طوى الوداد البيضاوي صفحة المدرب عموتا، وقام الرئيس سعيد الناصري بتغييرات جدرية شملت الطاقمين التقني والطبي، الذي نجح في اقتناص لقبي البطولة الإحترافية وعصبة الأبطال الإفريقية، قبل دخول مرحلة من الشك وتواضع النتائج التي فرضت التغيير، الفريق الأحمر طوى صفحة ناصعة من تاريخه بكل سلبياتها وإيجابياتها، ودخل مرحلة جديدة بقيادة التونسي فوزي البنزرتي صاحب التجربة الكبيرة ورصيد غني من الألقاب المحلية والقارية يناهز 20 لقبا، ما يجعل منه أكثر المدربين حيازة للألقاب على المستويين العربي والإفريقي، فكيف يستعد الوداد لهذه المرحلة الجديدة؟ وماذا عن الرهانات المستقبلية؟ كيف تم ترجيح كفة البنزرتي؟ تردد إسم المدرب فوزي البنزرتي في العديد من المناسبات، وتم ربط إسمه بالوداد البيضاوي في مثل هذه المرحلة من الموسم الماضي بعد إعلان الإنفصال عن المدرب الويلزي طوشاك، لكن الرئيس سعيد الناصري نفى حينها هذا الخبر، وجدد ثقته في الفرنسي دوسابر، لكن هذا لا ينفي وجود اتصالات بين الطرفين. ومع التخلي عن عموتا كان البنزرتي أبرز المرشحين لخلافته خاصة بعد انفصاله عن الترجي التونسي شهر دجنبر الماضي، لكن دخول أطراف أخرى على الخط، وتوصل إدارة الوداد بمجموعة من السير الذاتية لأطر تقنية من القارة العجوز على غرار البلجيكي هوغو بروس، الناخب الوطني السابق للمنتخب الكاميروني، الإسباني بينيطو فلورو والفرنسي باتريس كارترون. وأخيرا مواطنه هوبيرت فولود الذي حل بالمغرب، وكان قريبا من الإلتحاق بالقلعة الحمراء قبل أن يسحب البساط تحت قدميه لفائدة التونسي فوزي البنزرتي الذي حل بمركب بنجلون يوم الجمعة الماضي لينهي بذلك حالة الترقب التي استمرت منذ يوم 9 يناير تاريخ الإعلان عن الإنفصال عن الطاقم التقني بقيادة الحسين عموتا. الديربي والسوبر الإفريقي أول التحديات سيكون فوزي البنزرتي أمام مجموعة من التحديات، أولاها إعادة الثقة للاعبين وإخراجهم من مرحلة الشك التي تسببت في تواضع النتائج في مرحلة الذهاب، وبعد الإنتهاء من المرحلة الإعدادية الحالية، سيكون شيخ المدربين العرب أمام أولى المحكات الحقيقية حين يواجه الرجاء في ديربي يعرف تفاصيله بشكل جيد، باعتبار التجربة التي خاضها سابقا مع الفريق الأخضر، وعلى المستوى الخارجي فإن إدارة الوداد تراهن على تجربة البنزرتي الإفريقية لنيل كأس السوبر الإفريقي في المواجهة القوية والحاسمة التي تجمع الفريق الأحمر بنادي مازيمبي الكونغولي، وهي ذات المواجهة التي سيحتضنها مركب محمد الخامس يوم 24 فبراير القادم، أما باقي الرهانات فهي الحفاظ على لقب البطولة، ما يتطلب العودة بقوة في مرحلة الإياب لتدارك النقط الضائعة في المباريات السابقة، ويبقى الهدف الأساسي هو الحفاظ على لقب عصبة الأبطال الإفريقية، إذ لم يعد مسموحا للفريق الأحمر التراجع عن هذه المكتسبات، وهذا ما رجح كفة البنزرتي على باقي منافسيه. إنتدابات لم يشرف عليها البنزرتي الإشكال يكمن في عدم إشراف المدرب فوزي البنزرتي على الإنتدابات بحكم الإتباط به بعد نهاية الإنتقالات الخارجية وتسلمه لمهامه في آخر يوم من حددته للجامعة للإنتقالات المحلية، وهذا ما لم يسمح للإطار التونسي باختيار تركيبته البشرية، لكن هذا لا يمنع من قيام إدارة الفريق ببعض الإنتدابات يمكن حصرها في إلتحاق ثلاث عناصر لتعزيز الخطوط الثلاثة، عبد الحميد الكوثري في الدفاع، الغاني دانييل أدجي القادم من فريق مازمبي الكونغولي، ثم المهاجم الأرجنتيني ألخاندرو كينتانا، حيث يراهن عليه لسد الفراغ على مستوى الخط الأمامي، ومن جانب آخر استعاد الفريق خدمات لاعبيه الحسوني وفيصل حدادي من أولمبيك خريبكة، ويبقى أبرز المغادرين إلى جانب بنشرقي كل من خضروف والمدافع رابح. وبالتالي سيكون مفروضا على المدرب البنزرتي التعامل مع تركيبة بشرية لم تكن من اختياره. الحلة الجديدة ومتطلبات الجماهير تنتظر الجماهير الودادية الحلة الجديدة التي سيظهر بها الفريق الأحمر في المرحلة الثانية، في ظل التغيير الجدري الذي طرأ على مستوى الإدارة الفنية، وإذا كانت النتائج هي التي ستحكم على مدى نجاعة هذه الإجراءات الإستعجالية التي قام بها الرئيس سعيد الناصري لوضع حد للتواضع التي رافق الفريق منذ تتويجه بعصبة الأبطال الإفريقية، فإن أنصار وعشاق الأحمر يراهنون على قدوم المدرب البنزرتي لتغيير وجه الفريق، فبغض النظر عن النتائج والألقاب، فإن الأنصار يطالبون بالأداء والفرجة، وبالمتعة التي غابت في المرحلة السابقة، حيث ظل المدرب عموتا وفيا للكاتاناشيو الذي مكنه من النجاح في مهمته، فهل يتوفق شيخ المدربين في ترك بصمته كما حدث سابقا مع الرجاء؟ وهل يجمع بين المعادلة الصعبة وهي الأداء الراقي والنتائج الإيجابية؟