الأسود مطالبون بالفوز والمصالحة الطوغو غير جلده، فهل قرأه لومير؟ حتى وإن قيل أن الطوغو سهل التجاوز بمثل استقالته العنيفة بحصاد خسارة مدوية، فالطوغو خصم قوي، قدم رسالة مشفرة أمام الكاميرون، وفاز عليه خارج أرضه بغانا وخصم رغم مشاكله وتفاصيل ما عاشه من تناقضات بالغابون، ليس خارج التغطية لأنه يحسب لمستقبل جولاته بوجه مخالف عن العثرة المفاجئة، لذلك يجب على منتخب المغرب أن يغير مما قيل أو يقال في حق الطوغو، ليلعب كرة حارقة، ملتهبة، مسيطرة لا يرحم فيها الرقم أيا كانت مضاعفاته، وهذا ما نريده لرد الدين والمصالحة الجديدة مع الجماهير· قراءة الفوز بدأناها بنقطة ذهبية كادت تكون أقوى من الخيال بالكاميرون، ولا يمكن أن تكون تلك النقطة نفخا مجانيا لمجرد لقاء ملعوب في درجات وسلم تنقيط المجموعة التي أضعنا فيها فوزا على الغابون، ولو كان موعد الفوز في السبت الغابوني المشؤوم قائما، لكان المغرب هو متصدر المجموعة حاليا بأربع نقط، ولما تسيد الغابون بمفاجآته العملاقة مجموعة أرهبته في البداية قبل أن يتخلص من جحيم وضخامة المعاناة، واليوم ربما نقرأها جيدا عندما يتعلق المصير القادم في سبت هذا الأسبوع بيد المنتخب المغربي، إذ لا خيار أمامه سوى الفوز أيا كانت قناعات المنتخب الطوغولي القادم من أجل المعجزه وإنقاذ وضعه المشكوك فيه إن هو خسر ثانية، وقراءاتنا الخاصة منبثقة من الخصم الذي سنواجهه من عيار مختلف عن الكاميرون وهو الطوغو قاتل أحلام الكاميرون في البداية، ومنبثقة في الشق الثاني من طريقة وبحث المنتخب المغربي عن أفضل الحلول الإستراتيجية لنيل المباراة بقناعات الرجولة والجهاد الكبير لتبليل القميص الوطني، ولهذا الغرض يجب أن نفوز بالعقل والقوة والسيطرة وبكل المواصفات التي تجعل من هذه المباراة مصيرية كمحطة مسبقة لاستقبال أخير على الأرض في قيمة الكاميرون، كما يجب أن نقرأ النقط المفروض نيلها في سباق المنافسات، لربح المباراة أمام الطوغو والتفكير لاحقا في استثمار المصير القادم في رحلتين ناريتين إلى الطوغو والغابون قبل أن نستقبل المعركة الأخيرة أمام الكاميرون· مباراة المصالحة وأعرف جيدا أن منتخب المغرب الذي كاد يحدث المفاجأة بالكاميرون، يعي تماما أن كل المغاربة انتشوا للنتيجة والقتالية والإستئساد الجيد، وهي نقطة نفسية ستعزز ذات الرصيد السيكولوجي لدى اللاعبين لتحضير معركة أخرى مطلوب فيها المصالحة مع الجماهير المغربية، ونقطة لا يمكن أن تكون سلبية للنفخ والغرور المبالغ لمجرد تحقيق تعادل كبير بالكاميرون، كما هي نقطة نفسية ستضع منتخب المغرب في ملحمة إضافية لإنهاء ذهاب إيجابي يمنحه الثقة الكبرى لمواصلة رهان السباق بتفوق أكيد سيكون حاميا في الشق الثاني من النزالات شهر شتنبر إلى نهاية العام·· وعندما أقول المصالحة مع الجماهير، فتعني مصالحة مدرب عنيد مع رد الدين عليه حين استهتر شخصيا بالغابون، وتعني مصالحة رجال الرقعة بمعركة قتالية مربوحة لرد الدين عليهم، تعني في المقام الثالث قراءة الخط الدفاعي جيدا لتفادي الأخطاء القاتلة، وتعني رابعا، فوزا عريضا بمثل أو أكثر ما فعله الغابون بالطوغو، حتى