يَصل الإطار الفني التونسي فوزي البنزرتي، اليوم الاثنين، إلى مدينة الدارالبيضاء، من أجل تقديمه، رسميا، مدربا جديدا لفريق الوداد البيضاوي، خلفا للحسين عموتة، الذي أقيل من منصبه قبل أقل من أسبوعين، وذلك بعد أن أثار الموضوع لغطا واسعا خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل انتشار مجموعة من الشائعات، بالإضافة إلى ترويج أسماء عدّة مدربين وربطها بالإشراف على العارضة التقنية لبطل إفريقيا. في 9 يناير 2018، أعلن النادي "الأحمر" عبر موقعه الإلكتروني، عن انفصاله عن المدرب الحسين عموتة، عقب اجتماع طارئ للمكتب المسيّر، على حد تعبير البلاغ، مما طرح فرضيات مرحلة "ما بعد عموتة"، آنذاك كان اسم الإطار التونسي فوزي البنزرتي يروّج له بشكل كبير داخل كواليس مركب "محمد بنجلون"، وهو الذي قدّم استقالته من تدريب فريق الترجي التونسي، متم دجنبر المنصرم. ساعات قليلة بعد تنحي عموتة من تدريب الوداد، اتصلت "هسبورت" بأيمن البنزرتي، نجل ووكيل أعمال المدرّب التونسي، من أجل التحري حول مدى جدية المفاوضات التي تربطه بالرئيس سعيد الناصيري، ونفى المتحدّث ذاته اتصال أي مسؤول "ودادي" للتفاوض من أجل الاستفادة من خدمات المدرب السابق للرجاء البيضاوي، علما بأن بعض المصادر أفادت بأن المحادثات انطلقت منذ انفصال البنزرتي عن الترجي التونسي، أي في المدّة التي بدأت مقصلة "الإقالة" تهدّد الحسين عموتة. وظل سعيد الناصيري، رئيس النادي "الأحمر"، وفيا لعاداته "التواصلية"، وترك الغموض يلف حول هوية الاسم القادم لتدريب الوداد، لكن الباب ظل مفتوحا للتكّهنات وبدأت الشائعات تتناسل والأسماء تطرح بقوة، بداية بالإطار الفني البلجيكي هوغو بروس، الناخب الوطني السابق للمنتخب الكاميروني، الأخير الذي لم يتّفق مع مسؤولي الفريق "الأحمر" على التفاصيل المادية للعرض المقدّم، إذ رفض عرضا براتب شهري يبلغ 40 ألف يورو، هو وطاقمه التقني، وهو العائق المادي الذي حال أيضا دون إعطاء الإسباني بينيتو فولو موافقته للعودة إلى "القلعة الحمراء"، في حين ارتبط اسمه بقوة ليكون خليفة عموتة. شرعت إدارة الوداد في مناقشة سير ذاتية أخرى، في الوقت الذي ظل البنزرتي مرابطا في تونس ينتظر تأشير الناصيري للقدوم إلى البيضاء، فتحرّك "سماسرة" الرئيس لوضع الملفات المرشّحة على طاولته، حيث بدأ الحديث أيضا عن مدربين آخرين، على غرار الفرنسي باتريس كارتيرون، الذي لم ينف في تصريح ل"هسبورت" العرض "الودادي"، إلا أن ارتباطه بعقد مع أحد الأندية الأمريكية كان عائقا دون إتمام المفاوضات. آخر مراوغات الرئيس سعيد الناصيري، تجلّت في ظهور المدرب الفرنسي هوبيرت فولود، في مدرّجات ملعب محمد الخامس في مدينة الدارالبيضاء، خلال مباراة المنتخب الوطني للاعبين المحليين أمام المنتخب الغيني، حيث أن كل المعطيات اللحظية كانت تفيد بأنه المدرب المقبل لفريق الوداد البيضاوي، إذ أشارت مصادر للجريدة إلى أنه حضر بدعوة من الناخب الوطني المغربي هيرفي رونار، مدرب المنتخب الأول. إسم رونار لم يطرح في صلب الموضوع "اعتباطيا"، حيث سبق لوكيل أعمال المدرب فوزي البنزرتي، أن أسر ل"هسبورت" أن الإطار الفرنسي سيشرف شخصيا على إقناع أحد المدربين من محيط زملائه للإشراف على تدريب الوداد خلال المرحلة المقبلة، وهو الطرح الذي بدأ يأخذ مصداقية مع ظهور الناخب الوطني إلى جانب زميله فولود، ساعات قليلة قبل موعد الإعلان عن مدرب الوداد الجديد، الذي لم يكن سوى فوزي البنزرتي نفسه الذي روّج للشائعة منذ أكثر من أسبوعين.