اضطرأساتذة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بظهر المهراز بفاس صباح يوم الثلاثاء الأخير، إلى الخروج في مسيرة احتجاجية جابت فضاء الكلية، تعبيرا عن » انزعاجهم وعدم رضاهم عن الوضع الذي باتت تعرفه هذه المؤسسة الجامعية العريقة التي تعتبر من أقدم الكليات بالمملكة، و هذا الانزعاج وصل ذروته في الآونة الأخيرة حين عمد مجموعة من الطلبة إلى إغلاق أبواب هذه المؤسسة في وجه عميدها ، ومنعوه من الاقتراب من مكتبه تحت طائلة محاكمة جماهيرية«. هذا الوضع جعل الأساتذة يعقدون جمعا عاما يوم الخميس 13دجنبر لمناقشة »ما صدر من سلوكات غير مسؤولة لبعض الطلبة كاقتحام قاعة اجتماع مجلس التنسيق والتهجم على قاعة الأساتذة، وتمزيق بيان النقابة ومحاصرة عميد الكلية والتلفظ في حقه بعبارات مشينة ونعت الأساتذة بالخنوع والانبطاح، وإغلاق المرافق«. وهي سلوكات اعتبرها بيان صادر عن الجمع العام »بعد مناقشة مستفيضة للموضوع ووعيا بالواقع الشاذ الذي أصبحت عليه الكلية«، بكونها »انتهاكا جسيما لحرمة المؤسسة الجامعية تهدف إلى صرف الكلية عن وظيفتها الأساسية ورسالتها النبيلة المتمثلة في إنتاج المعرفة وصناعة النخب«. وعبر مجلس الأساتذة في البيان ذاته عن تضامنه المطلق مع الأستاذ العميد في ما تعرض له من إهانة وتهديد، كما تم التنديد بإغلاق المصالح الإدارية للكلية لما في ذلك من إضرار بمصالح الأساتذة والإداريين والطلبة». وأكد الأساتذة في بيانهم «على مشروعية مطالب الطلبة حيث طالب البيان بالتحقيق»، في مطالبهم في حدود اختصاصات الكلية ضمانا للسير الطبيعي للدراسة «وبإشراك المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي في أي حوار يجري مع الطلبة». وتزامنا مع هذه المسيرة الاحتجاجية المنظمة داخل فضاء كلية الآداب وتنفيذا لقرار مجلس الأساتذة، تم التوقف عن العمل بالكلية ذاتها يومي الثلاثاء والأربعاء 18و19دجنبر الحالي مع تنظيم وقفتين احتجاجيتين أمام رئاسة الجامعة والعمادة . ويأتي موقف الأساتذة بعد أن عمد بعض الطلبة في الآونة الأخيرة إلى إغلاق وإقفال بوابة الكلية احتجاجا على عدم فتح حوار جدي من قبل المسؤولين حول ملفهم” المطلبي المشروع ” وعلى رأسها “رفع الحظر عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كإطار نقابي وحيد للطلبة ” بالإضافة إلى مطالب مادية تتعلق أساسا بتحسين جودة الخدمات وجودة التدريس وظروفه بالكلية .” وأكدت مصادر وتقارير إعلامية على أنه في الوقت الذي عبر فيه البيان الصادر عن مجلس الأساتذة بكون العديد من مطالب الطلبة تبقى مشروعة ومن ثم وجب التحقيق فيها والعمل على إيجاد الحلول لها ” في حدود اختصاصات الكلية ضمانا للسير الطبيعي للدراسة” ،بل إن هذه المصادر ألحت على كون ” الأساتذة يعتبرون الطلبة شركاء وليسوا غرباء ..” غير أن ما يثير اشمئزاز الأساتذة والموظفين بالكلية على حد سواء هو الطريقة التي يتم بها التعبير عن هذه المطالب ” التي يرفضونها خاصة الطريقة التي تم بها التعامل مع عميد الكلية الذي منعوه من الاقتراب من مكتبه وهو ما يشكل “ انتهاكا وإهانة ” لكرامة الأستاذ الباحث. فاس : محمد المتقي