في رده على سؤال للفريق الاشتراكي بمجلس النواب في جلسته الأخيرة حول ظاهرة الشغب التي أصبحت تثير قلق المتتبعين للشأن الرياضي ببلادنا، لم يجد وزير الشباب والرياضة من رد إلا اعتبار الشغب مشكلا جيدا (كذا)، وزير الشباب والرياضة، أضاف بأنه يفضل الشغب على أن تبقى المدرجات فارغة. بهذا الجواب غير المحسوب العواقب، يكون الوزير قد مأسس للشغب وجعل منه تلك الملح التي تنقص الطعام. الخطير هو أن كلام الوزير يأتي في وقت تعرف فيه البطولة مباريات ستقرر مصير لقب البطولة ومصير الكثير من الفرق المهددة بمغادرة القسم الوطني الأول. وهنا علينا أن نضع أيدينا على قلوبنا، ونحن ننتظر مباراة الدفاع الجديدي والوداد، الجيش الملكي والرجاء، والفتح والمغرب الفاسي. على الوزير أن يعود إلى تاريخ المآسي بالملاعب الرياضية، وعليه أن يستحضر مأساة ملعب هيزل، وملاعب انجلترا، وعليه أن يأخذ العبرة من المحاكمات التي توبع من خلالها مشجعون بالمغرب بالاعتداء على ممتلكات الغير والتخريب، والقتل، كما كان في ديربي البيضاء والذي حضره الوزير. على الوزير أن يستحضر ماعرفته شوارع الأحياء الرباطية المجاورة لمركب الأمير مولاي عبد الله مباشرة بعد انتهاء مباراة الجيش الملكي ضد الفريق القنيطري، والتي وصل لهيبها إلى أحياء تمارة وعربات القطار المتوجه إلى القنيطرة، حيث تم تخريب أربع عربات وتم اعتقال أربعة مشجعين من القنيطرة. إن مثل هذه الأحداث ليس فيها الجيد البتة، ولن يقبل أي كان أن نضحي بالأمن وسلامة المواطنين من أجل أن نرى المدرجات بأطفال قاصرين، وشبان «مقرقبين» منهم من لايتابع المباراة، ولكنه ينتظر نهايتها ليمارس عنفه على كل من يقف أمامه، أنه الخطر القادم من الملاعب، إنها الصورة التي أصبحت تسيئ الى ملاعبنا، ولا أقول رياضتنا، لأن المرتبة التي تحتلها كرة القدم المغربية الآن لاتحتاج إلى أي قراءة أو أي وصف.