من روما إلى نيويورك.. العالم يخرج ضد الفساد احتشد محتجون في مختلف أنحاء العالم لتوجيه صرخة غضب السبت 15 أكتوبر، في وجه مصرفيين ورأسماليين وسياسيين، يتهمونهم بتدمير اقتصاديات العالم وحكمهم على الملايين بمواجهة الفقر والصعاب نتيجة طمعهم. وخرج المحتجون، متأثرين بحركة «احتلوا وول ستريت» التي نشطت الشهر الماضي، للشوارع من نيوزيلاند إلى آلاسكا، ومن لندن وفرانكفورت إلى نيويورك نفسها. وكانت مواقع الانترنت الاجتماعية قد غصت بالدعوات الحاشدة. وبعد خمسة أشهر على ميلاد هذه الحركة في 15 مايو في مدريد، يطمح «الغاضبون» وغيرهم من المجموعات، مثل «أوكيوباي وول ستريت» (احتلوا وول ستريت)، في جعل 15 أكتوبر، يوما رمزيا يستهدف أعلى السلطات المالية، مثل وول ستريت في نيويورك، وحي «سيتي» المالي في لندن، والبنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت. خصوم المؤسسات المالية في روما يحتجون خرج عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في ايطاليا للمشاركة في فعالية الاحتجاج العالمية هذه. وكانت وسائل الإعلام قد أفادت في وقت سابق أن أفراد الشرطة منعوا ناشطي فعالية الاحتجاج في بريطانيا من الوصول إلى بورصة لندن. وتقول محطة «بي.بي.سي» إن مئات من ناشطي حركة «احتلوا بورصة لندن» الذين حملوا شعارات «غولدمن ساتش هو مؤامرة الشيطان» و»لا للتسريحات» و»V يعني انتقام» اعتزموا احتلال ساحة «باتيرنو ستير» التي يقع فيها مبنى البورصة. لكن أفراد الشرطة قاموا بمحاصرة المنطقة ومنع المتظاهرين من احتلالها. وبعد فشل محاولات اختراق الحواجز قام المتظاهرون بتنظيم مسيرة في أحياء مجاورة لمنطقة البورصة. وكسر ناشطو مظاهرة الاحتجاج على الأزمة المالية، زجاج واجهات احد المصارف واحد المتاجر واحرقوا بعض السيارات. واضطرت الشرطة إلى استخدام قاذفات الماء والغاز المسيل للدموع ضد مئات المحتجين بعد أن بدأوا برمي زجاجات حارقة نحو أفرادها. وأشعل متظاهرون في روما السبت النار في حافلة صغيرة للشرطة أثناء مظاهرة عنيفة. وقال تقرير للتلفزيون الايطالي انه من المعتقد أن الأفراد الذين كانوا في الحافلة تمكنوا من الفرار قبل أن يشعل فيها النار المتظاهرون الذين حاصروها ورشقوها بالحجارة. ومن جانب آخر أفادت مصادر أن متظاهرين قاموا بإشعال النار في مبنى تابع لوزارة الدفاع الايطالية، ما دفع الشرطة إلى التدخل. وقال متحدث باسم الشرطة الايطالية إن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح بينهم شاب أصيب في يده بينما كان يحاول منع المتظاهرين من القيام بأعمال تخريب. وأفادت تقارير إعلامية أن النيران في حوالي الساعة 15:00 بتوقيت جرينتش كانت مندلعة في المبنى التابع لوزارة الدفاع في حين تجمع أمامه نحو مئة شخص قاموا أيضا بإشعال النار في سيارتين في المكان نفسه. ولم يتمكن رجال الإطفاء من الوصول إلى المكان إلا بصعوبة بالغة حيث كان عليهم شق طريقهم بين عشرات آلاف من المتظاهرين. هذا وشارك جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» الالكتروني المشهور في مظاهرة الاحتجاج