ساهم رفقة المنتخب الوطني المحلي في تحقيق تأهل مستحق للشان على حساب الفراعنة، كما ساهم من قبل في تحقيق لقبين للبطولة للوداد البيضاوي، إنه صلاح الدين السعيدي ضابط الإيقاع بخط الوسط، أحد أفضل العناصر الحالية التي تجيد المزاوجة بين الأدوار الدفاعية، إلى جانب مساندة الهجوم، بل إنه كثيرا ما سجل أهداف حاسمة خاصة من تسديدات رأسية، المسار الناجح للسعيدي فرض علينا إختياره ليحل ضيفا علينا في هذا العدد من جريدتكم الغراء، وكعادته فقد قبل دعوتنا بصدر رحب، وتحدث بإسهاب عن تجربته الجديدة رفقة المنتخب المحلي وعن إنجاز التأهل للشان، وجرنا الحديث لمساره الموفق رفقة الفريق الأحمر، ولم يخفي سعادته بالإنتماء لهذا الفريق العريق معتبرا هذه المرحلة الأفضل في مسيرته الكروية، وكشف لنا كذلك عن أحاسيسه ومشاعره، وكذا عن طموحاته وكل أهدافه المستقبلية، كما أطمئن أنصار الفريق عن مستقبل الوداد مؤكدا بأن الفريق سيكون معادلة صعبة في الموسم الجديد حيث سيكون عليها المنافسة بقوة على كل الواجهات. المنتخب: لكنكم ستشاركون على عدة واجهات محلية وخارجية، ألن يشكل ذلك عائقا بالنسبة لكم؟ السعيدي: صحيح أنه ليس من السهل المنافسة على خمس واجهات، منها المحلية والخارجية، ومن دون الإستفادة من فترة راحة كافية، لكن فريق الوداد مر من مثل هذه التجربة، فطيلة المواسم الأخيرة ظل ينافس على كل الواجهات، ولا يشارك فقط من أجل المشاركة، بل يدخل من أجل نيل اللقب، لأن الوداد يحمل في جيناته ثقافة الألقاب، وأصبح ذلك متوارث بين الأجيال المتلاحقة، ومن دون شك فإن الإدارة التقنية بقيادة المدرب المقتدر الحسين عموتا لن تترك أي شيء للصدفة، وسيسخر تجربته للتغلب على كل هذه العوائق، وإعداد تركيبة بشرية قوية قادرة على مواجهة كل التحديات المنتظرة. المنتخب: في السنوات الثلاث الأخيرة إستعاد الوداد عافيته وقوته، فما سر هذه العودة القوية في نظرك؟ السعيدي: منذ أن تحمل الرئيس سعيد الناصري المسؤولية، بذل مجهودات كبيرة من أجل وضع الفريق في السكة الصحيحة، من خلال توفير كل الظروف الملائمة التي تساعد على العمل وتمكن من تحقيق نتائج جيدة، وبالفعل فقد توفق في الوصول للهدف، وعاد الوداد لمكانته الطبيعية، والحمد لله هناك إستقرار وتلاحم بين كل اللاعبين سواء منهم أصحاب الخبرة، أو باقي العناصر الشابة، وحاليا نشكل أسرة واحدة مع الطاقم التقني، هدفنا جميعا مصلحة الوداد، وكل شخص يقوم بعمله في مجال تخصصه، وبوجود جمهور كبير وراءنا فإن كل شيء داخل الوداد يبشر بالخير. المنتخب: تعتبر حاليا من ركائز الفريق ومن العناصر المجربة التي يعول عليها، ألا يزيد ذلك من حجم المسؤولية بالنسبة لك؟ السعيدي: كما قلت سابقا فالوداد غني بالمواهب، فهناك مجموعة من العناصر التي صالت وجالت في الملاعب واكتسبت تجربة كبيرة، وعناصر أخرى شابة، أثبتت جدارتها وأحقيتها بحمل قميص الوداد، ونحن نشكل أسرة واحدة، ومن الطبيعي نحن العناصر المجربة أن نساعد اللاعبين الشباب وكذا الوافدين الجدد للتأقلم السريع، والدخول في أجواء المباريات والمنافسات، وكما وجدنا من يأخذ بيدنا في بداية مشوارنا، فالوضع الحالي يفرض علينا تقديم كل أشكال الدعم لباقي اللاعبين الشباب حتى يتمكنوا من منح الإضافة، وهذه مسؤوليتنا ويجب علينا القيام بها خدمة لمصالح الوداد. المنتخب: لعبت للكوكب والجيش الملكي وخضت تجربة إحترافية قبل العودة للوداد، فأي المراحل كانت أفضل في مسيرتك؟ السعيدي: قضيت فترات جميلة سواء مع الكوكب المراكشي أو كذلك مع الجيش الملكي، لكن ثلاث سنوات مع الوداد كانت أجمل مراحل حياتي الكروية، أنا محظوظ جدا بتواجدي ضمن فريق عريق بقاعدة جماهيرية عريضة، لقد عشت مع الفريق لحظات من الفرح والسعادة، وأخرى من الضغط، والأكيد أن ذاكرتي ستحتفظ بهذه المسيرة الموفقة، وشرف كبير بالنسبة لي أن أحمل قميص الوداد وأساهم في تحقيق لقبين للبطولة وهذا ما يزيدني فخرا، وأتمنى أن أتوفق في تحقيق مزيد من الإنجازات والألقاب رفقة الفريق في المستقبل القريب. المنتخب: تجاوزتم مؤخرا الكوكب المراكشي في سدس عشر نهائي كأس العرش، ماذا تعني لكم هذه البداية الموفقة؟ السعيدي: التأهل على حساب الكوكب المراكشي لم يكن سهلا، حيث كان الخصم ندا قويا سواء في الذهاب أو الاياب، لكن بفضل تجربة العناصر الودادية، وتعليمات الطاقم التقني بقيادة المدرب عموتا توفقنا في حسم المباراة لصالحنا، الكوكب خلق لنا بعض المتاعب في الشوط الأول، وفي الشوط الثاني كنا أكثر تركيزا، وإستطعنا تسجيل هدفين، وهذه البداية هي مشجعة ومحفزة بالنسبة لكل اللاعبين، فنحن بحاجة دائما لنتائج إيجابية في بداية الموسم، فكما قلت نسعى لتحقيق نتائج جيدة في كل المنافسات، وكأس العرش يدخل ضمن إهتماماتنا، وبعد التأهل للدور القادم، سنتفرغ لمنافسات البطولة التي ستنطلق عما قريب، وكذا لعصبة الأبطال حيث تنتظرنا مباراة قوية أمام صانداونز منتصف شهر شتنبر. المنتخب: على ذكر عصبة الأبطال فقد ضاع منكم اللقب الموسم الماضي، فماذا عن حظوظكم هذا الموسم؟ السعيدي: لحدود الساعة أتذكر كيف ضاع منا التأهل امام الزمالك بألم وحسرة، حيث كان بإمكاننا بلوغ المباراة النهائية، ومن ثم مناقشتها بكل الجدية اللازمة، لكن تبقى هذه كرة القدم التي لا تخضع في كثير من الأحيان للمنطق. وفي النسخة الحالية قدمنا مباريات قوية و كبيرة وبلغنا ربع النهائي عن جدارة وإستحقاق، وحاليا من الواجب علينا إستثمار التجربة السابقة للذهاب لأبعد نقطة في هذه المنافسة، تنتظرنا مواجهة صعبة وقوية مع حامل اللقب، لكننا عازمون على ركب هذا التحدي وإن شاء الله سنتجاوز هذه العقبة بمساعدة جماهيرنا العريضة والوفية والتي شكلت دائما السند الحقيقي لنا، وكانت وراءنا في أصعب اللحظات. المنتخب: وصلنا للختام، ونترك لك الفرصة لتوجه رسالة للجماهير الودادية السعيدي: أشكر عبر منبركم كل الجماهير الودادية التي ساهمت بقسط وافر في كل الإنجازات التي حققناها في المواسم الثلاث الأخيرة، بالرغم من لعبنا خارج القواعد فان الأنصار كانوا حاضرين معنا في كل المحطات حتى خارج حدود الوطن، وهذا ليس بالشيء السهل إذ يتطلب تضحيات مادية ونفسية، ونحن كلاعبين نحس دائما بجماهيرنا، وبكل ما تقاسيه من أجل مساندة الفريق، ونحن على يقين بأن الجمهور الودادي سيظل دائما بجانبنا، وأن شاء الله السنة القادمة ستكون أفضل من سابقتها، وبهذا التلاحم سنحقق مزيدا من الألقاب والنتائج الإيجابية. ولا تفوتني الفرصة لأشكر جريدة المنتخب على هذه الإستضافة، وأتمنى لها الإستمرارية في موقع الريادة.