عودتي للجيش أشعرتني بقيمتي وأثقلت كاهلي فاخر أكثر من مجرد مدرب واعتزالي لم يحن بعد عصبة الأبطال حلمي ورقصة الديفيلي بالجزائر بصمتي واثق الخطوة يمشي ملكا·· لاعب يستحق أن يشكل لأبناء جيله القدوة والمرجع·· نضال فانضباط فاستقامة، وفي الأخير مشوار نظيف ممتد على مسافة عقدين من الزمن في البطولة الوطنية، وهو يشارف الأربعين يؤكد أوشلا أنه بإمكان المنتوج المحلي أن يستمر في العطاء إن هو ارتكن للسلوك الحسن والنظام المضبوط·· أوشلا سليل > باعبد القادر< العسكري الذي ينصبه عشاق الجيش ماركة مسجلة يحاكم هنا لقاء الشبيبة·· يتطلع لحلم العصبة ويبرر عودته للثكنة، تابعوا·· المنتخب: بداية وكما جرت العادة نستهل حديثنا عن لقاء يوم غذ إن شاء الله ضد شبيبة القبائل، كيف تحاصره على ضوء تعادل الذهاب؟ الحسين أوشلا: من منطلق تجربتي سأفاجئك بردي، لكن قبل هذا دعني أوجه تحياتي للجمهور الرياضي بشكل عام والعسكري خاصة عبر منبركم الذي غبت مطولا عنه، وكان له الفضل الكبير في التعريف بالعديد من الوجوه وأنا واحد منهم على امتداد مسافة 20 سنة، وهي بالتمام والكمال المسافة التي بدأت خلالها الممارسة الفعلية للعبة على مستوى الشهرة والإنتشار· فعلى عكس الكثيرين، أنا لا أستند في قراءاتي على شريط المباراة المقبل إلا على واقع اللقاء بعيدا عن حسابات الذهاب التي قد تكون خاطئة وقد تغلطنا· المنتخب: ما قصدته هو أن التعادل الإيجابي يبقى هاما في مطلق الأحوال ويجعل الجيش في موقع أفضل من خصمه؟ الحسين أوشلا: فعلا هكذا تتحدث الأرقام أو هكذا تنطق وقائع اللقاء كما يقرأها النقاد، لكن كلاعب الأمر مختلف بالنسبة إلي، لأني لذغت من نفس الجحر، أي جحر الغذر في العديد من المرات والتي كانت صادمة لي ولمشاعري، كان آخرها ضد الصفاقسي التونسي في الدور الذي كان يسبق دخولنا نظام المجموعات، تعادلنا بتونس ب (11) وخسرنا بالرباط بهدف نظيف وانتهت المغامرة على إيقاع الصدمة، صحيح أني كنت غائبا حينها لكن أحسست بالمرار وطعم الغذر وهذا ما يحفزني ويعبئني لهذه المواجهة بشكل جاد· المنتخب: في شقين أريد منك الإجابة، أولا هل تعرضتم لمضايقات بالجزائر، وثانيا ما قيمة المنافسة بالنسبة لرهانكم كمجموعة تضع العصبة على رأس الأولويات؟ الحسين أوشلا: حتى أكون أمينا معك، لم نتعرض مطلقا لأي مضايقة كيفما كان نوعها، اللهم إذا ما استحضرنا فاصل الشتم والسب الذي كاله جمهور الشبيبة ورشقهم بالحجارة للاعبيهم بعد نهاية اللقاء والذي تطلب منا أن نظل بوسط الميدان إلى حين تأمين المسالك للدخول لمستودع الملابس·· أما بخصوص الشق الثاني فإني أعتقد أننا دخلنا المنافسة من منطلق اختيار الإتحاد الشمالي وليس نحن من طلبناها بالإسم، ما يعني ضرورة تمثيل كرة القدم المغربية على نحو جيد ومثالي قبل دخول سباق عصبة الأبطال· المنتخب: بعد التعادل والهدف المسجل بملعب 1 نونبر، كانت هناك رقصة النصر العسكرية وأديتها بحماس زائد، هل من تعليق؟ الحسين أوشلا: فعلا، لقد انخرطت بكامل الأريحية وبكل تفاعل مع الرقصة والتي للإشارة أنا من أوحي للاعبين بضرورة القيام بها بعد كل هدف لتواكب طبعة وطابع الفريق الخاص، حتى نكون صرحاء فالكل يعرف ما تمثله المواجهات المغربية الجزائرية من حساسية، وبكل عفوية جاءت الرقصة التي كان لها مدلول وصل إلى مدرجات الملعب، والرسالة وصلت بشكل عام على ما أعتقد· المنتخب: ألا تخشى أن يكون لكأس شمال إفريقيا تأثير على تركيز الجيش الملكي على الكأس الأهم وهي عصبة الأبطال؟ الحسين أوشلا: مطلقا لا، لأنها منافسة أصلا ملعوبة من أربع مباريات على أقصى تقدير، وثانيا لأنها تسبق كأس العصبة ومباراتنا ضد سبورتينغ برايا بأسبوع، وثالثا النهائي إن شاء الله في حال توفقنا في بلوغه سيلعب بالمغرب، وكذلك لقاء الدور التمهيدي، لذلك لا أرى تأثير للمسابقة على العصبة· المنتخب: دعنا في عصبة الأبطال، ألم يحن الوقت بعد لطرد الخجل وإنهاء أسطوانة المشاركة من أجل المشاركة؟ الحسين أوشلا: فعلا، خاصة بالنسبة لي، فقد نجحت في الظفر بكل الألقاب الممكنة رفقة الجيش الملكي محليا وحتى قاريا، لكن كأس عصبة الأبطال ينقص سجلي وخزانتي، كل مرة أخرج للشارع وخاصة بالعاصمة أتفاجأ للكم الهائل من الأسئلة حول العجز في محاكاة النجم الساحلي أو الأهلي المصري مثلا، لا أظن أن هناك فوارق كبيرة كما يروج لها البعض، كل ما هنالك هو أننا أسأنا طيلة السنوات المنقضية تدبير المنافسة بفعل الإرهاق وتزامن دور المجموعات مع فترة الصيف، إذ نقطع أميالا طويلة بأدغال القارة، وهذا كان له تأثير سلبي على المسار· المنتخب: هل يمكن أن نتفاءل خيرا بمطاف هذه السنة على ضوء إفرازات قرعة الأدوار الأولى؟ الحسين أوشلا: أعتقد أن اللاعبين بلغوا النضج الكافي واستفادوا من الدروس السابقة ، وهذا ما يجعلني مطمئنا بعض الشيء، مسألة أخرى هي العالمية التي أصبحت تتيحها المنافسة، وهي حافز إضافي للاعبين لتسويق صورتهم إذا ما علمنا أن هدف كل واحد هو الإحتراف، أتمنى من صميم قلبي أن لا تغتال أحلامنا هذا الموسم، وصدقني أن أصعب ما في البطولة هي الأدوار الأولى، وإذا بلغنا نظام المجموعات فأنا على يقين بحضورنا للمربع الذهبي إن شاء الله· المنتخب: هل يملك الجيش من المقومات ما يمكنه من التوفيق بين المنافسات التي سيلعبها؟ الحسين أوشلا: أشكرك على إثارة هذا السؤال لأذكر الجميع أن الجيش هو أقل الفرق انتدابا للاعبين هذا الموسم، فقد كان عبد ربه هو العنصر الوحيد العائد للفريق مع الشاهيري ثانيا، الأولوية المطلقة هي عصبة الأبطال ولقاءات البطولة نتعامل معها لقاء بلقاء، وإذا ما وفقنا في إحكام القبعة على الصدارة فإننا سنكون سعداء للحفاظ على الدرع الذي هو في حوزتنا، أما كأس العرش فمرتبط بفصول القرعة وطبيعة المواجهات· المنتخب: غبت لفترة وعدت ضد الشبيبة، هل أصبح جسد أوشلا حساسا وواهنا وهو يتعاطى مع الإصابات؟ الحسين أوشلا: دعني أوضح لكم شيئا هاما وهو أني تعرضت لتمزق في العضلة الخلفية سمكه 3 سنتمترات ضد المغرب الفاسي، وقاومت لألعلب ضد الوداد فاستفحال الوضع وتطورت الإصابة وغيري كان بإمكانه أن يتغيب في مثل الحالة لشهرين، الحمد لله المواظبة على التمرين والعلاج كانتا فعالتين، بل كنت جاهزا قبل فترة، لكن المدرب فاخر كان له رأي آخر· المنتخب: طرحت عليك هذا السؤال لأن البعض يشك في إمكانية خوضك لأكثر من 20 لقاء بالبطولة بنفس النسق؟ الحسين أوشلا: إذا كان تحليلهم مؤسس على عامل السن فهو خطأ لأني أحس وكأني في ريعان الشباب، وثقتي كبيرة في النظام الذي أتبعه، أما إذا كانت القراءة مبنية على الإصابات فأنا أقول أنه لا راد لقضاء الله وقدره، وما قد يعجزني سيعجز غيري· المنتخب: من أين استمد أوشلا كل هذه القدرة ما شاء الله على البقاء بنفس التوازن في ملاعب الكرة ل 18 سنة كاملة؟ الحسين أوشلا: الفضل أولا يرجع لله سبحانه وتعالى، وثانيا للنظام المتبع، وحين أقول النظام فإني أتحدث عنه في مدلوله الشامل (الغذائي، المعيشي، التدريبي وحتى السلوكي) ، تزوجت والحمد لله في سن مبكرة وكان لهذه الخطوة ثمرة كبيرة في تقويم أي اعوجاج ممكن وأظنك فهمت المقصود، كما أني استفدت من توجيه السيد الوالد عبد القادر حفظه الله ومن اختيار الرفقة الحسنة، وخاصة الإخلاص في التدريب لأن الفشاش لا ينجح· المنتخب: ألا تفكر في وضع نقطة نهاية للمسار سواء عاجلا أم آجلا؟ الحسين أوشلا: قد تجدني مبالغا في طرحي هذا، لكن أنظر إلى أربع سنوات أخرى إن شاء الله قادمة، أضع في إعتباري إن وفقني الخالق فترة قادمة، طالما أن في الصدر نفس فإن أوشلا سيواصل العطاء ما لم يسمع صافرات الإستهجان في الملاعب وما دام يحظى بالتقدير التام· المنتخب: عدت للجيش الملكي في خطوة إستثنائية فاجأت البعض طالما أنه شكلت الحلقة الفريدة في إجراء العودة بعد أن التحقت بتطوان، كيف تعقب؟ الحسين أوشلا: بعد إنتهاء ارتباطي بالمغرب التطواني (سنتين) طلبوني هناك للتجديد وبإلحاح وبمبلغ مالي محترم، تلقيت العديد من العروض من طرف أندية القسم الأول ومن الفتح إلا أني عدت للجيش بواقع الإمتنان لمسؤوليه، للجنرال نور الدين قنابي على وجه الخصوص ومعه الكولونيل بلحاج وعرفانا بما أعطاني إياه هذا الفريق، لأن ما أنا عليه اليوم هو من فضل الله وفضل هذا النادي وكذا لعلاقتي الطيبة بالمدرب الكبير محمد فاخر· المنتخب: على ذكر فاخر، هل كان له دور في معادلة العودة؟ الحسين أوشلا: بكل تأكيد، لقد جاورته بالجيش لمدة 3 سنوات، ثم سنة بتطوان وأظنه حين طلبني بالإسم لم يكن يجاملني لأن فاخر وعلى عكس ما يظن البعض علاقتي به مطبوعة بحدود الإحترام والتقدير ولا تمتد للمجاملات، وهذا سلوك معروف فيه، ففاخر لا يمكن أن يرضي أقرب مقربيه إن لم يكن مقتنعا به، وهنا أفتح قوسا لأقول أن فاخر أكبر من مجرد مدرب، إنه أستاذ وداهية في طريقة احتواء المجموعة وتسيير النادي، وأنا أضع كراسة صغيرة تحت تصرفي أدوِّن فيها ما أستفيده منه أسبوعيا· المنتخب: هل بدأت تسطر من الآن لإطار التدريب بعد نهاية الإرتباط بالكرة كلاعب؟ الحسين أوشلا: فعلا، بل تلقيت وهذه أول مرة أفصح عنها دعوة لحضور دورة تكوينية بكليرفونطين تجمع بين اللياقة البدنية والتدريب وأجلتها لأن هذه الخطوة يجب أن تخضع لمساطر إدارية وترخيصية من الفريق ، وأظنني بعد نهاية الممارسة سألجأ إليها مباشرة إن شاء الله· المنتخب: هل وجدت نفس المحيط قائما كما هو؟ أم أن أشياء تغيرت بالفريق بعودتك؟ الحسين أوشلا: الثبات على الحال من المحال، فعلا هناك وجوه جديدة وهناك لاعبين جاؤوا بعد ذهابي وكان يتطلب الإندماج وقتا، ولو أني بطبعي أدخل الأجواء والتفاصيل بلا مقدمات، الحمد لله ما هو ثابث هو أن نفس التقدير ونفس الإحترام الذي كنت أحظى به بواقع القيدومية ما زال حاضرا· المنتخب: تعرض الفريق لاختلالات واضحة في محوره الدفاعي بغيابك، هل يشعرك هذا بقيمتك؟ الحسين أوشلا: لست أنا من يخول له الرد على هذا السؤال، هناك جهاز نقد وهناك صحافة ومدرب، ومع ذلك أقول لكم أني شعرت بقيمتي من اليوم الذي عدت فيه للفريق، أنا مطمئن على السير العام للدفاع ولا نشكو مشاكل في هذا الإطار في اعتقادي الشخصي· المنتخب: لعبت بتطوان وعدت للجيش، هل من مقاييس مقارنة بين اللعب لغير هذا الفريق؟ الحسين أوشلا: أولا تجربتي بهذا الفريق الشمالي ستبقى راسخة في الذاكرة لأنها كانت ناجحة، بدليل خوض الفريق لأول مرة في تاريخه الكروي· نصف نهاية كأس العرش واحتلاله مرتبة خولته مشاركة عربية، وثانية للإحترام الذي فوضته هناك وخولني نسج علاقات طيبة مع أشخاص ما زالوا يبادلوني الزيارة وعلى رأسهم الأخ يوسف وحرمه، بل حتى إدارة النادي تعاملت معي بتقدير وبادلتها ذلك، وهنا أفتح قوس آخر لأقول ما سبب العداوة التي ألاقيها من جمهور البيضاء وكأني المسؤول الأول والأخير عن أي إخفاق يحصل في معتركهم أو صحوة عسكرية بالمقابل، كرة القدم بالنسبة للاعب هي مورد رزق، وهو يناضل لأجلها بإخلاص، هذا ما على الجمهور فهمه· المنتخب: أثيرت زوبعة تخص الفريق في فترة من الفترات تهم التحكيم، ما تأثيرها عليكم؟ الحسين أوشلا: لم أفهم السبب وراء كل تلك الضجة المفتعلة، الجيش أقو ىفريق بترسانته ، بإدارته، بجهازه التقني وبجمهوره، ونحن لسنا بحاجة لخدمة من أحد، لقد تعاملنا بيقظة مع الحملة، بل كنا نعلم أننا سنكون الضحية لإرضاء الخواطر، وهذا ما حصل للأسف، نتمنى أن لا تستمر هذه الزوبعة· المنتخب: هل أمنت مستقبلك بما يكفي من اللعبة؟ الحسين أوشلا: أقول الحمد لله على كل حال هنا سقف من الكرامة وحد أدنى من العيش محفوظ·· لعبت محترفا لسنتين ببلجيكا وليس الإحتراف كما هو حاليا، بل لم أستفد منه شيئا، وإذا كان أوشلا حاليا يعيش الإستقرار فسبب أشياء أخرى منها رضى الوالدين والحمد لله· المنتخب: في كلمة مفتوحة بما يختم أوشلا حواره هذا؟ الحسين أوشلا: كل الشكر والإمتنان لزوجتي مونية التي ضحت معي في فترات صعبة وتفهمت ظروفي وساندتني كي أقف صامدا لهذا السن، وللجمهور العسكري أقول انتظروا الجيش هذه السنة في العصبة، وللاعبي الفريق أهمس في أذنهم بأن يثبتوا أقدامهم فوق الأرض· الإسم الكامل: حسين أوشلا تاريخ الإزدياد: 1 دجنبر 1970 الوزن: 73 كلغ الطول: 1.80م مكان اللعب: مدافع النادي الحالي: الجيش الملكي لعب لأندية: مولينبك البلجيكي الم·التطواني الصفة: دولي عدد مبارياته الدولية: 9 الإنجازات: فاز ببطولة المغرب: سنوات (20052008) مع الجيش فاز بكأس العرش: سنوات (1999200320042008) فاز بكأس الإتحاد الإفريقي: سنة 2005 شارك في كأس إفريقيا للأمم: 2006 بمصر شارك في الألعاب الأولمبية بسيدني 2000 (سجل هدفا واحدا بمرمى الشيلي) الأولمبي المغربي الأولمبي الشيلي: 13·