفة هاتف. وكانت شرطة باريس منعت أمس تنظيم هذه المظاهرة على خلفية أعمال العنف التي شهدتها مظاهرة مماثلة الأسبوع الماضي، حيث وقعت اشتباكات بالقرب من المعبد اليهودي لحي "لاروكيت" بالدائرة ال11 بين متعاطفين مع القضية الفلسطينية ونشطاء من "رابطة الدفاع عن اليهود"، الذي اعتبره مكتب التحقيقات الفيدرالي عام 2001 تنظيما إرهابيا، مصحوبين بعناصر من حركة صهيونية متطرفة "بيتار". وكانت محكمة باريس الإدارية قد أكدت الجمعة حظر هذه مظاهرة السبت، رافضة الالتماس الذي قدمه منظموها، معلنة المنع بأن "شروط تنظيم تظاهرة الأحد في باريس بأمان غير متوفرة". كما حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من النيجر، حيث يقوم بجولة إفريقية كل "الذين يريدون التظاهر بأي ثمن سيتحملون المسؤولية"