انخرط فاعلون اقتصاديون مغاربة، عموميون وخواص، في عملية حقيقية لجذب المستثمرين الأتراك، بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني حول فرص الاستثمار بالمغرب، أمس الثلاثاء باسطنبول، بمبادرة من الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، تحت شعار "المغرب.. شريك استراتيجي لتركيا في إفريقيا". وعرض عشرون من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة، يمثلون العديد من المؤسسات الاقتصادية المغربية، أمام ثلة من رجال الأعمال ورؤساء المقاولات الأتراك، مختلف فرص الاستثمار بالمملكة في عدة قطاعات وأبرزوا مناخ الأعمال المحلي الذي مكن من استقطاب علامات دولية مثل "رونو" و"فيفاندي" و"صافران" و"بومبارديي" وغيرها. وشارك في هذا المؤتمر، المنظم بتعاون مع مجلس العلاقات الخارجية لتركيا، ممثلو وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية والوكالة الخاصة طنجة-المتوسط، ووكالة التنمية الفلاحية، والجمعية المغربية لصناعات النسيج، وفدرالية الصناعات المعدنية والميكانيكية والإلكتروميكانيكية. وتم التركيز بالمناسبة على أهمية المغرب بالنسبة لتركيا كبوابة تفرض نفسها للوصول إلى باقي الأسواق بالقارة الإفريقية في إطار شراكة جنوب - جنوب مربحة للطرفين. وأبرز رئيس مجلس الأعمال المغربي التركي، يوسف الرويسي، الذي يترأس المجلس إلى جانب التركي عصمان كوكامان، أن المغرب يمثل أرضية إقليمية جذابة على مستوى المبادلات والاستثمار بفضل موقعه الاستراتيجي وانفتاحه التجاري ووضعه كمستثمر مرجعي في المنطقة (إفريقيا) وتطور بنياته التحتية، خاصة وسائل النقل والأبناك والمالية. وأكد سفير المغرب في أنقرة، محمد لطفي عواد، في نفس الاتجاه أن تركيا ستجد في المغرب "شريكا مميزا" لتحقيق طموحاتها المشروعة في إفريقيا، بالاستفادة من معارفه وخبرته الإفريقية، مشيرا في هذا الإطار إلى الجولة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس مؤخرا إلى عدد من الدول الإفريقية. واستعرض السفير بالمناسبة التدابير التي اتخذتها حكومتا المغرب وتركيا لمواكبة وتشجيع الدينامية التي تعرفها العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مركزا على الخيارات المجتمعية التي اعتمدها المغرب بدون رجعة كالتعددية السياسية والثقافية والليبرالية الاقتصادية. من جانبه، أشار عصمان كوكامان إلى أن تركيا تتطلع للدخول في منطق شراكة حقيقية مع المغرب، يدرج المزيد من الاستثمارات ونقل التكنولوجيا والمعارف نحو إفريقيا في العديد من المجالات، معتبرا أن هذا التوجه بدأ يتجسد بشكل ملموس ميدانيا عبر إنجاز العديد من المشاريع في إفريقيا. واستقطب المغرب 7,3 في المئة من 500 مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة الموجهة لإفريقيا برسم الفترة 2002 - 2012 ، إذ تستقر 60 مقاولة تركية في المغرب وتستثمر 240 مليون دولار في المجموع وتحدث 6200 منصب شغل. واحتلت تركيا ما بين 2002 و 2011 المرتبة العشرين بين المستثمرين في المغرب وتقدمت إلى المرتبة 18 سنة 2013 من خلال 0,5 في المئة من الاستثمارات التي ولجت المغرب. وتتركز 75 في المئة من الاستثمارات التركية في المغرب في قطاعي التجارة والأشغال الكبرى، حسب الإحصائيات الصادرة عن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر الذي حضره سفير تركيا في الرباط والقنصل العام للمملكة في إسطنبول. وأبرمت الوكالة هذه السنة اتفاقية شراكة مع (إس دي ماتشينغ)، وهي شركة مغربية- تركية متخصصة في الاستشارة التجارية وتطوير فرص الاستثمار. وستخول هذه الاتفاقية للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات حضورا دائما في تركيا عبر هذه الشركة التي ستقوم بمواكبة وتوجيه المستثمرين الأتراك المهتمين بالمغرب.