مازالت ردود فعل خسارة المنتخب المغربي أمام الغابون تصلني تباعا عبر بريدي الإلكتروني بقراءات مختلفة وتصورات يرى فيها القارئ الكريم جزءا من التغيير الجذري المنضاف إلى الطاقم التقني·· وأجدني بعد كل القراءات المستوفية مختصرا لكل المسافات المتباينة في الرأي على أن ما قدمناه كإعلاميين من تحليلات واجتهادات تصب في ذات الإتجاه مع متغيرات بسيطة في الإختيارات البشرية قبل أن يكون المسؤول الأول عنها هو روجي لومير ومساعده فتحي جمال الذي هو أساسا المدرب الأول للمنتخب المغربي بعد الإشراف العام لروجي لومير· ولن أعود إلى جحيم المأساة التي يتحملها الطاقم الفني في نظري، لأني كنت ومازلت مقتنعا بأن من خسر أصلا ليس هو المنتخب المغربي، بل المغرب عامة، ومن أفرط في الخسارة هو استهجان لومير وجمال بالمرحلة والخصم، وزمن اللقاء، وسوء القراءة الكبيرة للخصم، وعدم القراءة الجدية لزمن خسارة الكاميرون القبلية للقاء المغرب والغابون، ولن أعود إلى هذه الحرقة الطبيعية لأن لومير وجمال فشلا معا في سوء تدبير حتى الهزيمة ما بين الشوطين كإعادة ثانية لقراءاتي الخاصة·· وكما قلت في أكثر من تحليل أن المدرب الناجح في نظري هو من يقلب هزيمته من بعيد إلى نصر كبير·· ولومير وجمال لم يقلبا ذلك، وفشلا في التجربة الرسمية أمام فريق صغير كبر منذ ثلاث سنوات، وتعاملنا معه بالسداسية في عهد فاخر، دون أن يتعاملا معه عندما فاز على غانا، وحضر معسكراته بتعادل تهديفي أمام غينيا (33) بفرنسا حديثا· ولن أعود إلى هذه الحرقة الطبيعية إلا من باب دخول الجامعة الجديدة قوة الصد والرد حول الإستحقاقات المقبلة بكامل الثقة والفاعلية لقراءة طرق التأهل التاريخي في أقوى لحظاته الممكنة، إذ الفوز على الكاميرون وكل المحطات القادمة يستلزم كومندو مقاتل ومحارب بمثل عزل جدار برلين الصارخ·· والكاميرون والطوغو وحتى الغابون، هي جدارات قوية وصارخة لا يمكن هزمها بأرضها تباعا إلا إذا كان لها مدرب كبير وكبير يعرف كيف يقلب الإقصاء المبكر إلى تأهل خرافي، وكان لها منتخب يحمل في قرارته قوة النية والثقة بالنصر لا التكثلات والسماسرة·· و·· و·· وجامعة قوية متربصة لما يمكن أن يحاك ضد المغرب في النزالات المقبلة، وأهمها منتخب عيسى حياتو·· ما يعني أن لومير وجمال ودفاعنا هم جميعا من وضعوا المنتخب في المأزق، وعليهم أن يخرجوه من الورطة الحقيقية إذا هم أرادوا التأهل·· وعليهم أن يفوزوا على الكاميرون إن كانوا فعلا مدربين كبار· وعندما قرأ الغابون بآلان جيريس منتخب المغرب جيدا وحرص على نهش دفاعه بالثقة الوفية للقراءة الفنية·· بكون لومير قد نام على الفشل المسبق، وربما قد لا ينام على هذه الصفة لأنه تعلم أن المغاربة يفهمون الكرة >وعاقوا< بشيخوخته·· وربما يعود من الآن لقراءة خصمه الكاميرون بداية من خسارته أمام الطوغو، أي كيف خسر؟ وكيف لعب؟ ومن قوى نجومه؟ ومن هم الغائبون؟ وكيف يلعب حتى داخل أرضه في شرائط إستقباله؟ وعندما يقرأ لومير كيف يفوز على الكاميرون من الآن، يدرك أن الفوز يأتي بكل الأسلحة البشرية والتكتيكية، إذ الإعتماد على أمين الرباطي والعرايشي وقادوري سيشكل قيمة مضافة لدقات قلب سريعة وقاتلة·· بينما الكوماندو القتالي يبرز باختيار بشري مؤهل لإفريقيا جديا في الدفاع (2/5/3) وادو وطلال والعليوي كمثلث وبصير في الممر الأيمن، وخرجة في الممر الأيسر والأحمدي وشافني (أو هرماش) في وسط الإرتداد والحمداوي في الوسط الهجومي، وبوصوفة والشماخ في الخط الهجومي·· ما يعني أن الدفاع المثلث يغطي كل المساحات بتقارب نسبي للأحمدي وشافني لتغطية كل الثغرات مع رصد حركة البناء وقت الضرورة·· وهذه الإختيارات في نظري تبدو خالصة حاليا دون النظر في ما يمكن أن يخفيه القدر من إصابات، وربما يكون الفريق الوطني القادم مختارا بطرق أخرى أكثر جدية من الزمالة و>باك صاحبي<، إذ القميص الوطني يمثل شعار دولة لا شعار اللعب بمشاعر الملايين، وبإمكان من يعتبرون أنفسهم أساسيين بمثل تعنث لومير في لقاء الغابون، وتلاه بعدها ثقته لنفس الأشخاص بالدفاع، أن يلعبوا لفرقهم دون التفكير في المنتخب على الإطلاق، ودخولهم في اللقاءات المقبلة سيواصل ذات الرهبة المخيفة لمرضى القلب·· وأعتقد أن الرسالة وصلت إلى من يختار المنتخب بشكل إنفرادي أو ثنائي أو جماعي ضاغط من لوبي السماسرة·