عاشت أوروبا خلال الأسبوع الماضي عيدا رياضيا احتفاليا بمناسبة منافسات كأس الأندية البطلة وانطلقت الأفراح من ملاعب انكلترا وفرنسا وايطاليا وروسيا وألمانيا.. وقد تابعت بهجة هذه المهرجات جالسا أمام شاشة التلفزة وتمليت بأزهى اللوحات وأجمل الصور. بأرقى مستوى في الابداع الرياضي فيماكان قلبي يحترق حزنا على الدرك الأسفل الذي سقطت فيه كرتنا المغربية.. فهاهي البطولة بلا أبطال.. ومنتخب بلا نجوم.. ولاعبون كممثلين في «سكتشات» هزلية تافهة.. وجماهير يتسرب وسط حشودها مهرجون حمقى يتصرفون بهمجية: في شوارع البيضاء يحطمون السيارات ويهشمون زجاج الحافلات ويروجون المخدرات بين المدرجات ويخطفون الهواتف المحمولة للغافلين ويعتدون على الآمنين بالاضافة الى إقصاء فريقنا الوطني من نهائيات كأسي افريقيا والعالم. ورغم هذه الصورة المزرية لحال رياضتنا.. فيجب ألا نغمض عيوننا تقززا من بشاعتها.. ونحملق في ذهول وانبهار.. بالجمال الرائع للكرة الاوروبية.. ولنستحضر ما عرفته الملاعب الايطالية والانكليزية والفرنسية والهولندية في سبعينيات وتمانينيات القرن الماضي من أحداث دامية وأعمال عنف وهمجية ويجب أن نعلم انه في بريطانيا التي تعتبر مهد ميلاد لعبة كرة القدم كانت العائلات ترفض تزويج بناتها من لاعبي كرة القدم بدعوى انهم «سلاكيط» وكانت المحاكم في لندن لاتقبل شهادة لاعبي كرة القدم بدعوى انهم «سفهاء» وفي مسرحية «الملك لير» اعتبر شكسبر لاعب كرة القدم بأنه مجرد انسان تافه لايستحق الاحترام. ورغم أن الأوضاع التي تعيشها رياضتنا لاترضي المسؤولين الحكوميين.. ولا المسيرين ولا الصحافة ولا المواطنين وأعتقد أن إنقاذ ما يمكن انقاذه لن يتم بالانتقاد الجارح.. ولا بالسخرية التهكمية.. ولا بالوعظ والنصائح ولا بالأستاذية في تقديم الدروس ولا بسلخ الذات وتعذيب النفس.. يجب الاعتراف أن جمهورنا الرياضي من أرقى عشاق كرة القدم... ويتميز بتذوقه الرفيع لحلاوة المباريات.. ولكن من عيوبه أنه من خلال متابعاته عبر الفضائيات للمباريات الاوروبية.. ينبهر مما يرى ويعقد مقارنات مع مايرى في بلادنا.. فيتملكنه اليأس والكره ومن الناس من يستمرفي الذهاب الى ملاعبنا ومن الناس من يذهب إلى الملاعب ليعبر عن سخطه وغضبه .. ومن الناس من يكتفي بالشتم والاستهزاء ومن بعض عيوب جماهيرنا الرياضة انها لاتحب أنديتها الا منتصرة.. ومع أول هزيمة يكرهونها ويلعنون المكتب المسير والمدربين واللاعبين رغم أن الحب الحقيقي لايزيد مع العطاء ولا ينقص مع المنع.. وكمثال فقط: فبعد اقصاء ريال مدريد من منافسات كأس الأندية الأوروبية البطلة.. فان جمهورها لم يهجرها.. وما زال يواظب على الحضور الى الملاعب بكثافة.. ويواصل تشجيعاته لها. فيا من تحبون الأندية الأوروبية كونوا مثل جماهيرها.