تكون النسبة العامة من الأولويات المحسوبة في السباق· إعداد جيد وعندما حضر المنتخب المغربي في معسكره بفرنسا مباشرة بعد نهاية فصول التعادل بالكاميرون، بدت ملامح الإرتياح والأجواء العامة لمحيط المنتخب بارزة في سياق الإبتعاد عن كل الضغوط النفسية والإعلامية، وقيمة هذا التحضير بإجراء لقاء ودي أمام نادي مورلي من الهواة، إنما هو لقياس درجة التنافسية واللياقة عند الوجوه الإحتياطية لتناغم في ذات الحس الجماعي التنافسي للمجموعة ويكون الفريق الوطني بكامل عناصره مؤهلا لأن يكون حاضرا بعياراته الرسمية والإحتياطية وقتما يشاء المدرب اختيار التشكيلة والشاكلة ورجال اللحظة في المقام الثاني، واعتبر الإعداد بفرنسا خلال الأسبوع الماضي ناجحا بكل المقاييس الفنية التي أراد منها لومير التركيز على جاهزية الحظ الأمامي وارتباطه بالوسط حسب ما يراه ملائما لاستراتيجية اللعب، وما ربحه بشريا هو خاصية نبيل باها مسجل الثلاثية، وخاصية زمامة و شافني وحجي والأحمدي وخرجة وكل العناصر الأخرى لقياس مقدرة اللاعبين على البناء الهجومي، ومع أن الفوز على فريق من الهواة لا يعني أي شيء في النتيجة، فإنما يعي أساسا الوقوف على موقع الوجوه التي سيعتمد عليها سواء كرسمية أو كبدائل أمام الطوغو، ومع أن الخط الدفاعي تغير قلبا وقالبا أمام نادي مورلي، فقد كان في نظر لومير وجها جديدا للوقوف على أداء عصام عدوة وأولحاج ووليد الركراكي وحسن المعتز، وظهر جيدا أن لومير كسب ضمانات أخرى في الدفاع المتوسط، وربما حتى الأظهرة التي يشكو منها عادة الفريق الوطني لحظة غياب أبرز أسمائه· وأيا كانت المعطيات المرسومة حتى في قياس قدرات الحراسة بكريم فكروش، وتغييب منير الحمداوي عن المباراة لوضعه في حصص مكثفة لإنزاله وزنه، فحضور منتخب المغرب بفرنسا كان له طعمه الخاص في التحضيرات السرية التي يقرأها عادة جواسيس المجموعة، ولكن أبرز ما سيكون عليه منتخب المغرب هو التحضير الإستراتيجي للمباراة بقراءة خاصة للومير، أي أن الأخير معني ليس باختيار رجال المباراة، بل بقراءة مضامين وتفاصيل الخصم الطوغولي من خلال شريط الفيديو الأخير في مباراته التي خسرها بالثلاثية وكاد أن يخسر بحصة ساحقة، ومن خلال تقرير الموفد مصطفى الحداوي إلى ليبروفيل لإعداد كل التفاصيل الفنية للمباراة وبخاصة منها منتخب الطوغو الذي سيتخلف عنه المهاجمان توماس دوسوفي وإيمانويل أديبايور أولا، دون القراءة الإضافية لمعطيات الخسارة الطوغولية كما قرأها الإعلام الطوغولي في سياق تحاليلنا السابقة، أي ما هي الدوافع الجوهرية لخسارة الطوغو في نظر المحللين الطوغوليين؟ وهذا هو بيت القصيد الذي يهمني أساسا في قراءة الخصم، وكيف نفوز عليه في ظل المشاكل التي يعيشها أصلا في محيط المنتخب، وحتى اختيارات المدرب جان تيسان البلجيكي الرأس المتهمة بالخسارة أمام الغابون· وستجدون رفقة هذا الموضوع، تحليلا إضافيا عن منتخب الطوغو لتقريب القارئ الكريم من نوايا كل الأطراف· الطوغو·· ليست فريسة سهلة حتى وإن قال الحداوي أن منتخب الطوغو سهل التجاوز في كل معايره، وكاد يخسر بأكثر من الحصة التي هزم بها، فلن أثق