قبل دخول غمار منافسات عصبة الأبطال الإفريقية شهر مارس المقبل، وتدشين حملة الدفاع عن لقبه القاري، يعود الوداد البيضاوي للمنافسات الإفريقية من بوابة كأس السوبر، والمواجهة القوية التي ستجمعه بعد غد السبت بضيفه مازمبي الكونغولي في مباراة فاصلة. فرسان الوداد و بعد ان عاشوا نشوة التتويج بعصبة الأبطال قبل حوالي 3 أشهر سيكونون يوم السبت على موعد مع تحدي جديد، هي فرصة لهذا الجيل من اللاعبين لدخول التاريخ من أوسع الأبواب بإضافة هذا اللقب لرصيدهم، ولخزانة الفريق الأحمر. الخصم ليس بالفريق السهل، إنه مازمبي الكونغولي حامل لقب كأس الكاف، والفريق الذي حاز العديد من الألقاب القارية في السنوات الأخيرة.، الإمتياز سيكون من دون شك للعناصر الودادية بحكم الإستقبال بالميدان. وكما فعلها أصدقاء نقاش في مناسبات سابقة، فنحن واثقون من قدرة العناصر الودادية على حسم اللقب في ملعب الرعب بحضور قياسي للجماهير الودادية. وهذا ما سيزكي الإنتعاشة والعودة القوية للكرة المغربية للسيطرة على الكرة الإفريقية من خلال تتتويج الوداد بلقب عصبة الأبطال، والمنتخب المحلي بلقب الشان. إنتصاران رفعا المعنويات يبدو بأن هذه القمة الإفريقية بين الوداد ومازمبي الكونغولي قد جاءت في الوقت المناسب بالنسبة للفريق الأحمر. فبعد مرحلة فراغ أعقبت التتويج بلقب عصبة الأبطال الإفريقية، تميزت بتواضع النتائج خاصة على مستوى البطولة المحلية، ما فرض إجراء تغيير جدري على الطاقم التقني، نجح فرسان الوداد أخيرا في تجاوز مرحلة الشك، واستعادة الثقة تحت قيادة المدرب التونسي فوزي البنزرتي، وهكذا وبعد الفشل في أول إختبار في الديربي، تمكن الفريق الأحمر من تحقيق إنتصارين متتاليين الأول خارج القواعد أمام الفتح الرباطي، والثاني بالميدان أمام سريع وادي زم. وتدريجيا بدأ الفريق يستعيد قوته المعهودة، ويسير في خط تصاعدي.كما ساهمت النتيجتين الأخيرتين في الرفع من معنويات اللاعبين، وهذا ما قد ينعكس بشكل إيجابي على أداء الفريق في هذه القمة المرتقبة. مباراة فاصلة، والإمتياز للوداد مباراة السوبر تختلف عن باقي المنافسات الإفريقية الأخرى التي تجرى بنظام البطولة أو الذهاب والإياب، فهي مباراة فاصلة وحاسمة، وبالتالي فهي تفرض حسابات خاصة، الإمتياز يكون لحامل لقب عصبة الأبطال الذي يستضيف بميدانه، وهذا مهم جدا بالنسبة لفريق الوداد. لكن هذا لا يعني الإستهانة بالخصم الكونغولي المتعود على مثل هذه المباريات الكبيرة، ما يفرض على المجموعة الودادية التي سيعتمد عليها الإطار التونسي التعامل مع أطوار المباراة بكل جدية، مع احترام الخصم دون إفراط في ذلك. الفرسان في كامل الجاهزية كل مكونات الوداد تعرف ما ينتظرها يوم السبت، والمدرب البنزرتي له من التجربة ما يكفي للتعامل مع مثل هذه المباريات الكبيرة، فالمباراة ستحسمها جزئيات بسيطة، وبالتالي وجب التعامل بذكاء مع أطوارها، والتركيز من البداية للنهاية، فالفريق الأحمر مطالب بتسجيل الأهداف، وممارسة الضغط على دفاع الخصم، لكن هذا لا يعني الإستعجال والتسرع، بل الضرورة تفرض التركيز وحضور الفعالية والنجاعة الهجومية، والمباريات الأخيرة أكدت توفر الوداد على مجموعة من الطاقات الإبداعية في خط الهجوم إن تم إستغلالها ومطابقتها مع إمكانياتها فبإمكانها الوصول لمرمى حارس الغربان في عدة مناسبات، لكن الضرورة تتطلب كذلك توخي الحذر الدفاعي لتجنب السقوط في المحظور. فكما قلنا مثل هذه المباريات تحسمها بعض الجزئيات التي يجب الإنتباه إليها وأخذها بعين الإعتبار. التركيز على الجانب الذهني مثل هذه المباريات النهائية تحتاج كذلك للتركيز ما يتطلب إعدادا نفسيا وحضورا ذهنيا، والمدرب البنزرتي على وعي تام بأهمية هذا الجانب إضافة للحضور البدني والتكتيكي، ومن دون شك سيعمل على تجهيز لاعبيه نفسيا، وإبعادهم عن كل ضغط يمكنه أن ينعكس سلبيا على مردوديتهم، كما أن تجربة لاعبي الوداد و تمرسهم بمثل هذه المباريات قد يكون مهما كذلك. ويبقى الأهم هو حضور التوازن بين الدفاع والهجوم، والتحول السريع بينهما، ومن دون شك فإن الصراع سيكون أكثر على مستوى خط الوسط، ومن يمتلك مفاتيح اللعب ويفوز بأكثر عدد من النزالات الثنائية سيقترب أكثر من اللقب. الجماهير في الموعد، واللقب مهم للكرة المغربية الجماهير الودادية عبرت عن غضبها وعدم رضاها عن تواضع نتائج فريقها مؤخرا، لكنها لم تتخلى أبدا عن فريقها في هذه الوضعية الصعبة، بل إنها كانت حاضرة في كل المباريات، وساندت اللاعبين من أجل تجاوز هذه المرحلة من الفراغ.، وحينما يتعلق الأمر بمباراة فاصلة وحاسمة تعني اللقب فإن الأمر سيكون مختلفا، والشعار دائما هو «دونور غادي يدور». وكما عودتنا الجماهير الودادية فإنها ستكون المعادلة الصعبة في مباراة الإياب بعد غد السبت، فهي القوة التي ستدفع فريقها نحو شباك الخصم، بتحفيزاتها وتشجيعاتها طيلة أطوار المباراة. الحناجر كلها وراء اللاعبين لتحفيزهم على البذل والعطاء، وليست الجماهير الودادية وحدها من ستكون وراء الأحمر، بل كل الجماهير المغربية باعتبار أن أصدقاء نقاش يمثلون الكرة المغربية، ونحن واثقون من قدرة هذه العناصر على التفوق وأمام هذا الجيل الجديد فرصة لكتابة تاريخ جديد لفريق الوداد. وتأكيد الصحوة التي تعرفها الكرة المغربية هذا الموسم. وجميعا سنكون وراء وداد الأمة حتى يتحقق اللقب. البرنامج السوبر الإفريقي السبت 24 فبراير 2018 الدارالبيضاء: المركب الرياضي محمد الخامس: س16و30د الوداد البيضاوي مازيمبي الكونغولي