على النظام الاقتصادي العالمي التي جرت في حي «سيتي» بلندن تحت شعار»احتلوا بورصة لندن». ونشرت شبكات التواصل أنباء أفادت باعتقال اسانج. لكن شرطة لندن نفت تلك المعلومات فيما بعد. مظاهرات حاشدة في اسبانيا للمطالبة بالتغيير العالمي وخرجت مظاهرات شعبية حاشدة في مختلف المناطق الاسبانية اليوم للمطالبة بالتغيير العالمي وضمان حقوق الأفراد والوقوف في وجه دكتاتورية الأسواق وسيطرة البنوك على الاقتصاد العالمي. وتظاهر عشرات الآلاف في ساحات المدن ولاسيما العاصمة مدريد استجابة لدعوة أطلقها قياديو الحركة الشعبية (15 مايو) على غرار التظاهرات الشعبية التي خرجت اليوم في عدد من الدول الأخرى لمطالبة الأنظمة بتطبيق مبادئ الديمقراطية تحت شعار «ديمقراطية حقيقية الآن». ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة للحكومة ومعادية للمصارف والبنوك ولافتات كتبوا عليها «يدعونها ديمقراطية لكنها ليست كذلك» و»لا تنهبوا حقوقنا» «لا لدكتاتورية الأسواق». لهيب الغضب يندلع في ألمانيا وشهدت أكثر من 50 مدينة ألمانية خروج آلاف المحتجين الرافضين للنظام الاقتصادي ولسياسة الشركات والبنوك الكبرى. واحتشد محتجون في مختلف أنحاء العالم لتوجيه صرخة غضب اليوم في وجه مصرفيين ورأسماليين وسياسيين، يتهمونهم بتدمير اقتصاديات العالم وحكمهم على الملايين بمواجهة الفقر والصعاب نتيجة طمعهم. وشهدت مدن ألمانية عدة احتشاد مئات المحتجين ضد المصارف رافعين لافتات تقول: «أنتم تدمرون مستقبلنا» و»أنتم تلعبون بحياتنا». وكانت أكبر هذه المظاهرات في فرانكفورت أمام البنك المركزي الأوربي، حيث احتشد حوالي 5000 شخص، بحسب تقدير الشرطة المحلية في فرانكفورت تحت شعار «احتلوا فرانكفورت، أسوة بمبادرة «احتلوا وول ستريت» التي انطلقت في نيويورك. كما كانت برلين مسرحا لتظاهرة شارك فيها أكثر من 1200 شخص، بحسب الشرطة هناك. وشهدت مدن كولونيا وهامبورج وهانوفر وشتوتجارت وغيرها (حوالي 50 مدينة ألمانية) مظاهرات مشابهة. اعتقال 71 شخصا في نيويورك وقامت الشرطة الأميركية السبت بصد المتظاهرين في ساحة تيمز سكوير في نيويورك وأصيب شخص خلال تجمع ل»الغاضبين». كما اعتقل 71 متظاهرا السبت في نيويورك، بينهم 42 مساء في ساحة تايمز سكوير خلال تظاهرات نظمت في إطار اليوم العالمي ل»الغاضبين»، وفق حصيلة للشرطة.. وبعد نائب الرئيس الأميركي الأسبق ال غور الأربعاء، أعلن الممثل والمخرج شون بين السبت دعمه للمحتجين. وتم اقتياد هؤلاء المعتقلين إلى شاحنات عدة تابعة للشرطة. وقامت الشرطة في وقت سابق بعد الظهر بصد بعض المتظاهرين الذين حاولوا دخول الساحة، وأصيب شخص بعدما سقط أرضا حين اخذ الحشد الذي ساده الهلع بالركض، وفق فرانس برس. واندلعت الحوادث عند نقطة التقاء الطريق السادس والأربعين والجادة السابعة. وأنهى المتظاهرون المناهضون لوول سريت في تايمز سكوير يوما طويلا من التظاهرات كانت بدأت صباحا في الحي المالي. وأحيط المتظاهرون بحواجز معدنية فيما انتشرت الشرطة بكثافة في تايمز سكوير. وهتف المتظاهرون «نحن الأكثرية» و»كل يوم، كل ليلة