هو بالفعل ذلك المحراث الذي لا يكل ولا يمل، لم تزده السنوات الطويلة التي قضاها في الملاعب الوطنية إلا نضجا، يتميز بقتاليته واندفاعه وإصراره القوي على التفوق، تتوفر فيه كل مواصفات اللاعب القشاش، إنه ابراهيم نقاش عميد الوداد وقائد خط الوسط، قبل الرحيل للغابون جمعنا معه هذا اللقاء للحديث عن مباراة الإياب مع مونانا، وكعادته فقد بدا واثقا من إمكانيات فريقه وقدرته على تجاوز هذه العقبة، والذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية، كما تحدث كذلك عن البطولة الوطنية، وقال بأن المرحلة المقبلة ستكون جد صعبة، وستشهد مباريات ساخنة وصدامات قوية، موضحا بأن الفريق الأحمر سيشكل معادلة صعبة بتواجد مجموعة متلاحمة، ومدرب قادر على منح الإضافة وقيادة الفريق نحو الألقاب. - المنتخب: بداية كيف تستعدون لمباراة الإياب مع مونانا الغابوني، بعد الفوز في الذهاب بهدف نظيف؟ نقاش: الإستعدادات عادية مثل جميع المباريات وكالعادة فإنها ستتميز بالجدية والإنضباط، أظن بأن نتيجة مباراة الذهاب ليست سيئة كما يظنها البعض، صحيح أننا كنا نطمح لتحقيق فوز بحصة عريضة، لكن التوفيق لم يحالفنا، وأهم شيء هو أننا حافظنا على نظافة شباكنا وهذا مهم في مثل هذه المباريات الإقصائية، فالفوز بهدف نظيف أفضل من هدفين لواحد، ومن جهة أخرى فإننا سنرحل للغابون للبحث عن بطاقة العبور لدور المجموعات، نعلم جيدا بأن المباراة لن تكون سهلة بحكم الأجواء التي تجرى فيها المباريات بالأدغال الإفريقية، لكن العناصر الودادية لها من التجربة ما يكفي للتعامل مع مثل هذه الظروف، وإن شاء الله نحن عازمون على العودة بالتأهل من قلب ليبروفيل. - المنتخب: البعض يرى بان مباراة الإياب ستكون في صالح الوداد لأن خروج الخصم للبحث عن التعادل سيمنحكم فرصا أفضل للتسجيل؟ نقاش: حاليا لا يمكن الحكم على مباراة لم تنطلق بعد ولا نعلم الظروف التي ستجرى فيها سواء من حيث المناخ وكذا عامل الرطوبة الذي قد يكون مؤثرا جدا، إضافة لحالة الملعب وأيضا التحكيم، لذا يجب علينا أن نكون جاهزين للتعامل مع كل هذه المعطيات، ومن دون شك فإننا لن نذهب من أجل الدفاع فقط عن هدف الإمتياز، بل سنحاول استغلال الفرص التي ستتاح لنا من أجل قتل المباراة، في مباراة الذهاب لعب الخصم بطريقة دفاعية، وهذا يؤكد تخوفه من الوداد، وهو الأمر الذي سيكون في صالحنا، ومن جانبنا فنحن لسنا متخوفين من الخصم لكننا نحترمه كما نحترم كل الأندية التي نواجهها. - المنتخب: على المستوى المحلي دخلت البطولة الوطنية ثلثها الأخير، كيف تتوقع المنافسة في هذه المرحلة؟ نقاش: من الطبيعي أن تشتد المنافسة في هذه المرحلة الحاسمة، سواء على مستوى المقدمة حيث تتنافس مجموعة من الأندية على اللقب أو كذلك في أسفل الترتيب، إذ تسعى أندية أخرى لتفادي النزول، لذا سيكون موعد الجمهور مع مباريات صعبة وقوية، فالنقط غالية جدا وكل الأندية جاهزة، ومع تقارب مستواها فإنه من الصعب جدا التكهن بنتائج المباريات، والدورات الأخيرة ستكون حاسمة، وأظن بأن التشويق والإثارة سيكونان عنوان المرحلة المقبلة، وهذا في صالح البطولة الوطنية التي ستستأثر بالإهتمام. - المنتخب: هل تظن بأن الوداد قادر على المنافسة بقوة على الواجهتين المحلية والقارية؟ نقاش: الوداد يشارك للموسم الثاني تواليا على الواجهتين، ولثالث موسم لم يستفد اللاعبون من الراحة، وهذا ما قد يترتب عنه بعض العياء، لكن الحمد لله فالفريق يتوفر على تركيبة بشرية غنية وبتواجد مجموعة من اللاعبين المجربين، أظن لا خوف على الفريق من هذه الناحية، ومن جانب آخر فهذا هو الموسم الثالث الذي يقود فيه الوداد ترتيب البطولة المحلية، ففي الموسم الأول توجنا بالبطولة، وفي الموسم الثاني حصلنا على الوصافة وبلغنا نصف نهائي عصبة الأبطال، وهذا الموسم لن يختلف كذلك، حيث سننافس بقوة على الواجهتين بدون أدنى مشاكل. - المنتخب: مع إلتحاق المدرب عموتا تغيرت استراتيجية اللعب، باعتمادك كلاعب ارتكاز وحيد وهذا لم يمنعك من التألق، كيف ترى هذه الإستراتيجية؟ نقاش: النتائج وكذا المردودية هي التي تحكم على نجاح الإستراتيجية الجديدة، وبحكم حاجة الفريق للنتائج الإيجابية ولتحقيق الإنتصارات، كان من الأفضل اللعب بارتكاز واحد، مع تعزيز جبهة الهجوم بحثا عن الأهداف، والحمد لله وبفضل الجدية والعمل والإنضباط، فإني توفقت في هذه المهمة التي أناطني بها المدرب، وأظن بأن أي لاعب آخر من لاعبي الوداد كان سيقوم بهذا الدور، وسينجح فيه وربما يكون عامل التجربة قد ساعدني كذلك على تقمص هذا الدور، ومن دون شك فإن ذلك يتطلب بذل مجهود كبير لتخفيف الضغط على الدفاع، ثم التحول السريع كذلك للهجوم عند افتكاك الكرات، والحمد لله فهناك تلاحم وتعاون بين كل اللاعبين، وهذا ما يشكل قوة فريق الوداد حاليا. - المنتخب: دخول غمار المنافسات الإفريقية يعني تأجيل المباريات وضغطها، كيف ستتعاملون مع هذا الوضع؟ نقاش: مع انطلاق الموسم وصل عدد المباريات المؤجلة لفريق الوداد حوالي خمس مباريات، لكن ذلك لم يمنعنا من تحقيق مجموعة من الإنتصارات المتتالية، صحيح أن المرحلة الحالية تختلف عن سابقتها باعتبار دخولنا في الثلث الأخير من البطولة، وبالتالي جاهزية كل الفرق ورغبتها القوية لتحقيق نتائج جيدة، ونحن كلاعبين واعون بهذه المسؤولية الملقاة على عاتقنا وتركيزنا سيكون على كل مباراة تصادفنا دون التفكير في باقي المباريات، نعلم جيدا بأن كل المباريات المتبقية ستكون جد صعبة، وقد تكون كلها مباريات سد، وهذا ما يفرض علينا التعامل معها بكل الجدية اللازمة لتفادي ضياع النقط. - المنتخب: بعودتكم من الغابون تنتظركم مباريات صعبة منها مباراة الكلاسيكو أمام الجيش الملكي الذي استعاد توازنه، كيف ترى هذه المواجهة؟ نقاش: كما أشرت لذلك فكل المباريات التي ستنتظرنا ستكون جد صعبة وقوية، منها هذه المواجهة أمام الجيش الملكي الفريق الذي سبق لي أن جاورته، فهذا الفريق إستعاد الكثير من قوته وإمكانياته بتواجد لاعبين متميزين يقودهم مدرب محنك استطاع أن يفرض فلسفته التقنية وبصمته، لذلك فإن هذا الصدام سيكون قويا جدا بين فريقين كبيرين، وكما يعلم الجميع فإن مثل هذه المباريات قد تفصل فيها بعض الجزئيات، وأتمنى أن تكون في صالحنا،مع التذكير بمباريات أخرى لا تقل أهمية منها المواجهة مع الدفاع الحسني الجديدي ثم الديربي البيضاوي.و كما قلت ليست هناك مباراة سهل، أوو خصم ضعيف،لأن كل الأندية تطمح للإطاحة بالوداد باعتباره متصدر الترتيب، لكن الأكيد أننا سنكون معادلة صعبة في هذه البطولة. - المنتخب: في نظرك ما هي الإضافة التي منحها لكم المدرب عموتا؟ نقاش: المدرب عموتا لا يحتاج أن أتكلم عنه، فتاريخه الرياضي يتحدث عنه سواء كلاعب، أو كذا كمدرب حقق العديد من الألقاب والإنجازات محليا وخارجيا، وشرف بالنسبة لنا كلاعبين أن يتواجد معنا أطر تقنية من طينة عموتا وكذا بنمحمود، وذلك للإستفادة أكثر من خبرتهما وتجربتهما الطويلة في الملاعب، ومن دون شك فالعمل الذي يقوم به الطاقم التقني قد بدأ يعطي ثماره سواء على مستوى الأداء وكذا النتائج، مع العلم أن أي مدرب يحتاج لبعض الوقت لفرض أسلوب لعبه وطريقته بعد تأقلم اللاعبين معها، وإن شاء الله سيكون المستقبل أفضل مع هذا الطاقم التقني. - المنتخب: في ختام هذا اللقاء هل من رسالة منك للجماهير الودادية؟ نقاش: هي كلمة شكر في حق الجماهير الودادية التي تنقلت لمتابعتنا لأزيد من موسم كامل خارج مدينة الدارالبيضاء، وكذا التي لم تتمكن من ذلك وكانت تتابعنا بقلبها وبجوارحها وتدعو لنا بالتوفيق، أطلب منها المزيد من الدعم والتشجيع في المرحلة المقبلة، والتي ستكون هامة و حاسمة، لأن حضورها وتشجيعها يمنحنا شحنة من الحماس الزائد،و إن شاء الله سنبذل كل جهودنا لنكون في مستوى تطلعات جماهيرنا العريضة، ورسالتي لكل الجماهير المغربية بالتحلي أكثر بالروح الرياضية وتفادي كل أشكال الشغب وتجنب العنف والتعصب وكل ما من شأنه أن يسيء لسمعة الكرة المغربية، فالرياضة منافسة شريفة وأخلاق قبل كل شيء.