ودع الفريق الوطني الأولمبي لكرة القدم الأولمبياد من الدور الأول بعد تعادله مع نظيره الإسباني 0-0 في ديربي الحوار والذي إحتضنه مسرح الأوترافورد بمانشستير ضمن آخر جولات المجموعة الرابعة للألعاب الأولمبية لندن 2012. الناخب الوطني بيم فيربيك واصل عناده وأصر على إدخال نفس التشكيلة التي لعبت المبارتين الماضيتين رغم نقط الضعف والتقصير الذي ظهر على أداء بعض اللاعبين، كما إستمر في نهج خطته العقيمة في غياب رأس حربة مع تسجيل غياب إضطراري للمدافعين عبد الحميد الكوثري للإصابة وزكرياء بركديش للإيقاف ليتم تعويضهما بزهير فضال وعبد اللطيف نوصير، وبدأت الجولة بجس نبض بين الفريقين والذي سرعان ما تلاشى بعد دقائق قليلة فقط حيث حاول الطرفان الإندفاع نحو معترك الخصم في محاولة لتوقيع هدف مبكر، وكانت تحركات أمرابط مزعجة للإسبان كما أقلق زكرياء لبيض كثيرا راحة المدافعين وكاد ان يفتتح التسجيل إثر ضربة خطأ جميلة مرت محادية للقائم الأيسر للحارس دي خيا، الماتادور رد من خلال هجمات مرتدة سريعة وخاطفة من أقدام صانع الألعاب ماتا والقناص أدريان لكن جل التهديدات لقيت يقظة الدفاع المغربي بقيادة فضال وأبرهون، وإستمر الأخذ والرد هنا وهناك مع إعتماد الإسبان على خطة التسلل والتي كسرت أكثر من محاولة للأشبال مما جعل برادة ولبيض وخرجة ينهجون الحلول الفردية في محاولة لفك شفرة الجدار الأحمر، من جانبه كان منتخب لاروخا أكثر خطورة في هجماته رغم قلتها وأتيحت له أبرز فرصة للتسجيل في الدقيقة 30 بيد أن تسديدة مهاجمه أدريان أخطأت الشباك بقليل لتصطدم بالعارضة، وتواصل البحث من الجانبين في العشر دقائق الأخيرة عن هدف يخلط الأوراق خصوصا من زملاء العميد فتوحي الذين كانت آذانهم بكوفنتري على المواجهة الأخرى بين اليابان والهندوراس لكن النتيجة بقيت على حالها إلى غاية نهاية النصف الأول بالتعادل المنطقي والعادل في جولة مفتوحة ومتكافئة. خلال الشوط الثاني دخل الأشبال بقوة وضغطوا منذ الدقائق الأولى بشكل مكثف عن طريق المرعب أمرابط الذي تحرك لوحده في جميع الجهات وكاد أن يزف الخبر السعيد في الدقيقة 48 من نقلة جميلة على الحارس دي خيا لكن كرته علت العارضة الأفقية، وظل الدفاع الإسباني تحت التهديد والقصف المغربي المتواصل بيد أن التسرع وسوء الحظ لازما جميع المحاولات أمام بطلٍ أوربي بدا شاردا وتائها، ومع مرور الدقائق نقصت اللياقة البدنية لمجموعة من الأشبال فإنخفض الأداء لكن النائم فيربيك لم يحرك ساكنا وتأخر كعادته في تجديد الدماء والقيام بإجراء التبديلات وهو ما سمح للإسبان بالإستيقاظ والسيطرة على اللعب مع إضاعة مهاجمي لاروخا لأكثر من فرصة سهلة بسذاجة ورعونة. وظل فرسان المدرب لويس ميا متحكمين في زمام الأمور طيلة النصف ساعة الأخيرة بعدما إمتصوا حماس المغاربة وإستفادوا من تراجع قواهم البدنية وكذا النوم العميق لمدربهم فيربيك، فلا المحاولات الفردية لبرادة ولبيض وأمرابط غيرت من أصفار النتيجة ليظل التكافؤ والبياض سيد الحوار الإسباني المغربي حتى نهايته بإقصاءٍ مرير للجيران معا، حيث خرج الجار الشمالي من الباب الصغير وهو الذي دخل المنافسة مرشحا للتتويج فيما ذاق الأشبال من علقم الإقصاء المبكر مرة أخرى وودعوا الأولمبياد من دور المجموعات للمرة الخامسة على التوالي والسادسة في تاريخ مشاركاتهم، لتستمر عقدة الدور الأول قائمة منذ 40 سنة ويبقى حلم مقارعة الكبار والوصول لآخر الأدوار جد بعيد وعسير بعدما تفاءل الجمهور المغربي خيرا بالجيل الحالي لكن الهولندي فيربيك طعن الجميع من الخلف وضحك على ذقونهم.