سنحتل وول ستريت» و»نحن الشعب» و»لقد باعونا». وانضمت عائلات كثيرة وسياح إلى التحرك. وكتب على بعض اللافتات التي رفعها المتظاهرون «اوباما، نحن نحتاج إلى دعمك». وكان 24 متظاهرا اعتقلوا في وقت سابق داخل وخارج وكالة تابعة لمصرف سيتي بنك في ساحة لاغارديا بجنوب مانهاتن. وبدا معارضو وول ستريت واثقين بأنفسهم وخصوصا بعدما حصلوا الجمعة على إذن بالبقاء في ساحة زوكوتي الأمر الذي اعتبروه «انتصارا كبيرا». آلاف المتظاهرين في واشنطن يطالبون بالعمل والعدالة وتظاهر آلاف «الغاضبين» من وول ستريت فضلا عن ممثلي منظمات الحقوق المدنية والنقابات السبت في واشنطن مطالبين ب «العمل والعدالة». وتجمع نحو 300 متظاهر من مناهضي وول ستريت مساءً أمام البيت الأبيض ووزارة الخزانة للتنديد ب»المافيا المالية» في إطار اليوم العالمي لتحرك «الغاضبين». ثم انضم هؤلاء إلى تجمع آخر شارك فيه آلاف الأشخاص تلبية لدعوة عشرين جمعية ومنظمة. وتم تنظيم هذا التجمع «من اجل فرص والعدالة» قرب مركز ناشيونال مول في قلب واشنطن وبرعاية جمعية «ناشيونال اكشن نتوورك» المدافعة عن الحقوق المدنية وخصوصا حقوق السود، وذلك عشية تدشين نصب في ذكرى حائز جائزة نوبل للسلام مارتن لوثر كينغ. وهتف مسؤول جمعية «إن إيه أن» ال شاربتون بالحشد «فلنحتل واشنطن، فلنحتل وول ستريت، نريد إعادة بلادنا إلى الشعب». وأضاف «من جيل إلى آخر نواصل المسيرة. انهضوا، نحن أبناء الدكتور كينغ». وتحدث أيضا العديد من مسؤولي نقابات المعلمين والعمال والاتحادات النقابية والجمعيات النسائية. وقالت المسؤولة في اكبر منظمة أميركية للممرضات جيل فوريلو لفرانس برس «نحن هنا لان الممرضات يرين كم أن الأزمة الاقتصادية مدمرة بالنسبة إلى الناس ومرضانا. هذه الأزمة تقتل الناس، نريد التأكد من إن نظام وول ستريت لن ينجو». أستراليا ونيوزيلندا تستجيب للنداء وتظاهر المئات في المراكز الرئيسية بنيوزيلندا السبت في ظل انتشار حركة «احتلوا وول ستريت» في أنحاء العالم. وذكر الموقع الإلكتروني لإذاعة نيوزيلندا أن مركزين اثنين على الأقل بدأت فيهما المسيرات، فيما لوَّح بأنه سيكون احتلالا لأسبوع أو أكثر. وكان سكان مدينة اوكلند النيوزلندية الكبرى، حيث حل يوم 15 أكتوبر قبل اي مكان، أول من استجاب لنداء التظاهر، فخرج إلى الشارع مئات المتظاهرين. وتجمع في ساحة المدينة الرئيسية نحو 3 آلاف شخص، وهتفوا بشعارات تحت إيقاع الطبول تعبيرا عن احتجاجهم. وفي فيلينغتون، عاصمة نيوزلندا شارك في فعالية الاحتجاج 200 شخص. وأعرب عن احتجاجه في مدينة كرايست تشيرتش الجنوبية 50 شخصا. وفي سيدني تجمع قرابة ألفي شخص في حي المال، السبت، لإثارة الحماس من أجل حركة احتجاج على غرار «احتلوا وول ستريت» في الولاياتالمتحدة. وخرج مئات الأشخاص، وليس الآلاف كما كان المنظم يأملون، إلى الشوارع للاحتجاج على ما قالوا إنه جشع الشركات. وانتهت المظاهرة السلمية بتعهد بتنظيم اعتصام أمام المصرف الاحتياطي الأسترالي (البنك المركزي الأسترالي) لعدة أيام. كندا تتظاهر ضد التباين الاجتماعي وانتقلت المظاهرات ضد التباين