تحقيق لقب البطولة يتطلب تعبئة جماعية على طول السنة الدفاع الجديدي قادر على الذهاب بعيدا في عصبة الأبطال مباراة الوداد أنقذتني من الإعتزال! سرق فريق الحسني الجديدي ظاهرة البطولة الوطنية المنصرمة بامتياز، الأضواء خلال دورة بعد إحرازه لقب وصيف البطل المؤهل لكأس عصبة الأبطال الإفريقية·· وقد تأتى له ذلك عقب انتصاره التاريخي على الوداد البيضاوي أحد منافسيه على مركز الوصافة بهدفين نظيفين في لقاء شهد تألق النجم الدكالي المخضرم رضا الرياحي الذي وقع هدفا أنطولوجيا لن ينساه حارس الوداد الدولي نادر لمياغري، وأكد من خلاله فتى الجديدة المدلل أنه ما زال قادرا على العطاء ولم تنل منه الشيخوخة قيد أنملة· في هذا الحوار المتعدد المحطات سيكشف اللاعب الوديع رضا الرياحي عن سر تألق فريقه الدفاع الجديدي ولقب الوصافة الذي حققه في آخر موسم ورهاناته المقبلة وطنيا وقاريا· المنتخب: أولا، هنيئا لكم بلقب وصيف البطل، ما هو شعوركم بعد هذا الإنجاز؟ الرياحي: بسم الله الرحمان الرحيم·· بخلاف الكثيرين، أعتبر مركز الوصافة الذي حصل عليه الفريق خلال الموسم المنهزم إنجازا كبيرا ينبغي الإفتخار به، لأن الدفاع الجديدي يبقى حتى الآن فريقا متواضعا ما دام أن خزانته خالية من الألقاب الوطنية، لذلك ففوزنا بلقب وصيف البطل في حلته الجديدة، وتأهلنا لعصبة الأبطال الإفريقية لأول مرة في تاريخ الفريق يعد إنجازا غير مسبوق، فعلى امتداد الأربع سنوات الأخيرة حققنا مكاسب كثيرة منها تثبيت مكانة الدفاع في قسم الكبار ولعب أدوار طلائعية والحفاظ على النسق التصاعدي للنادي، ثم الفوز ببطولة الخريف ولقب الوصيف في موسم واحد، لكن الشيء الوحيد الذي لم نتغلب عليه هو العزوف الجماهيري الذي نجهل أسبابه· المنتخب: ألا تعتقدون أنكم ضيعتم لقبا كان في المتناول الموسم الماضي؟ الرياحي: لا، لم نتحسر على ضياع اللقب، فاحتلال المركز الثاني متقدمين على السواعد الكبرى للبطولة التي اعتاد عليها الجمهور المغربي دائما في القمة من أمثال: الجيش الملكي، الوداد البيضاوي وأولمبيك خريبكة ليس بالأمر الهين، فالوصيف لا يختلف كثيرا عن البطل، فأتمنى أن يحقق هذا الجيل الألمعي لقبا عجزت عن القبض عليه الأجيال السابقة التي حملت قميص الدفاع منذ تأسيسه· المنتخب: ألا تشاطرني الرأي في كون لقب الوصافة للسنة المنصرمة كان له طعم خاص لأنه تحقق في آخر دورة وعلى حساب فريق كبير كان ينافس بدوره لحيازة اللقب وهو الوداد البيضاوي؟ الرياحي: كما يقال العبرة بالخواتم، رغم أن البرمجة لم تكن رحيمة بنا، وأوقعتنا وجها لوجه في آخر دورة ضد الوداد البيضاوي الذي كان هو الآخر معنيا بأمر الوصافة إلى جانب الجيش الملكي الذي واجه في مباراة سهلة المغرب التطواني، وكان بإمكان مقابلة الوداد أن تنسف كل الجهود التي بذلناها على إمتداد موسم بكامله في حال تعثرنا بميداننا، لكن ولله الحمد كنا في الموعد وآمن لاعبونا بالفوز كخيار لا محيد عنه، وهذا شيء مهم في كرة القدم، وهذا ما مكننا من هزم الفريق الأحمر أداء ونتيجة وفي لقاء حاسم ومصيري بالنسبة إلينا· المنتخب: ماذا ينقص الدفاع الجديدي لطرق أبواب الألقاب؟ الرياحي: قبل سنوات كانت فريق الدفاع الجديدي يفتقد لثقافة التنافس على الألقاب، ربما لأنه كانت تعوزه الإمكانيات المادية، الآن تم التغلب على هذا الإشكال بعد احتضان الفريق من طرف مؤسسة كبرى مواطنة وهي المكتب الشريف للفوسفاط، وهو ما أعطى استقرارا معنويا للاعبين الذين انخرطوا بدورهم في هذا التحول، وأصبحوا يلعبون لهدف واحد وهو الفوز، لكن باقي الفعاليات الأخرى وبخاصة الجمهور الذي هو طرف أساسي في المعادلة الرياضية ظل غائبا، ولم نشعر نحن كلاعبين بدفئه، فأظن أن الفوز بالبطولة الوطنية يتطلب تخطيطا مسبقا وتبعئة جماعية لكل الأطراف الفاعلة داخل الفريق، فبدون حضور كمي ونوعي للجمهور وفي جميع المباريات لا يمكن لحلم اللقب أن يتحقق على أرض الواقع·· نتمنى أن يأخذ أنصار الدفاع العبرة من جماهير الوداد التي تساند فريقها في الحل والترحال حتى في حال الهزيمة· المنتخب: كيف تتوقعون المشاركة الإفريقية الموسم القادم؟ الرياحي: بحكم تجربتي المتواضعة، وحضوري للعديد من المنافسات القارية رفقة نادي الرجاء البيضاوي، أرى أن الدفاع الحسني الجديدي بالمجموعة الحالية التي ستتعزز بعناصر جديدة يملك حظوظا وافرة للذهاب بعيدا في كأس عصبة الأبطال الإفريقية على الأقل التأهل إلى دور المجموعات، لأن لدينا لاعبين استأنسوا بالأجواء الإفريقية، وهذا سيفيد الفريق كثيرا في هاته المسابقة الخارجية التي سيدخلها الدفاع الجديدي لأول مرة في تاريخه، وستكون مناسبة سانحة لعناصرنا الشابة للإحتكاك بمدارس عريقة داخل القارة السمراء· المنتخب: خلال مؤجل الدورة الأخيرة ضد الوداد البيضاوي قدمت مباراة كبيرة وظهرت كما لو أنك في ريعان شبابك، فما السر في هذا التوهج الذي غاب عنك في كثير من المباريات في الموسم الماضي؟ الرياحي: ليس في الأمر سر معين، كل ما هنالك أنني شعرت بذنب كبير خلال الموسم الفارط، حيث لم أظهر بمستوى جيد بسبب ألم في الظهر ظل يلازمني في أغلب المباريات، كما أنني حرمت فريقي من تسع نقط بعد إهداري لثلاث ضربات الجزاء في موسم واحد، الشيء الذي جعلني أضع نفسي في قفص الإتهام، وكان علي انتظار حتى الدورة الأخيرة لأستعيد لياقتي البدنية وأحصل على (الفورمة) الكاملة، وهو سيناريو كان مسطرا من الله سبحانه وتعالى وأحمده عليه، لأنه جاء في الوقت المناسب، لذلك دخلت المباراة لأعيد الإعتبار لنفسي أولا وجمهوري ثانيا، وهو ما حصل بالفعل، حيث كنت وراء توقيع الهدف الأول في مرمى الوداد الذي حرر اللاعبين والطاقم التقني من الضغط النفسي وكنت في أوج عطائي بشهادة كل من تابع اللقاء، وبالتالي عدلت عن الإعتزال· المنتخب: هل سعيت من وراء هذا الظهور المشرف الرد على المشككين في مؤهلاتك؟ الرياحي: لا، ليس إلى هذا الحد، فقط أنني لم أكن مقتنعا بعطاءاتي التقنية في معظم اللقاءات السابقة، وبذلت مجهودا كبيرا في آخر مباراة لأرضي نفسي وأكفر عن أخطائي، وليس للرد على المشككين في إمكانياتي، فعلاقتي بالجمهور دائما جيدة، بالرغم من كل ما حصل· المنتخب: ألم يحن بعد موعد الإعتزال؟ الرياحي: أنا حاليا أعيش نشوة الإحتفال بلقب وصيف البطل، ولم أفكر بعد في موضوع الإعتزال، ربما الأيام القادمة ستجيب عن هذا السؤال الذي يشغل بال الجماهير، لكن ما هو مؤكد أنني مازلت أحن إلى الملاعب الرياضية وأرغب في الإستمرار مع الفريق الجديدي الذي حققت معه كل شيء إلا الألقاب، وأتمنى أن يوفقني الله لبلوغ هذا الهدف قبل حلول موعد الإعتزال· المنتخب: إحتفلت أمس الأربعاء بعيد ميلادك السابع والثلاثين ونهنئك بالمناسبة، فأنت من اللاعبين المغاربة القلائل الذين حافظوا على توهجهم في سن متقدمة، فما السر في ذلك؟ الرياحي: مشوار لاعب كرة القدم محدود، ولكي يقضي سنوات كثيرة في الملاعب، لا بد له من المثابرة في التداريب، والخضوع لتمارين رياضية موازية خارج الملعب، وتنظيم وقته للإستفادة من الوقت الكافي للنوم، فضلا عن التغذية المتوازنة، فوق كل هذا يجب على اللاعب الإبتعاد عن كل أشكال المخدرات التي تقتل الموهبة وتوقف الإبداع، وهذه كلها أمور ألتزم بها في حياتي العادية والرياضية منذ سنوات، الشيء الذي جعلني ما زلت قادرا على العطاء رغم تقدمي في السن· المنتخب: شاركت مؤخرا في حلقة تكوينية للمدربين تحت إشراف الإدارة التقنية الوطنية، هل ستحضر دورات أخرى لتوسيع معارفك في مجال التدريب؟ الرياحي: الحمد لله خضعت لدورة تكوينية رفقة مجموعة من لاعبي البطولة الوطنية الحاليين والقدامى، همّ الجانبين النظري والتطبيقي بهدف الحصول على ديبلوم الدرجة الثانية، على أن تتلوها حلقات تكوينية أخرى في المستقبل إن شاء الله بعد اعتزالي الممارسة الكروية، لأنني أريد الذهاب بعيدا في عالم التدريب الذي أصبح علما قائم الذات·· كان بودي إنهاء مشواري خلال الموسم المنصرم، لكن المباراة الأخيرة ضد الوداد جعلتني أغير رأيي· المنتخب: ما رأيك في الإطار الوطني جمال السلامي؟ الرياحي: جمال السلامي إطار شاب أبان عن مؤهلات كبيرة، لكن لم تمنح له الفرصة كاملة داخل فريقه السابق الرجاء البيضاوي، وحينما أقال المسؤولون الجديديون المدرب براتشي، وضعوا ثقتهم في جمال السلامي الذي تحمل المسؤولية في ظرف صعب، واستطاع في فترة وجيزة إنهاء حالة الإستعصاء وترك بصمته داخل الفريق الجديدي الذي قاده نحو مركز الوصافة·· وإذا كان من شيء ربحناه في الموسم المنصرم إلى جانب لقب الوصيف، فهو المدرب السلامي الذي هو ربح كبير لكرة القدم الوطنية· المنتخب: أيهما أقرب عقلية للاعب الجديدي المدرب الوطني، أم الأجنبي؟ الرياحي: سأجيبك بصفة عامة لأقول لك بأن التجارب السابقة أثبتت كفاءة الإطار الوطني من خلال مجموعة من الأسماء التي حققت نتائج إيجابية مع بعض الأندية الوطنية، مما يعني أن طريقة عمل المدرب المغربي تتماشى وعقلية اللاعب المحلي الهاوي·· بالنسبة للدفاع الجديدي أرى أنه سواء استمر المكتب الحالي أو أفرز الجمع العام المقبل للنادي مكتبا جديدا، فسيتم تجديد الثقة في المدرب الشاب جمال السلامي حفاظا على الإستقرار داخل الفريق، خاصة وأن اللاعبين تجاوبوا معه كثيرا خلال الخمس مباريات الأخيرة التي قاد فيها الفريق الجديدي، فأنا لست ضد المدرب الأجنبي، ولكن مع احترامي للأجانب أغلبهم فشلوا مع أندية وطنية، مع بعض الإستثناءات القليلة·· المنتخب: أخيرا، كيف تقرأ حظوظ المنتخب الوطني المغربي في إقصائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010؟ الرياحي: تألمنا كثيرا لهزيمتنا أمام الغابون، وبعد تعادل أسود الأطلس بالكاميرون اعتقد الجميع أن الفريق الوطني استعاد عافيته، لكن فشله في المباراة الأخيرة في تحقيق الفوز أمام الطوغو، الذي لم يكن بالخصم الصعب بعثر كل حساباته، أرى أن مشكل المنتخب المغربي يكمن في غياب صانع ألعاب (باطرون) يقدم الإمدادات الضرورية للاعبين في جبهة الهجوم· أظن أن حظوظ التأهيل إلى نهائيات كأس العالم ما زالت قائمة ولو أنها صعبة بعض الشيء، ينبغي الفوز في جميع المباريات المتبقية وانتظار نتائج الخصوم، إذا ضاع حلم التأهيل إلى المونديال لا قدر الله، فمن غير المعقول التفريط في إحدى البطاقات الثلاث المؤدية لبطولة إفريقيا للأمم، لأن الإقصاء من الكأس القارية سيؤثر سلبا على البطولة الوطنية في الموسم القادم، وهذا ما لا نتمناه· بطاقة نجم الإسم الكامل: رضا الرياحي تاريخ ومكان الأزدياد: 1 يوليوز 1972 بالجديدة الطول: 65،1م الوزن: 67 كلغ البرج: السرطان المستوى الدراسي: ثانوي الحالة الإجتماعية: متزوج وأب لطفلين (يحيى وهارون) مركز اللعب: وسط ميدان مهاجم تاريخ إلتحاقه بمدرسة الدفاع الجديدي سنة 1989 (فئة الفتيان) أول مباراة رسمية له مع فريق الكبار أمام أو·خريبكة سنة1990 · لاعب سابق لأندية: الدفاع الجديدي الرجاء البيضاوي حسنية أكادير· إحترف ضمن أندية: إزميري التركي الشارقة والظفرة الإماراتيين· الإنجازات: فاز بكأس عصبة الأبطال الإفريقية مع الرجاء موسمي (97 و99) أحرز لقب البطولة الوطنية مع الرجاء سنوات (979899) شارك رفقة الرجاء في أول كأس عالمية للأندية بالبرازيل (2000)· حاز أحسن لاعب في البطولة الوطنية موسم (9798)· توج هدافا لبطولة القسم الثاني موسم (20042005)· إحتل الرتبة الثانية في سبورة هدافي بطولة أندية الصفوة موسم (20062007)· وصيف بطل المغرب مع د·الجديدي موسم (20082009)