يستقبل الجيش الملكي في إياب أكثر من هام بالنسبة له شباب بلوزداد الجزائري في منافسة سيسعى من خلالها الفريق العسكري لإنقاذ ماء الوجه وإصلاح ما ضاع في البطولة، وأيضا لتجاوز فارق الهدف الوحيد المسجل ذهابا بالعاصمة الجزائرية بعدما قدم عرضا طيبا. الجيش الذي تجاوز إحباط بداية الموسم رفقة ماوس، وبعد فوز معنوي هام ضد الخميسات، وبعد الطفرة الحاصلة على مستوى أدائه خاصة، يملك من المقومات ما يجعله مرشحا فوق العادة لتجاوز حاجز أبناء بلكور وضمان مكان في الدور الثالث، بل الجيش مرشح كبير للذهاب إلى أبعد مدى في مسابقة ومنافسة سبق له حمل تاجها 2005. طويت صفحة ماوس الكئيبة وتجاوز اللاعبون إعصار الأزمة رفقة مدرب بلجيكي أفقد الزعيم هويته وأضاع أسلوب العساكر بتعنت غير مفهوم وبإفلاس تكتيكي ملحوظ.. بقدوم العامري ابن سيدي قاسم، صحيح لم يحقق لاعبو الجيش إعجاز النتائج ولم يقبلوا الطاولة على خصومهم بالأرقام والإنتصارات، وإنما تم تسجيل طفرة ملحوظة وإرتقاء فني ألغى زمن الضحالة واللاإقناع. الفريق العسكري بات بثوب جديد، أقنع ضد الوداد وقاوم أعاصير وطوفان متصدر البطولة واستمات أمام جماهيره وخرج منهزما بالتصفيق من جزاء غادر، رحل للجزائر فحافظ على نفس النسق، أرهق شباب بلوزداد بعقر الدار، تمرد على وضاعة البداية وخسر بهدف بطعم الشمتة من مرتد خارج الرقابة والرصد للاعب يوسف صايبي. وثالث حلقات تواجد وإشراف العامري تزامنت مع لقاء إتحاد الخميسات وخلالها حقق الجيش نصرا معنويا (21) خلصه نسبيا من أوجاع مرتبة لا تليق بتاريخه ولا بسجله المرصع بالنياشين والألعاب وعلى ضوء كل هذا يتأكد أن الفريق وبشكل متدرج ومسترسل استطاع أن يتخلص من ملاحقة الشك الذي أزعج مكوناته وتقدم خطوات للأمام، وبالتالي إمكانية التطلع لخاتمة موسم أفضل عما ساد البداية، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه، الجيش أضاع رهان البطولة بلغة الأرقام والحسابات ولا أمل له إطلاقا في التدارك، وأقصى ما يمكنه أن يبلغه أو يطمح له هو مرتبة خامسة أو سادسة، لذلك لاحت فرصة «كأس الإتحاد الإفريقي» مثل الشهد الذي يحضر ساعة السقم لمداواة العلل والأمراض المزمنة. شيء جميل وإيجابي أن يدخل الجيش بوابة بلوزداد وهو الخارج من فوز إستراتيجي بالبطولة ضد إتحاد الخميسات، بالمقابل خسر الخصم والمنافس أمام شبيبة القبائل في كأس الجزائر وأضاع فرصة الحفاظ على الكأس الذي هو بحوزته بعد أن توج الموسم الماضي أمام برج بوعريريج، بل أنه حتى في الجولة 28 من البطولة لم يقو سوى على تحقيق التعادل أمام عنابة وبالبياض الذي كشف أن أشبال المدرب حنكوش ليسوا بأفضل حال وحلة. خسر الجيش ذهابه ونصف المعركة بملعب 20 غشت بهدف من مرتد غالط دفاعا ما يزال يجتر مضاعفات وتبعات فترة ماوس، وهي خسارة وإن كانت بهدف واحد إلا أنها تصنف ضمن خانة الهزائم غير المرغوب فيها بالنسبة للمدربين، لأنها تتطلب تجاوزها لاحقا بهدفين دون أن تستقبل شباكه هدفا بالمقابل، وهو ما يعني ضرورة الحرص وتوخي الحذر بنسب زائدة من أجل إنجاز المطلوب وتحقيق الغاية بلا رد يربك كل الحسابات ويعدم الآمال أو ما تبقى منها. لم يعد طرفا مجهولا بالنسبة لمنافسه، ومحمد حنكوش الذي سبق له التدريب بالبطولة الوطنية بإسم مساعد قال أنه يملك أكثر من فكرة وأكثر من تصور حول خصمه الجيش الملكي وأنه قادر على تفتيت كل الصخر المحيط به من أجل ضمان عبور سلس لمجموعته. لقاء الذهاب كشف للعامري ملامح منافس لا يمكن أن يوصف بأنه كبير أو صعب المراس أو حتى