وإن داهمتنا الأيام والأحداث بمحن الكتابة والبحث عن موارد الخبر والتحليل والرأي والنقد وغير ذلك من أخلاقيات المهنة ومتاعبها طيلة كل سنة يرتقي فيها القارئ بفكره ونموه وعقله إلى إعالي صاحبة الجلالة بميزة القرب والعشق الدائم·· فلن ننسى أبدا ذكرى العبور المستمر مع قرائنا في خريطة الكرة الأرضية، ولن ننسى اجتهادهم في الرأي والنقد والملاحظة والإقتراح إن بالرسائل البريدية أو الإلكترونية أو الهاتفية، ولن ننسى أن ما بعد الوطن الحبيب قراء مغاربة وعرب يراسلوننا في أقوى اللحظات والأحداث أمام ضغط الكتابة، ولن ننسى أن موقع المنتخب على الأنترنيت فتح عالما كبيرا للمغاربة في المعمور، وقدم الولادة الرياضية في أزهى تجلياتها لتقريب الجاليات من كل الوقائع والحصائل الرياضية، وأعطى الوجه العام لأكبر صحيفة مغربية متخصصة رياضيا بإحترافية في كل شيء على غير الحقد الذي يداهمنا كل مرة من زملاء أرادوا فعلا حضورهم على ظهر أقلامنا، رغم أن من أقحم في مجال الإعلام الرياضي في بعض الصحف هم نقلة أخبار وبارعون في كل شيء إلا الخلق والإبداع الذي يشكل عندهم صناعة إسم بقدر ما يصنع لديهم، نقل ونسخ إجتهاد الآخر·· ولن يهمني على الإطلاق هذا الرعيل الجديد من الناسخين، بقدر ما يهمني ماذا علمتنا خبرة >المنتخب< لزمن أقل ما يقال عنه اليوم حضور أمين المجدوبي الصحفي الناشئ بالمنتخب ذو الأربعة وعشرين عاما، ومنعم بلمقدم ذو التسعة وعشرين عاما، وهما معا من جيل الجريدة التي ولدوا قبلها بسنوات قليلة ليصبحوا داخلها عنوان حب، وعنوان خبرة، وعنوان المدرسة التي ترحب بكل الأجيال، وعنوان الموقع الذي رحب بهم وبلغتهم ورصيدهم الرياضي، وتكوينهم السريع على غير ما كنت عليه شخصيا قبل 22 سنة من التأسيس، ما يعني أنني برغم أقدميتي لست محظوظا مثل أمين ومنعم في الجيل والزمن واختلاف الأحداث وسرعة التكنولوجيا الحديثة التي لم تكن قبل تأسيس "المنتخب" متوفرة، ما يعني أيضا جيل المنتخب الحالي، حفظ لغة صناع "المنتخب"، وتشبع بأنماط كبيرة من الآراء الحصيفة والمختلفة لغويا، وتعززت لديه القدرة على الإستجابة السريعة بأنماط التحليل والرأي والعمود والخبر النزيه المصداقي إلى غير ذلك من أوتوماتيزمات الصحافة المكتوبة التي يتغذى منها الصحفي بالتلفزة والراديو مجهودا متوفرا دون أن يتعبه مطلقا، ما يعني أن "المنتخب" في دائرة الإعلام المغربي هي مرجع قوي للكل وليس لجزء من الصحافة·· وهذا ما لا يعجب بعض من الصحفيين ويحقدون على "المنتخب" لريادتها وحضورها بأكثر تلفزات المغرب والعرب، وحتى حضور أقلامها بمجلات ومواقع رياضية خاصة· ولن أكون ضاغطا على القارئ بهذه الصراحة التي أقرها شخصيا، لأني ما تعلمت أن أكذب على أي قارئ في عمودي النابع من "شمس الحقيقة" المنقول بالإسم في إحدى الجرائد، وهو عمود مخالف للكل وللجميع، وعمود يقاتل الوضاعة وينتقذ على الطريقة التي انساق معها كناقد وليس كمداح ينام على وسائد الإكراميات· لن أكون ضاغطا على القارئ الكريم، لأننا داخل "المنتخب" تربينا على ثقافة احترام الكل مهما حقدوا علينا، وتربينا على مداد نشتريه بعرق جهدنا، وتربينا على الأكل في مائدة واحدة كل ثلاثاء وجمعة، وتربينا على روح الجماعة، والقتال مع الكلمة، كل له أسلوبه وقراؤه وعشاقه، وكل له مزاجه وأعصابه وهدوءه وانفعاله مثل انفعال الزميل الأخ بدر الدين الذي لا يرحم في الصحافة كمهنة للنبلاء والأشراف، ومثل هدوء وطبع الزميل بدري الرجل الذي يغزو قلوب قرائه ومشاهديه، وهكذا دواليك من الصفات والنجومية التي لا يعطيها الله تبارك وتعالى إلا لمن يشاء· لن أضغط على قرائنا الكرام، لأننا كنا وسنبقى أقرب جسر لهم، ومحطة قرب وعبور خاص عبر كل زمان ومكان القادم من أيام الله·· ولن نبارك لأنفسنا بجيل حبلى بالمفاجآت العملاقة، فقط نبارك لقرائنا حبهم واحتضانهم لنا، ونأمل أن نواصل الرسالة بذات الإحترام، وليس بالأبهة والعظمة·· لأن العظمة هي للواحد الأحد فقط·