حاكم ظالم.. ولا قبيلة سايبة.. «المنتخب عرت ولم تغط.. حدثا في الفلوجة أو قندهار..» في عددها ألأخير.. هذه ملاحظة قدمها أحد القراء لصاحبي المجتهد الذي لاحظها بدوره.. وهو الذي يعرف الجواب والأسباب ومسببات الدراما.. لأنه جار المسرح المكبل بالسودور.. ملاعبنا أصبحت وجهة للغارات وقبلة للمنبوذين والمكبوتين.. وأعداء رأسمالنا الكبير والآمن.. والمحصن برجال جفونوها لا تنام.. دائما بالمرصاد لكائنات مسلطة على بعض فيراجات التيرانات المغربية.. التي أصبحت خارج تغطية المواطنة.. كائنات تأكل الغلة خارج الملعب وتلفظها في الويكاند الكروي فوق المدرجات.. وحذاري أن تلبس ويكاندات شهر أبريل كبوط فبراير بكذبة مختلفة..؟ في سنة 2009 كانت مبادرة طيبة للسيد حسني بنسليمان، تجلت في وضع قافلة لتصحيح صكوك المشاغبين وليس صكوك الغفران على سكة الإصلاح.. قافلة تحولت لجعجعة عجين تساءل نازل منها عن مصير 60 مليون قيل أنها إختفت من رزمة «الميتين» برشاقة أصابع «الحيين».. مائتي مليون وقع على صرفها طيب الذكر السي محمد أوزال لتغطية الرحلة وقوامها.. خصص مبلغ مهم منها لتريكوات مضروبة بمداد «لا للشغب» موجهة لتصحيح مأوي سند الفرق وجماهيريها.. قافلة أسندت قيادتها لعضو جامعي قوي البنية والدهاء.. بمعية إداري لنصرتها.. وإعلامي بجلباب مزركش لترويج البضاعة الهمزة.. إنطلقت القافلة في اتجاه محطات الفرق الستة عشر وعند لقاء كل كاتب عام (الذي يتحول عندنا لكاتب عامين أو أكثر) تسلمه خردة من التريكوات مقابل صكه على محضر الهدية (السلعة) التي امتلأت بها كرارس بائعي البال في الأسواق الأسبوعية.. ليظل الحال هو الحال.. ولا شيء تغير في عادات عاشقي الهوليغانزم المستورد من ميلانو ونابولي وصقلية.. وهذا ما أكدته لنا الأيام بالعيان. كان بالقافلة كذلك مدعوون من مارسيليا العزيزة علينا.. ومفتي من الديار الباريسية بدعوات معززة بتذاكر درجة أولى وإقامة خمسة نجوم في الوقت الذي تفترش كرتنا بونج البصمة الواحدة.. وكل وزهرو...لكن.. لكن فتوى خبراء عاصمة الأنوار لم يعترف بها فقهاء كرتنا.. لاختلاف البيئة والعقلية.. بسبب الجهل التام لحفدة بونابرت بكامونية الراس المغربية الواعرة والدراسات السوسيو بيداغوجية لأبناء جلدتنا وتربيتهم.. والدليل أن ملاعبنا استمرت في تفريخ خريجي حاملي دبلومات التهراس.. ووافدين على المدرجات محصنين بأحزمة الحجارة ومدججين بالسيوف والشاليموات المعبئة بالماء القاطع.. (باش قطعو بولونات الكراسي.. والبارييرات يوم السبت الأسود).. ما وقع يوم السبت الأخير بمركب محمد الخامس رغم هيبة الإسم وأسطورة «دونور» التي صالت بغزواته الكروية ركابي عباقرة أوروبا وأمريكا اللاتينية.. ما هو إلا تكملة لما وقع بالعاصمة الإسماعيلية وقبله الحسيمة ومدينة سبعة رجال.. ولحد الآن لم يتحرك «ساكن» مالين كرتنا وجامعتهم اللي جامعهم.. للقيام بأكثر من أحكام الويكلو.. التي لن توقف ضسارة المتفرج الخارج عن الطاعة والذي يتدرب