مطلقا بالكرة على الإطلاق، لأن الطوغو الذي خسر بقوة أمام الغابون، قد لا يخسر ثانية بمثل ما أومن به تلقائيا عندما يرحل أي فريق مرتين خارج أرضه أو يستقبل مرتين داخل أرضه، وعندما خسر الطوغو برقم ثقيل، أكيد أنه استرد نفسه وقرأ خسارته ليصحح أخطاءه أمام المغرب، وأكيد أنه قادم من أجل الحصار الدفاعي لنيل نقطة لا غير تمنحه تزكية قوية في السباق عكس التعادل الذي لا يخدم المغرب مطلقا·· وهنا يجب على لومير وفتحي جمال قراءة هذا الجانب الخفي الذي سيأتي من أجله الطوغو لانتزاع نقطة الذهب، وقراءة الحلول الممكنة للسطو على الدفاع الطوغو المهزوز، وبرجالات غير معروفة في روزنامة التغيير الذي سيحدثه المدرب البلجيكي جان تيسان وسطيا وهجوميا لسد فراغ المهاجمين الموقوفين·· وإلى هنا لا بد من توخي الحذر اللازم عكس الإسترخاء والإستهتار والإستخفاف والتي قتل أحلام المغرب أمام الغابون· الهجوم الناري هو لقاء مفروض فيه أن يكون المنتخب المغربي سيد الموقف والسيطرة والهجوم والإحتكار الأكبر للكرة، ومفروض فيه أن يكون الدفاع عاقلا بقوة عض العشب، لا اللعب بالنار والتمرير الخاطئ والقاتل، ومفروض فيه أن يكون مساندا بوسط ارتداد غاية في القناعة والإقناع والدعم، ومفروض فيه أن يكون الهجوم سيد الأمسية لثقل المسؤولية بحثا عن أقوى اللحظات التهديفية· وربما قد يلعب لومير على وتر الشريط العام للقاء الغابون والطوغو، لكون الأخير سيلعب بشكل مختلف عن الخسارة برغم التغييرات التي سيحدثها جان تيسان على المجموعة في جوانبها الدفاعية والهجومية· ولن يخرج لومير عن الوجوه البشرية التي اعتمدها بالكاميرون، إذ سيلعب بالحارس الإستراتيجي نادر لمياغري الذي قدم أروع لقاءاته مع الأسود، وسيعتمد باحتمالات قوية على وضع كل من القادوري وبصير كظهيرين، ومتوسط دفاعي مشكل من أمين الرباطي والمهدي بنعطية (هذا إذا لم يحصل أي تغيير أمام إصابة الرباطي الخفيفة في اليد)، ورجل ارتداد واحد قد يكون الأحمدي مع تقديم كل من خرجة وزمامة (أو شافني) في البناء الهجومي، ووضع مثلت هجومي حجي كظهير أيمن، وباها كقلب هجوم، والحمداوي في الجهة اليسرى أي بشاكلة 4/1/2/3 الهجومية، ما يعني أن الوجوه المذكورة تبقى قائمة في باب الإحتمالات إذا لم يصب أي طرف، فضلا عن وضع العلاوي وعبد الصمد والمنقاري، في الحالات الإستثنائية وفق ما بنى عليه لومير اجتهاداته في المباراة الودية والتدريبية أمام نادي مورلي الفرنسي من الهواة· لذلك ما نأمله هو قراءة الخصم جيدا بأوضاعه واستراتيجيته البنائية والدفاعية مع تحضير القتالية والروح الوطنية العالية لكسب المباراة بفوزها ورقمها التهديفي المفروض طرحه في سباق التكافؤ مع الغابون· مواجهات عبر التاريخ 1979 بالمحمدية: المغرب - الطوغو : 70 (إقصائيات كأس إفريقيا 80) بلومي: الطوغو - المغرب : 21 (إقصائيات كأس إفريقيا 80) 1997 بالرباط : المغرب - الطوغو : 30 (مباراة ودية) 1999 بلومي: الطوغو - المغرب : 23 (إقصائيات كأس إفريقيا 2000) بالرباط: المغرب - الطوغو : 11 (إقصائيات كأس إفريقيا 2000) 2005 بفرنسا : المغرب - الطوغو : 01 (مباراة ودية)·