بعد العودة بفوز ثمين من خارج قلاعه بأبيدجان على حساب أسيك ميموزا، يخوض الفريق الأحمر مواجهته الثانية برسم دور المجموعتين لعصبة الأبطال الإفريقية، حين يستقبل فريق زيسكو يونايتد الزامبي في قمة إفريقية تغري بالمتابعة، بالنظر للمستوى الذي قدمه الفريق الزامبي سواء في الإقصائيات المباشرة، أو في المباراة السابقة حين نجح في الإطاحة بنادي الأهلي المصري أحد أقوى المرشحين للفوز باللقب باعتباره صاحب الرقم القياسي على المستوى القاري، فكيف استعد الوداد لهذه القمة؟ وماذا عن حظوظه في هذه المباراة التي ستحدد نتيجتها متزعم هذه المجموعة؟ الإستفادة من التجارب السابقة الكل كان ينتظر الصورة التي سيظهر بها فريق الوداد في المباراة الأولى أمام أسيك ميموزا، بل إن الكثيرين كانوا يتخوفون من نتيجة المباراة بحكم عدة عوامل منها الرحلة المتأخرة، إضافة للصيام وكذا عاملي الحرارة والملعب المكسو بعشب اصطناعي، ما لا يخدم كثيرا مصالح العناصر الودادية، ناهيك عن غياب بعض الثوابت وفي مقدمتها صخرة الدفاع مرتضى فال الذي يبقى له دور كبير خاصة على مستوى منح الثقة للاعبين، لكن مرة أخرى أثبت لاعبو الوداد بأنهم رجال وبالإمكان الإعتماد عليهم في مثل هذه المباريات بالرغم من إخفاقهم على المستوى المحلي وضياع اللقب رقم 19 منهم في آخر الأنفاس، وهكذا فقد أظهروا انضباطا كبيرا، كما تعاملوا مع المباراة بذكاء كبير ما يؤكد بالملموس استفادتهم من التجارب السابقة وخاصة المباريات التي خاضوها برسم الأدوار الإقصائية. العودة بقوة للواجهة القارية الفوز في أول مباراة خارج القواعد في منافسة من هذا الحجم شيء إيجابي جدا، وهذه النتيجة تؤكد بالملموس عزم العناصر الودادية ومعها كل مكونات الفريق على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة الإفريقية، وتعويض الإخفاق على المستوى المحلي، وحاليا يجب على العناصر الودادية طي صفحة المباراة الأولى، والتركيز على المباراة القادمة وعلى هذه المواجهة مع زيسكو الزامبي، فسقف الطموح يجب أن يرتفع، لأن الهدف حاليا هو العودة للمنافسة بكل قوة على الواجهة القارية، فالوداد له بصماته في تاريخ الكرة الإفريقية، والهاجس حاليا هو استعادة هذه الأمجاد، والعودة لمقارعة الكبار، الفريق الأحمر لديه كل المؤهلات التي تمكنه من الذهاب بعيدا في هذه المسابقة شريطة التعامل مع المراحل القادمة بعقلانية وبمزيد من الثقة، والإنضباط داخل رقعة الميدان كما كان الحال في المباراة السابقة فبالإمكان بلوغ المراد. المعنويات مرتفعة ضياع لقب البطولة في آخر الأنفاس قد تكون له انعكاسات إيجابية على العناصر الودادية، وقد يمثل علاجا بالصدمة، ويشكل حافزا للتعويض على مستوى هذه المنافسة القارية، هذا ومن جهة أخرى فإن الفوز في المباراة السابقة خارج القواعد بإمكانه أن يضاعف الثقة لدى اللاعبين، وبالتالي فإنهم سيدخلون المباراة القادمة بمعنويات مرتفعة، وبعزيمة وإصرار على الفوز، فلا مجال للتهاون وتضييع النقط داخل القواعد، فالوداد حاليا يسير في الطريق الصحيح، وثلاث نقط في المباراة القادمة ستجعله متصدرا للمجموعة، وسترفع من حظوظه لبلوغ المربع الذهبي، وبالتالي المنافسة بقوة على اللقب. إحترام الخصم كان البعض يعتبر فريق زيسكو يونايتد أضعف فرق هذه المجموعة، والفريق الذي سيتخذه باقي المنافسين قنطرة عبور نحو المربع الذهبي، لكن المباراة الأولى التي خاضها ضد الأهلي المصري أثبتت العكس من خلال الصورة القوية التي ظهر بها، والنتيجة التي حققها على حساب نادي القرن، وبالفعل فإن زيسكو يونايتد يعتبر من أقوى الأندية الزامبية. ومن جانب آخر فإن كرة القدم بهذا البلد الإفريقي أثبتت جدارتها في السنوات الأخيرة سواء على مستوى الأندية أو كذلك المنتخبات خاصة بعد تتويج المنتخب الزامبي باللقب القاري رفقة الناخب الوطني الحالي هيرفي رينارد، وهذا يفرض احترام الخصم، مع التعامل مع المباراة بالجدية اللازمة، وبنفس الحماس والرغبة والإصرار على الفوز كما حصل في المباراة التاريخية أمام مازمبي الكونغولي بمراكش، فهذه القتالية هي الكفيلة بمنح ثلاث نقط للوداد في هذه القمة الإفريقية التي لا تقبل بأنصاف الحلول. التعامل بذكاء مع المباراة إذا كان فريق الوداد قد تعامل بذكاء مع المباراة الأولى خارج قواعده، حيث ركز على تقليص المساحات وسد كل المنافذ أمام خصمه، ومن ثم الإنطلاق بالهجومات المضادة التي مكنته من خطف هدف مباغث وهذا ما تأتى له ونجح في الحفاظ عليه بفضل استماتة لاعبيه وحارسه زهير لعروبي، فمن دون شك فإن فريق زيسكو يونايتد سيلعب نفس الورقة، وسيتعامل مع المباراة بحذر، وبالتالي سيراهن بدوره على تحصين دفاعه والمناورة بالهجومات المضادة، وفريق الوداد يبقى مطالبا بالضغط منذ بداية المباراة لإرباك الخصم، وحتى لا يترك له الفرصة لأخذ الثقة، وإن جاء الهدف في الدقائق الأولى فسيسهل باقي أطوار المباراة، لكن الضرورة تفرض التعامل مع الخصم بحذر و ذكاء لتفادي قبول شباك الحارس لعروبي لأي هدف مع العلم أن مهاجمي الفريق الزامبي يتميزون بالسرعة وكذا الفعالية أمام المرمى. إمتياز الملعب والجمهور الجماهير الودادية كانت حاضرة بقوة في أبيدجان إلى جانب الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد الشقيق، وشكل تواجدها هناك حافزا معنويا مهما للاعبين، وحاليا بعد أن تحقق حلم هذه الجماهير بفتح أبواب مركب مولاي عبد الله بالرباط في وجه فريقهم، بحكم قربه من العاصمة الإقتصادية، فمن دون شك فإننا سنكون مع أمسية رمضانية مشوقة، حيث ينتظر أن يكون الحضور الجماهيري مكثفا بحكم أهمية هذه المسابقة، وكذا الإنطباع الجيد الذي قدمته المجموعة الودادية في المباراة الأولى بأبيدجان، إمتياز الملعب والجمهور عاملان مهمان سيكونان إلى جانب العناصر الودادية التي عليها أن تستغل هذا المعطى لصالحها، والكرة ستكون بين أيدي اللاعبين والطاقم التقني، فلا بديل عن الفوز والنقط الثلاث في هذه المباراة.