يقص الجيش الملكي رحلة الأدغال الإفريقية من الجزائر وتحديدا ضد شبيبة بلوزداد المتوج بكأس الجزائر على حساب برج بوعريريج، العساكرالذين طبعوا المسابقة بلمستهم الخاصة ذات يوم من أيام 2005 على حساب دلافين نيجيريا، والذين استعادوا الحيوية والنشاط المفقودين مع ماوس في لقاء الوداد تحديدا. الجيش الذي ارتبط ظهوره في آخر 5 مشاركات بعصبة الأبطال الإفريقية وليس بكأس الكاف، سيحاول وهو المعفى من الدور الأول أن يعكس صورته وإشعاعه القاري من بلكور، ذلك الحي الذي شهد ميلاد بلوزداد ونشأته، فهل ينتصر الجيش لرصيد الإحترام. هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الجيش الملكي في آخر 6 سنوات رحى الأدغال الإفريقية، كي يلعب كأس الإتحاد الإفريقي مباشرة وليس كأس العصبة بعدما تعود أن يكون إما بطلا أو وصيفا.. الجيش الذي حقق أسوأ مسار له بالبطولة الوطنية الموسم الماضي بعد أن احتل المرتبة الثالثة خلف الرجاء والدفاع الجديدي، علما أن تتويجه بلقب كأس العرش هو من كان قد ساهم في إنقاذ موسمه وجعله السفير الأول للكرة المغربية في كأس الإتحاد الإفريقي في آخر مشاركتين له لم يقو الجيش الملكي على عبور الدور التمهيدي لكأس عصبة الأبطال وبدا وكأن المسابقة أكبر منه بكثير، فخرج مفجوعا قبل موسمين مع مديح أمام برايا من الرأس الأخضر وهو الفريق النكرة حينها، بعد أن تعادل ذهابا وإيابا ب (30) وليخسر بركلات الجزاء أو الحظ، قبل أن يعود الموسم الماضي مع فاخر ليغادر الدور الثاني للعصبة بعد أن اجتاز حاجز برايا وثأر لنفسه منه بسداسية وليلاقي هارتلاند النيجيري الذي بلغ النهائي بعدها وأزاحه من إكمال الرحلة القارية. غير أن أبرز لمسة للجيش في المسابقة التي يلعبها هذ الموسم كانت سنة 2007 مع سطمبولي في نهائي مثير ضد النجم الساحلي خسره بظلم تحكيمي لدانييل بنيت الجنوب الإفريقي بعدما تعادلا بالمغرب (11) وبتونس (00)، مع إلغاء هدف الجعفري والإنجاز الأبرز 2005 بالظفر باللقب على حساب دولفين في اللقاء الملحمي التاريخي بالرباط وثنائية السراج المشهودة التي منحت التاج لمجموعة فاخر.. هذا هو الفلاش باك الإفريقي للعساكر، فيه لقب قاري 2005 ونهائي 2007 وسوبر 2006 ضد الأهلي المصري ودور المجموعات 2008 والبقية إخفاقات لا تحصى. لا يوجد داخل البطولة الوطنية من هو محصن أو من هو مكتسب للمناعة الإفريقية بذات القدر الذي هو متاح للعساكر والذين أمضوا في الرحلات الجنوبية سنوات ستة متتالية حتى أضحى تواجدهم في هذه البؤرة تحصيل حاصل، ثقافة الأدغال والمشاركات الإفريقية علامة من علامات الفريق والذي بات مطلوبا وبإلحاح أكثر من أي وقت مضى بأن يخرج من عباءة المنشط والضيف الخفيف، على إعتبار رصيد تجربته المحترم جدا. الفريق العسكري وهو يقص شريط المسابقة، كأس الإتحاد الإفريقي ضد شبيبة بلوزداد الجزائري سيستحضر جيدا أنه معني ليس فقط بتجاوز هذا الدور وهذا الحاجز، بل معني بالعبور الآمن حتى خط النهائي، حيث تتموقع الكأس الهاربة منه منذ 2005، لذلك عبأ خطوطه وتركيبته بما يكفي من عتاد بشري ومادي، كي يكون في مستوى الحدث ويعود بالتأشيرة المطلوبة. من سنة 1985 التاريخ الذي شهد أول عناق أنطولوجي مع ذهب كأس الأبطال لغاية اليوم، تكون قد مرت 15 سنة من سيرة فريق سجله القاري لا يطابق نهج سيرته محليا ولا يوازي أو يواكب حجم إشعاعه والوشاحات التي نصبته زعيما للكرة الوطنية. خصم الجيش الملكي في هذا الدور لن يكون سوى شقيق مغاربي من الأجوار الذين تعودنا على مواجهات في غاية الحساسية كلما تجدد النزال معهم.. شبيبة بلوزداد أحد القوى الكبيرة كرويا بالجزائر