كل أحد في الأزقة الجديدة والعتيقة.. على أيادي أصبحت تعيث فسادا وتحريضا في مجتمعنا المِؤمن بهدوء وطنه وشفافية مواطنته.. فحذار مرة أخرى من الأيادي التي جف شهرها من نزول مطر الرحمة على العباد.. والستار الله.. ربما سأظل أنا وغيري في كتابة وترديد «باراكا.. وكفى وحرام..» وسنستمر في التغريد خارج السرب لأن الخلل أمام أعيننا ونتجاهله.. لأن ما يرضينا هو البحث عن الحل الجاهز والسريع.. رغم صدور قانون مكافحة الشغب بالجريدة الرسمية ليوم 2 يونيو 2011.. يومين قبل لقاء الجزائر بمراكش واحتفالية الإلترات أبعدتنا بتيفو المواطنة وشعار «الله الوطن الملك» عن هذه الآفة.. فاستحليناه ونسينا السيتكومات اليومية لجبهات رفض مسيرينا.. وصراعات كائنات مكاتب تسييرية لا ترغب في الاعتراف بالفشل مهما اشتعلت المدرجات... قانون مكافحة الشغب صدر لكنه لم يصدر هؤلاء المخربين بعيدا عن مسارح رياضتنا.. يحولهم الأمن بعد التحقيق للمحكمة لتتحول وجهة بعضهم للشارع.. والعودة لأحضان المدرجات.. وهذا ما لاحظه عدد من الباحثين في هذا الميدان.. فترى أين يكمن الخلل..؟ هل هو في الأمن أم في العدل..؟ أم في الجورنالات التي تكتفي بسطور قليلة.. أم في الإعلام المرئي الذي تقع عليه اللومة الكبيرة حينما يغيب الصورة العنيفة من صندوقه العجيب.. والاختصاصيين في العلاج الإجرامي يؤكدون أن الصورة العنيفة والصادمة هي «الإلكترو شوك» لمعالجة من به مرض.. وعلى السيد الوزير أن يضيف لدفتر تحملانه إطلاق يد المخرج المغلولة لإخراج وجهنا الحقيقي بجميع اللغات.. حتى لا يكون مصير الصورة العنيفة مثل مصير صورة الرهان الآتي من الدفتر الجديد... الجامعة تتحمل المسؤولية بنسبة مئوية عالية بغياب تقليم أظافر كل من سولت له نفسه التلاعب برسالتها.. وعلى الوزارات المعنية (العدل الإتصال الرياضة) أن تؤدي دورها الصارم وبلا هوادة وعدم التملص من واجبها اتجاه المواطن الذي أعطاها صوته بالمساهمة الفعلية والزجرية.. مسؤولية يتقاسمها كذلك المسير الذي يحتج على قرارات الجامعة (سلم عليكم أبو خديجة والرؤساء.. VIP) وعلى المدربين نسيان تحياحهم من التوش.. ولاربيطات عدم التمياك على أورجوات ذات الأبعاد الثلاثة.. والتبرع ببيلانتيات ذات الضريبة المضافة.. وإبعاد اللاعب الذي يلعب بيديه أكثر من رجليه.. وابتعاد الإعلامي عن استعمال قلمه وفتواه لغرض في نفس من رحم ربي.. وطبعا هي كذلك مسؤولية غياب المراقبة الصارمة لأمن الملاعب التي يتلاعب بها حراس الأبواب ويشجعون على السليت مقابل دراهم معدودة لفاكهة الأحد... باختصار.. الكل متهم إلى أن يثبت فراغ ملاعبنا من ثوار الثورة التخريبية وغير المسؤولة.. ثورة خريف يشعل الحريق في كرتنا.. وليست ثورة ربيع يركب عليها السوداويون والسلبيون.. في انتظار إطلالة المواطن الباني على مدرجاتنا.. علينا تقبل صدق مقولة أجدادنا وبروح رياضية: «اللهم حاكم ظالم.. ولا قبيلة سايبة».. لأن «السيبة» في رياضتنا تعلم الضرب والجرح..