لا أريد شخصيا من أسود الأطلس سوى الفوز، ولا يهمني الأداء والفرجة بقدر ما يهمني >يجيبوها في الشبكة<·· لا تهمني السيطرة المغربية من دون أهداف، ولكن يهمني أن نفوز بالعقل، وعندما يأتي الفوز بالثقة النفسية لهزم الخصم بأرضه والمراهنة على ذلك بأصابع التحالف، وأيادي الموضوعة على القلب وحس الوطن· لا يهمني الفوز في هذا النزال بالذات بالأداء الراقي، ولكن بالإرادة والقوة اللازمة وتشطيب كل المعاناة النفسية، ولعب مباراة عمر جديدة أيا كانت ضغوط الخصم الخاسر مرتين أمام الكاميرون·· كما يهمني الفوز حتى ولو كانت العاصفة والأمطار تهطل على الغابون بأوحال ورقع مبللة، ويهمني أن فوز بالأقدام الإسمنتية فوق أرض ثقيلة وخصم ثقيل بعيار سعار معركته الأخيرة لإسترداد الخسارتين، كما يهمني أن يكون الأسود رجالا بالمعنى العام للكلمة، رجالا بالحضور بالقدم، بالإحترافية، بتقبل الضغط والتحضير لذلك في أم المعارك الحاسمة·· يهمني أن يكون لمياغري أقوى من أوفونو داخل عرينه، ويلعب نزال عمره الأول قبل مواجهة الكاميرون بنظافة شباكه، وتهمني عودة بصير الذي يرى أن إسمه ملائما للعين المجردة دفاعيا وهجوميا، ويهمني أن يكون العليوي صخرة صلبة تصيب الإحباط للخصم، وبنعطية رجل القيادة الدفاعية بصورة البياز وأمين الرباطي الذي يخيفني برجل الساعة أملا أن يكون متكاملا في كل شيء، ويهمني أن يكون مهدوفي سخيا في لياقته ومعطاء في دوره الأيسر، كما يهمني أن يكون بدلاء الدفاع رجال طوارئ ومطافئ بهذا المعنى· ويهمني بالدرجة الأولى أن يكون الدفاع سيد مكانه وزمانه في لقاء عمر، إما أن يكون بداية تحدي جديد أو إقصاء جديد بإقصاء من لا يمكن أن يكون مكانه رسميا بعد اليوم· ويهمني أن يكون سفري رجلا يكذب نفسه وأداءه الفاتر بإرادة جديرة بالتأهل، ويهمني أن يكون مقاتلا بالمعنى العام، كما يهمني أن يكون الأحمدي سيد مكانه الخلاق وحبه الجاد للمنتخب كما عهد إليه منذ إطلالته الأولى إلى اليوم على الأقل يشتغل وسطا ذكيا في التعامل مع الدور والخصم، ويهمني أن يكون خرجة هو >دخلة< الغابون بمثل ما يفعله بجينوا كرجل وسط هجومي فعال، ويهمني أن يكون زمامة هو قاتل أحلام الغابون >بزَمِّ< الأفواه، وصانع التمريرات بلا أنانية، كما يهمني أن يكون حجي حجة النصر من شدة ما يسطع به الآن بأعلى أداء، ويهمني أن يكون جواد كريما وسخيا في هجوم المغرب وأقوى مما يفعله بأولمبياكوس، وربما أحلم به أن يكون هو مسجل هدف ما·· ويهمني أن يكون الشماخ عاليا بشموخه على الأقل لينفس شعبا بالكامل ويلعب أحد لقاءات عمره الغالية، ويهمني أن يكون الحمداوي الرجل الهاوي للتهديف·· و>الداوي لجراحه<·· والقناص الذي وصل إلى مرمى الغابون بالمغرب بالقناص الذي يعيد نفس الشريط·· ويهمني أن يكون بوصوفة معافى وصاحب الوصفات الغالية الثمن في برج كبار النجوم، ويمنح على الأقل ترنيمة هدف·· ويهمني أن يكون تاعرابت نسخة الفنان >بتاعرابيت< الذي يبحث عن المعترك والمرمى بخوارق نادرة أرجوها أن تكون بين الجماعية والأنانية في الوقت اللازم·· ويهمني أن يكون أبوشروان ذلك الكروان الذي يغني بقنابله بالغابون >حتى ولو يسفطها من الخرطوم<·· ويهمني أن يكون عسكري >فايق بكري<، وفكروش >مرشوش< بالنضالية، وبنزوكان >عايش قصة كان يا مكان<، في لقاء حضره باختيار رجال الساعة، وأولحاج بمقدار الحاجة إلى رجال الساعة، وبنجلون قناص بالعربون، وهرماش >العطاش< والراقي >السقاء الساقي في الوسط<·· وهكذا دواليك من الرجالات الموضوع فيهم اليوم خيار التأهل والنصر بالغابون· يهمني أخيرا أن يكون الأسود رجالا لرد الإعتبار والثأر للمغاربة، واسترداد نقط البيضاء بليبروفيل، ويهمني أن يكون الفوز بالرقم لا بالأداء والفرجة·