الاجتماعي ، التي بدأت في الولاياتالمتحدة في 17 سبتمبر، إلى كندا. وخرجت السبت احتجاجات معادية للشركات في اوتاوا وتورنتو ومونريال وفانكوفير، وغيرها من مدن البلد الكبرى. وجرى في 14 اكتوبر، كما أفادت قناة التلفزيون «سي بي سي»، الاجتماع التحضيري الأخير، الذي نوقش فيه تكتيك العمل تنظيم مسيرات واعتصام جلوس وغيرها. وايدت هذه الحملة نقابة عمال صناعة السيارات ونقابة العاملين في قطاعات الاتصالات والطاقة وصناعة الورق. فأعلن كين ليفينتسا، رئيس نقابة عمال صناعة السيارات: «اشعر بالالهام من عزم المواطنين على المشاركة في هذه الفعاليات». وتجمع المشاركون في الفعالية بفانكوفر في مركز المدينة عند غاليري (معرض) الصور. كما التقى المتظاهرون في تورنتو عند البورصة المحلية في منطقة بي ستريت. ومنحوا فعاليتهم شعار «احتل بورصة تورنتو!»، على غرار الشعار الأميركي «احتلوا وول ستريت!». الفليبين وتايوان واليابان والصين وتجمع عشرات المتظاهرين في اجتماع خطابي عند مبنى السفارة الاميركية في عاصمة الفليبين مانيلا. ورفع المشاركون في الفعالية شعارات «الفليبين لا تباع!» و»تسقط الامبريالية الأميركية!». وتجمع أكثر من 100 شخص في تايبه في تايوان عند ناطحة السحاب حيث مقر البورصة. وهتف المشاركون بشعار «نحن 99% تايوانيون» ويقول المشاركون أن النمو الاقتصادي في الجزيرة كان في صالح الشركات وحدها، لان أجور أبناء الطبقة الوسطى تسد النفقات على أجور السكن والصحة والدراسة بالكاد. وخرج إلى الشارع في طوكيو، حسب قناة التلفزيون «سي ان ان»، نحو 200 شخص تحت مختلف اللافتات، وبينها «لا للسلاح النووي!» و»في سبيل التبت حرة!». وشارك في الفعاليات لا البالغون فحسب، بل وخرج إلى الشارع معهم حتى الأحداث. كما خرج مئات من الأشخاص في مظاهرات الاحتجاج في هونغ كونغ. كوريا الجنوبية واندونيسيا تنضم للقافلة وخرج إلى الشارع أيضا دعما لفعالية الاحتجاج على «الإرهاب المالي» سكان سيئول وجاكارتا. وتنقل قناة «سي ان ان» عن ارتور فراغوزو، احد المشاركين في الاحتجاج في سيئول عاصمة كوريا الجنوبية، قوله: «نحن نحتج بدرجة كبيرة على المشاكل الاقتصادية في العالم عموما. ويجب ان نبلور افكارا لحلها». وخرج إلى الشارع سكان جاكارتا، فقد تجمع عشرات الاشخاصن وبعضهم على وجهوهم أقنعة، قرب مبنى السفارة الأميركية. وقال رودي دامان، رئيس «الرابطة الدولية لكفاح الشعوب» امام الصحفيين: «إننا نطالب بالقضاء على السلطة الأميركية والنظام الامبريالي». وبدأت الاحتجاجات في نيويورك في 17 سبتمبر الماضي ، وأقام المشاركون في الفعالية تحت شعار «احتلوا وول ستريت» مخيما بجوار بورصة نيويورك. ويندد المشاركون في هذه المظاهرة بسياسة السلطات والمؤسسات المالية، واصفينها «بالإرهاب المالي». وتحمل مظاهرات «المستائين» طابعا سلميا، وعدد المؤيدين في تزايد. وأعلن المشاركون في فعالية نيويورك أن حركة «احتلوا وول ستريت» تعرض في 15 أكتوبر، وحدة الصفوف في أكثر من 950 مدينة في 82 بلدا، وتعلن هذا الاحتجاج يوما عالميا للتضامن ضد جشع وفساد 1% (أغنى الأشخاص«.