مشاكس، والدليل هو الضياع الذي يعيشه بلكور وهذا هو الإسم المفضل لأنصاره نسبة للحي الذي يتواجدون فيه بالبطولة. ضياع ولدته نتائج مسترسلة جعلته يتجمد في مرتبته التاسعة برصيد 35 نقطة مبتعدا عن مولودية الجزائر المتصدر ب 15 نقطة كاملة، إضافة لخروجه من كأس الجزائر أمام القبائل وبخط دفاع هو محور نقاش داخل الصحافة الجزائرية خاصة المتتبعة لشأن بلوزداد بتلقيه 29 هدفا مقابل تسجيل 27 هدفا. بإستثناء حارسه المجرب وصاحب الزاد في مثل هذا النوع من المباريات أو سرير وصاحب توقيع الذهاب يوسف صايبي والموزع سفيان يونس إضافة لصاحب الخبرة المدافع لوناس دحمان، فإن مقارنة لاعب بلاعب تعطي أفضلية كبيرة وامتيازا للعامري وكتيبته والأكيد أنه هيأ خطة تتناسب وقيمة الخصم، وقياسا بالأداء الذي جعله يدق القائم مرارا في لقاء الذهاب، فإن شهيته مفتوحة لإبطال كل الألغام التي هيأها حنكوش من أجل الإطاحة بأحلام ممثل الكرة الوطنية. الأكيد أيضا أن أول وصايا العامري للاعبيه وأول توجيه يجب أن يؤمنوا به وأن يقنعوا به تمام الإقتناع هو أن هزيمة الذهاب سلاح ذو حدين، وتذويبها سهل، لكنه سيصبح صعبا ويدخل خانة التعقيد حين يبادر بلوزداد بالتسجيل في مرمانا، حيث ستصبح المهمة في غاية الصعوبة، ولعل السيناريو الذي حدث بين ريال مدريد وليون في عصبة أبطال أوروبا هو تجسيد صريح لما يمكن أن تطرحه هذه النتائج من صعوبات وألغام في حالة نجاح المنافس في التوقيع بمرمى الخصم، حيث يصبح الهدف بوزن الذهاب وبفائض قيمة فوق الخيال. المهمة سهلة والبداية هي أن نعيد العداد لنقطة الإنطلاق بإدراك هدف يعيد الأمور لنصابها في مرمى أوسرير قبل التطلع لهدف العبور والذي يساوي تأشيرة اللحاق بركب المؤهلين. أن نطمئن على مرمانا وأن نتطلع بموازاتها للتسجيل في مرمى المنافس يجب أن يرتكز على شكل بعيد عن الإرتجالية والعشوائية والتسرع غير المرغوب فيه. وادوش المستعيد لعافيته، المناصفي المتذكر لهوايته، الراقي الذي يعيش أفضل حالاته، النقاش المحراث الذي سيتكفل برقابة صايبي وبوسحابة أخطر ما في مجموعة شباب بلوزداد، وبالمراهنة على عناصر مثل محمد جواد وعزيم ولم لا الباسل، يمكن القول أن الفريق العسكري يملك آليات ومفاتيح مسح شباب بلوزداد من طريقه وتذويب هدف لن يكون عائقا أمام مشروع الأحلام. العزوف الجماهيري والغضب الكبير للأنصار المترجم بواقع الهروب من المدرجات التي تحولت لقفار له ما يبرر بفعل سوء نتائج فريق يحظى بصفة ولقب الزعيم. ولأجل استعادة زمن الوصال مع ملاحم الدعم والمناصرة، يتعين على الجيش الملكي أن يقدم وصفة البطولية في تظاهرة قارية وثانيا أمام منافس بحساسية خاصة يمثل كرة جزائرية سنلاقيها في الصدام المرتقب المؤدي نحو الأحراش الإستوائية بغينيا أو الغابون، وثالثا لأنه هو الرهان المتبقي أمام الكتيبة العسكرية من أجل تصحيح كل التشوهات التي أفرزتها إنكسارات موسم للنسيان. الجيش في تحديه الإفريقي أمام خصم جزائري ليس بالعيار الثقيل مطالب بالعبور وبتجاوز عقبة بلوزداد ليس للتواجد في الدور القادم فحسب بل من أجل مواصلة المشوار والمغامرة لغاية النهائي كي يعيد صياغة نفس فاصل التتويج أمام الدلافين النيجيرية سنة 2005. الكرة في ملعب الأولاد لإزاحة بلوزداد وكل ذلك ليس بعزيز ولا ملعب ما حضرت العزيمة والعناد. البرنامج السبت 4 أبريل 2010 كأس الإتحاد الإفريقي «الدور الأول إياب» الرباط: المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله: س 18: الجيش الملكي نادي بلوزداد (الجزائر)