سيواجه فريق الجيش الملكي اليوم الجمعة نظيره شبيبة القبائل الجزائري برسم ذهاب الدور التمهيدي من تصفيات دوري شمال إفريقيا في نسخته الأولى، ويشكل نزال الجيش والشبيبة بروفة إعداد إيجابية بكل ما تحمله الكلمة من معنى قبل دخول غمار مسابقة العصبة وكأس الاتحاد الإفريقي سيما أن نزالات الناديان عادة ما تدخل خانةالندية والصراع الساخن ويمكن اعتبار هذه المواجهة نهاية قبل الأوان على اعتبار أن المواجهات المغربيةالجزائرية دائما يطغى عليها طابع الإثارة والتشويق، فقبل عامين واجهت الكتيبة العسكرية بمدربها الوطني آنذاك مصطفى مديح شبيبة القبائل في دور المجموعات وخلالها فازت هذه الأخيرة ذهابا بهدفين لواحد وتعادل الفريقان في لقاء الإياب بالرباط بحصة هدف لمثله، لكن هذه المرة الأمور تغيرت تماما بحكم أن أبناء القبائل تربعوا على عرش القارة الإفريقية بإحرازهم لكأس الاتحاد الإفريقي ثلاث مرات متتالية والجيش بحضوره الوازن للموسم الخامس على التوالي في كأس عصبة الأبطال الإفريقية أصبح الناديان معا أكثر نضجا واستئناسا بالأجواء الإفريقية وسيتخذان بالتأكيد من دوري شمال إفريقيا بروفة للإعداد الجيد. فالفريق العسكري الذي حل يوم الأربعاء بتيزي وزو سيدخل هذا الرهان الملغوم وهو مثقل بجملة من الإكراهات أبرزها حرمانه من صانع ألعابه المهاجم جواد وادوش بسبب عدم استكمال شروط تهييء جواز سفره بالإضافة أن امحمد فاخر استعد بنصف الفريق بحكم مشاركة أغلب العناصر الأساسية مع المنتخب الوطني للمحليين الذي خرج بخفي حنين من منافسات أول كأس إفريقية للمحليين بعد انهزامه المخيب للآمال أمام المنتخب الليبي بطرابلس وهي نتيجة أثرت على معنويات اللاعبين وأفقدتهم التركيز والثقة في النفس ثم عامل العياء الوارد أيضا على اعتبار أن معظم العناصر العسكرية لم تخلد للراحة على طول موسم استهلوه بالبطولة ودوري سامر كاب فنهائي كأس العرش ثم البطولة من جديد فدوري شمال افريقيا وهي عوامل قد تبعثر أوراق المدرب امحمد فاخر في قراءة فنجان مواجهة الذهاب التي تشكل بالنسبة له فرصة لمحو نكسة طرابلس وبالتالي استعادة بعض التوهج المفقود لكرة القدم الوطنية التي تعيش على إيقاع الأزمات. فالكومندو العسكري مطالب بالفوز في هذا النزال الذي يبدو حارقا لان فريق شبيبة القبائل مستعد تمام الاستعداد ومسلح بشتى أنواع الأسلحة للضرب بقوة مستغلا في ذلك عاملي الأرض والجمهور للاطاحة بالقلعة العسكرية وبحصة ثقيلة تؤمن مواجهة الإياب بالرباط وهذا ما يصعب مهمة فاخر واللاعبين الذين عليهم أخذ الحيطة والحذر وخوض المباراة بهدف تحقيق الفوز من أجل تفادي أي نتيجة قد تربك حساباتهم في لقاء العودة خصوصا وأنهم سيكونون مؤازرين بعودة اللاعب الحسين أوشلا بعد غياب دام شهر كاملا والأكيد أن حضوره وجاهزيته في هذا النزال سيعطي الأمان لخط دفاع الجيش الملكي. إذن فنزال اليوم سيكون غاية في الإثارة والتشويق بحكم أن كل مدرب سيقرأ المباراة من زاويته وسيعد لها مايكفي من نهج تكتيكي لإخراج فريقه فائزا علما أن مدرب شبيبة القبائل الفرنسي كريستيان لونغ خابر بالدوري المغربي ويعرف جيدا الفريق العسكري على اعتبار إشرافه على مجموعة من الأندية الوطنية في مقدمتها الدفاع الحسني الجديدي والمغرب الفاسي وسوف يستغل هذا المعطى لصالحه، لكن الأكيد أن امحمد فاخر يعي هذه الأمور جيدا وسيهيء لامحالة وصفة سحرية كفيلة بإحراج شبيبة القبائل داخل ميدانها وبالتالي العودة بانتصار ثمين من الجزائر يغنيه عن حسابات مباراة الإياب خصوصا أن فاخر يراهن هذه المرة على حضور قوي قاري