والثاني في سلم الألقاب المحلية ببلاده بعد شبيبة القبائل صاحب 14 لقبا، إذ أن الشبيبة بحوزته 6 ألقاب مثل مولودية الجزائر ويتفوق على إتحاد العاصمة والوفاق ومولودية وهران. بلوزداد الحائز على لقب كأس الجزائر الموسم الماضي على حساب برج بوعريريج والتاسع هذا الموسم في جدول الترتيب بالبطولة برصيد 33 نقطة من أصل 9 إنتصارات، 6 تعادلات و 8 هزائم ومبتعدا عن المتصدر مولودية العاصمة صاحب 44 نقطة في الصدارة وبعده بجاية ب 41 نقطة برصيد محترم يقول أن مسألة تتويجه محليا أصبحت ضعيفة جدا، وهو بذلك يتساوى ويتشابه مع الجيش في نفس الوضع، بلوزداد الذي أقصى الترسانة الليبي في الدور السابق ما يعني أنه دخل الأجواء قبل الجيش الذي كان معفى حينها، بلوزداد الذي استعاد عافيته في الموسم الأخير بعد سنوات من الضياع، ب 6 ألقاب للبطولة و4 للكأس سبق له وأن تقابل مرة واحدة مع الجيش في كأس المغرب العربي للأبطال وهزمه ب (30) قبل أن يتعادلا بالرباط (11) حدث هذا سنة 1972، ما يعني أن الشبيبة إذا انضافت للحلقات العصيبة الجيش فهي حقا مشكلة. سيكتب للجيش الملكي أن يدشن أولى حلقات المواجهة المغربية الجزائرية والتي ستتكرر كثيرا على الأقل بضمان فاصلي الذهاب والإياب للمنتخب الوطني ضد الثعالب أو المحاربين في الطريق لغينيا الإستوائية والغابون.. بلوزداد صحيح أنه يمثل واحد من ذاكرة الكرة الحية بالجزائر، لكنه تراجع كثيرا عما ساد وعما كان بالسابق وفقد كثيرا من بريق الماضي الذي توقف عداده مع سنة 2001 حين توج بلقب البطولة. بإقناع عبر جسر الترسانة، لكنه هذا الموسم في أولى خرجاته القارية أو العربية لم يكن موفقا بعد أن دهسه قطار الصفاقسي برباعية في كأس شمال إفريقيا.. فريق جدد دماءه ومدربه بعدما تخلى عن المدرب يعيش وعوضه بنور الدين ذكري قبل نحو 4 أشهر أي نفس الوضع الذي يعيشه الجيش الملكي ويعتمد على خامات متوسطة، إلا من عينات جيدة للغاية مثل سفيان يونس القادم من المولودية كهداف والحارس محمد أوسرير والمدافع المجرب يوناس بندحمان والمهاجم الذي يلعب بخط الوسط أيضا عواد محمد أمين، إضافة إلى اللاعب الإيفواري القادم من سطيف أليكس سوماين والمتميز بفاعليته، هذه هي أبرز مفاتيح الشبيبة المعول عليها لإحداث الفارق فليحذرها الجيش. آخر لقاء للجيش الملكي أو مواجهة له بالأندية الجزائرية كانت الموسم الماضي في لقاء نصف نهاية شمال إفريقيا ضد شبيبة القبائل حين استطاع أصدقاء أوشلا حينها مسح وأزاح الشبيبة من طريقهم، وفي آخر التنقلات للجزائر كان الجيش ينجح في فك شفرة الأندية الممثلة للجيران في كل المسابقات، كما كان شأن نصر حسين داي قبل 4 مواسم. الجيش استطاع مع الربان الجديد العامري ربح الثقة المفقودة واستطاع أن يعيد للأنصار عبر لقاء الوداد جزءا من الإحترام الذي ظلوا يبحثون عنه، والأكيد أنه بعد ضياع إدراك اللقب وملاحقة الدرع هذا الموسم، لم يبق هناك من خيار غير واجهتي الكأس الإفريقية وكأس العرش لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، الجيش بتركيبة مخضرمة مجربة وبمدرب طموح يريد أن يرصع تاريخه بقلادة مختلفة عن باقي التجارب الأخرى مع باقي الأندية، ويعلم جيدا أن استثمار الأداء الموفق نسبيا ضد الوداد لا ينبغي أن يضيع بالجزائر، حيث المراهنة على ذهاب مريخ ومتوازن، ذهاب ينجح من خلاله رفاق مديحي من إنجاز المهمة باقتدار وكفاءة لتذليل عقبات لقاء العودة بالرباط. الجيش يا سادة لا ينظر لمجرد عبور بلوزداد، إنه يحلم بكأس إفريقية يرد من خلالها على كل من شكك في قدراته وكل من سلخ جلده قبل أن يتيقن من قتله والعساكر مستعدون للتحدي.