بعد مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي بجامعة فاس، تحركت مصالح وزارة التعليم العالي والبحت العلمي وتكوين الأطر وأعدت تقريرا صادما حول مختلف مظاهر العنف التي شهدتها جامعة سيدي محمد بن عبد الله خلال السنوات الأخيرة. التقرير كشف عن وقوع أحدات عنف خطيرة مست المسؤوليين الجامعيين والإداريين والأساتذة والطلبة، جلها ارتكبها ما يسمى طلبة النهج الديمقراطي القاعدي- البرنامج المرحلي. التقرير الذي حصلت "الرأي المغربية" على نسخة منه، عدد مظاهر العنف بالجامعة وفق ثلاث مستويات أولها العنف ضد المسؤوليين والإداريين والأساتذة من قبيل الاعتداء على عميد كلية الحقوق بفاس سنة 2009 وضربه بكرسي من طرف أحد الموظفين الذي تخلت عنه شعبة القانون الخاص، مما أدى إلى فتح تحقيق ومتابعته بدعوى شخصية أمام المحكمة، "ورغم ذلك فإن الموظف المعني لا يزال يتقاضى أجرته الشهرية رغم أنه تخلى عن العمل ولا يحضر أبدا للمؤسسة منذ ذلك التاريخ". واقتحام مكتب عميد الكلية متعددة التخصصات بتازة سنة 2011 من طرف عناصر الفصيل القاعدي وتشتيت مكتبه وإتلاف الوثائق الموجودة فيه، واقتياد العميد إلى ساحة الكلية حيث تم استنطاقه ومحاكمته في ساحة المؤسسة،وكذا محاكمة ثلاث طالبات بنفس الكلية من قبل نفس الفصيل "بدعوى انتهاك قرار مقاطعة الامتحانات والحكم عليهن بالطرد من المؤسسة". وقام الفصيل ذاته باختطاف موظفة تابعة لقطاع بالأمن الوطني بتازة ومحاكمتها بساحة المؤسسة مما أدى إلى تدخل عناصر الأمن لإنقاذها، كما اقتحم المصالح الإدارية لعمادة كلية الآداب ظهر المهراز في نهاية سنة 2012 وكذا الكتابة العامة ومكتب نائب العميد وإغلاقها بالأقفال والسلاسل، وألقى القبض على عامل من عمال المؤسسة الخاصة المكلفة بالحراسة بكلية الحقوق سنة 2012 ومحاكمته وإهانته أمام الملأ بساحة الكلية وطرده منها مع تهديده بشتى أنواع التهديدات والوعيد إن هو عاد إلى المؤسسة مرة أخرى. بالإضافة إلى هجومه على حفل افتتاح جناح جديد بكلية الحقوق وعلى المسؤولين الذين حضروا الاحتفال من بينهم مسؤولين وطنيين كبار ومسؤولين محليين كبار وشخصيات وطنية وأجنبية مرموقة لم يفدهم إلا الفرار، وإغلاق المصالح الإدارية بأدب ظهر المهراز بالأقفال والسلاسل، وإهانة العميد ومحاصرته وتهديده واقتحام اجتماع مجلس التنسيق بالمؤسسة وإهانة الأساتذة في دجنبر 2012. وخلال سنة 2013 لوحدها سجل التقرير أربع حالات عنف وهي أولا احتلال مكاتب رؤساء المؤسسات لكليات الحقوق والآداب والعلوم وكلية آداب سايس لعدة مرات، ثانيا سب وشتم المسؤولين الإداريين وإهانتهم أمام الملأ، ثالثا سب الموظفين وإهانتهم وخاصة المسؤولين على شؤون الطلبة، رابعا الاعتداءات الجسدية على أساتذة وموظفين كما يتجلى في الحالات التالية الاعتداء على أستاذ من كلية الآداب سايس، والاعتداء على موظف بكلية العلوم ظهر المهراز مما أدى إلى تكسير أسنانه وإصابته إصابة بليغة في فكه الأيسر. المستوى الثاني العنف ضد الطلبة، ورغم أن عموم الطلبة وأوليائهم يحرصون ويرغبون في إجراء الامتحانات في وقتها يقول التقرير، "فإن العناصر المذكورة تلجأ إلى العنف لإرغام الطلبة على عدم الدخول إلى المؤسسات، ويبدأ هذا العنف من الشارع العمومي إذ يهدد الطلبة بالسلاح الأبيض في الحافلات التي تقلهم إلى المركب الجامعي، وتنتهي عند باب المؤسسات التي يعمد عدد من الأشخاص إلى إظهار الأسلحة البيضاء علنا أمام الطلبة وتهديدهم بها، وإذا لم يفلح ذلك فإنهم يعمدون إلى إغلاق أبواب المؤسسات بالسلاسل والأقفال". المستوى الثالث منع الأنشطة العلمية والثقافية بمؤسسات الجامعة، تمنع المؤسسات من إقامة الندوات والأيام الدراسية في كثير من الحالات بمؤسساتها يورد التقرير ذاته، "وإلا تعرض ضيوفها للإهانة أمام الملأ باقتحام القاعات التي تجري فيها وترديد الشعارات من كل الأنواع بما فيها تكل التي تمس بالمقدسات".