تلقى الفريق الوطني الأولمبي أول خسارة له بأولمبياد لندن 2012 حين إنهزم في مباراته الثانية ضد نظيره الياباني بهدف نظيف بمدينة نيوكاسطل ضمن المجموعة الرابعة. المباراة دخلها الأولمبيون بنفس التشكيلة التي خاضت اللقاء الأول ضد الهندوراس بإستثناء غياب الظهير الأيسر زكرياء بركديش المطرود والذي عوضه البديل عبد اللطيف نوصير، وحاول الأشبال منذ الدقائق الأولى التحكم في مجريات اللعب وهو ما تحقق لهم بعدما سيطروا على وسط الميدان وإمتلكوا الكرة في مجمل الفترات بتمريرات قصيرة وسريعة وبناء الهجمات من الخلف عن طريق خرجة ولبيض وبرادة، وكاد نور الدين أمرابط أن يفتتح التسجيل في الربع ساعة الأولى إثر إنفراد بالحارس الياباني لكن تعرضه للمضايقة وكذا البطء في التسديد حرماه من هز الشباك، كما عاد بعدها بدقائق ليضيع هدفا سانحا للتسجيل من قذفة إفتقدت للقوة والتركيز المطلوبين ليصدها مدافع الساموراي، وناور الجناحان بيداوي ولبيض في أكثر من مناسبة وخلقا لوحدهما خطرا دائما على الدفاع الأزرق بتحركاتهما السريعة ومراوغاتها المقلقة لكن جل المحاولات غاب عنها متمم العمليات وقناص صريح كان بإمكانه خلق الفارق، ومع مرور الدقائق أخذ إيقاع الأشبال ينزل بعدما تراجعوا للوراء مما سمح لمحاربي الساموراي بالتقدم والتهديد عن طريق التسديدات من بعد والضربات الثابتة والتي كادت أن تثتمر هدفين في العشر دقائق الأخيرة لولا الحظ وقلة الفعالية لينتهي الشوط الأول على وقع البياض والتكافؤ بين الجانبين. خلال الجولة الثانية إخفضت اللياقة البدنية للأولمبيين بشكل واضح وخفت نجم خط الهجوم ومعه وسط الميدان في ظل صحوة اليابانيين وضغطهم الكبير والذي لم يقابله سوى بسالة الدفاع ومعه الحارس محمد أمسيف، وكان الفريق الوطني محظوظا حينما صدت العارضة قذيفة صاروخية لكيوتاكي بعد ساعة من اللعب كما تألق أمسيف وهو يفرمل رصاصة أرضية من قدم المزعج أوتسو، الأشبال عجزوا عن الرد وبدوا ضعفاء نائمين وسط التسونامي الياباني المهدِد وصمت وهدوء المدرب بيم فيربيك الذي لم يحرك ساكنا بل أقدم على تغيير ساذج بإقحام السقاء نجاح مكان الجناح أمرابط النشيط في إستبدال غير مفهوم، ولأن خوف الربان الهولندي من الكومبوتر الياباني وخشيته من إستقبال هدف جعلاه يأمر اللاعبين بالإنكماش للوراء أكثر من مطالبتهم بالبحث عن التسجيل وهو ما أدى ضريبته رفاق الحسين خرجة سريعا حينما قضى المهاجم ناغاي على أحلامهم بهدف قاتل في الدقيقة 84 مستغلا غياب التغطية الدفاعية والخروج الخاطئ للحارس أمسيف، ولم تنفع التغييرات المتأخرة لفيربيك بإدخال القادوري والقناص الحسناوي في شيء بعدما أخفق الأشبال في التعديل رغم ضغطهم الرهيب في آخر دقائق الشوط الثاني لينتهي الإختبار الثاني برسوب آخر للعنيد بيم فيربيك وطاقمه الضخم، ويتجرع الأولمبيون أول خسارة في أولمبياد لندن أمام ذهاء وإنضباط وتكتيك عالٍ لليابانيين الذين حجزوا بطاقة العبور للدور الثاني فيما صار الأشبال أمام مهمة غاية في الصعوبة ضد ثيران إسبانيا في آخر المقابلات في نزال سيكون بألف حساب.