كتبت "فوربس ماغازين"، اليوم الجمعة، أن المغرب تمكن خلال العشر سنوات الأخيرة من إنشاء صناعة طيران "طموحة" باستثمارات تناهز مليار دولار، إذ أصبحت المملكة وجهة مفضلة للمستثمرين الأجانب. وأضافت المجلة، في مقال تحليلي للكاتب عبد المالك العلوي، أن "فاعلين دوليين بارزين، كشركة (بوينغ) الأمريكية و(سافران) الفرنسية و(بومبارديي) الكندية، قاموا خلال هذه الفترة باستثمارات مهمة لإنشاء مصانع أكثر تطورا في المملكة"، مشيرة إلى "تسارع وتيرة الاستثمار الأجنبي في قطاع الطيران خلال الأشهر الأخيرة". وذكرت المجلة الأمريكية على موقعها الالكتروني أن استثمارات جديدة مهمة واسعة النطاق بلغ مجموعها 45 مليون دولار تم الإعلان عنها خلال فعاليات معرض صناعة الطيران، في فارنبورو، قرب لندن، بين الحكومة المغربية وشركتي (إيوليا) التابعة لمجموعة ايرباص وشركة (ألكوا)، الرائدة عالميا في إنتاج الألومنيوم. وأبرزت الصحيفة أن المغرب يسعى من خلال هذه الاستثمارات إلى إعطاء إشارة إلى الأسواق العالمية بأنه مستعد لأن يصبح فاعلا عالميا في قطاع صناعة الطيران عبر استقطاب شركات صنع قطع الغيار أو تلك العاملة في مجال الخدمات". في هذا الصدد، أكد عبد المالك العلوي أن تظافر مجموعة من العوامل البنيوية والظرفية مكنت المملكة لأن تصبح "طرفا ذا مصداقية" في هذا القطاع الصناعي، الذي يوظف 10 ألف شخص ويساهم بنحو خمسة بالمئة في صادرات البلاد. على المستوى الإقليمي، اعتبر كاتب المقال أن المغرب تمكن من تجاوز تداعيات "الربيع العربي" بفضل إصلاحات توجت بالمصادقة على دستور جديد للبلاد، مشيرا إلى أن هذه "الثورة الصامتة" مكنت من تقديم صورة "مرنة" للمملكة لدى الفاعلين الرئيسيين في صناعة الطيران العالمية المعروفين باستثماراتهم الطويلة الأمد التي تحتاج إلى استدامة عوامل الاستقرار والأمن. أما على المستوى الهيكلي، فقد أشارت المجلة إلى أن صناعة الطيران العالمية تشهد تغيرات سريعة، حيث تبحث على البلدان التي تقدم أفضل الضمانات وتوفر البيئة المناسبة للاستثمارات، مضيفة أن هذا بالضبط هو المسار الذي اختاره المغرب من خلال وضع استراتيجيته الصناعية الجديدة التي تقوم على تعزيز النظم الإيكولوجية الصناعية عبر تقديم الحوافز الضريبية وبرامج التدريب المدعومة. ونقلت مجلة "فوربس" عن حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، قوله، إن "هدفنا يتمثل في التمكن من تجميع الطائرات بأكملها خلال العقد المقبل"، معتبرة أن المغرب يطمح إلى تجاوز محيطه المتوسطي وخلق حوار اقتصادي ثلاثي الأبعاد بين القارات الثلاث، أمريكا وأوروبا وإفريقيا. وخلصت "فوربس" إلى القول أن "المملكة تنفتح على العولمة بفضل المزايا التنافسية المختلفة التي تتوفر عليها والمتمثلة في استقرارها وموقعها الاستراتيجي وانخفاض كلفة اليد العاملة بها".