كنت أعرف عادة أنه قبل حضور المنتخب المغربي في أي مجموعة وأمام أي خصم كان، لابد من وضع استراتيجية إعلامية خاصة لتقريب القارئ الكريم من نوايا وهوية الخصم قبل أن نحلل فريقنا الوطني·· و"المنتخب" كانت ولازلت مختصة في هذا الجانب الفني والتقني مثلما يتفاعل به مدرب الفريق الوطني أو مساعده، ولم تكن يوما مغيبة لأقرب معلومة عن المجهول في ظل التكنولوجيا الحديثة وحضور الأنترنيت كقرية عالمية موجودة في بيتك·· وقبل لقاء المغرب والغابون خاصة، كنت أتحدث مع زميلي بدرالدين حول تقريب الجمهور المغربي من ملف الغابون كمنتخب، وإعداد كل الحيثيات الصغيرة والكبيرة بمحيطه العام عله يكون أولا كفائدة مقربة للجمهور المغربي، وثانيا كورقة سرية وفنية مهداة لروجي لومير ومساعده فتحي جمال علهما يربحان جزئيات إضافية من المعلومات التكتيكية والتوظيفية، وحتى نقط القوة والضعف وقراءة ما يفكر به آلان جيريس· ولا أنكر أنني تبنيت شخصيا هذه الجاسوسية مدة ثلاثة أسابيع من تجميع الأخبار والمعلومات الشحيحة بالمواقع الإلكترونية والصحف الغابونية فضلا عن متابعة محترفيهم بكافة الدول الأوروبية، كما أن انفراد الزميل بدر الدين بمحاورة آلان جيريس في صفحة كاملة، كان أيضا جاسوسية قوية منحت القراءات المختلفة لعقل ونوايا آلان جيريس، لدرجة ربحنا خلالها نصف المشوار المعرفي بهيكل المنتخب الغابوني والربع الآخر من عقل آلان جيريس ليبقى الربع الأخير لروجي ومساعده جمال لربح المرحلة·· وقتها كانت >المنتخب< الجريدة الأولى في المغرب والأولى في تحذير لومير بالكثير من المعطيات التي قربتها إليه بكامل الإجتهاد، وبدون عقد مع الجامعةو لأن تعاقدنا الأساسي هو مع القارئ، ومع مصداقية وطنيتنا، وروح النصر الذي نؤمن به دائما· لا أنكر مطلقا أنني تعاملت مع ملف الغابون وكأنني مدرب ولاعب ومنظر، كما لا أنكر أن حوار الزميل بدر مع آلان جيريس كان قنبلة إعلامية لم يتوصل إليها أي جهاز إعلامي يومي ومختص للنشر والسبق كهدف استراتيجي مربوح في النوايا والقراءات كما قلت، ولكن لومير لم يقرأ >المنتخب< لأنها جريدة عربية، كما لم يقرأ فتحي جمال >المنتخب< التي كانت ولازالت تدعم الأطر المغربية، ولم يجرأ على ترجمة ما كتبناه للومير أو حتى للإستشارة فيما أبدته الجريدة من توقعات وقراءات مختلفة لما سيرصده آلان جيريس على أرض الواقع·· ولو كان فاخر أو الزاكي لاستشارا جيدا في قيمة ما تعمل عليه المنتخب كأداة إعلامية أولا، وأداة خبرة بالميدان لأنها ممارسة للكرة قبل القلم، لذلك اختنقت جديا أمام الهزيمة، وقلت لبدر بالحرف : >لقد قدمنا كل شيء عن الغابون للومير وفتحي جمال، مثلما قدم رأفت الهجان تقريرا مشفرا للمخابرات المصرية أن إسرائيل ستضرب مصر في حرب 1967··<· هل هذا هو لومير وفتحي جمال اللذين نأمل منهما تأهيل المغرب للمونديال؟ هل هذا هو المدرب الذي يقول أنه لم يكن يعرف أن آلان جيريس سيخطط للمرتدات، هو واحد من أشهر مدربي العالم؟ صدقوني إن >المنتخب< قدمت أسهل وسيلة إخبار وتحليل وحوار جيريس إلى لومير عله ينجح في قراءة أصغر الجزئيات للمنتخب الغابوني·· وصدقوني أن لومير هو من استهان بالغابون لأنه لم يقرأ جيدا صغار 18 محترفا أتوا من ظل أندية غير معروفة عالميا بأوروبا بمثل أنجي وديجون بالدوري الفرنسي الثاني وأندية جيورجيا وتركيا ومقدونيا···و·····و···· ولم يقرأ أي شيء عن الغابون كما لم يقرأ أيضا مواطنه آلان جيريس إلا بالإستهانة، وأنه صغير بحجمه وأرشيفه كمدرب، لكن كان كبيرا مع منتخب بلاده أكثر من روجي لومير· صدقوني أن المدرب الذي لا يقرأ خصمه هو مدرب فاشل، منقوص في الخبرة حتى ولو كان لومير صاحب إنجازات· وصدقوني أنه في الملاكمة لا يمكن أن يربح ملاكم ما خصمه من دون أن يعرف نواقصه ومواطن قوته برؤية فنية للمدربين·· ولومير يقرأ أسود المغرب بنوايا مغلوطة دون أن يقرأ الغابون جميلة وتفصيلا·· وأعتقد أنه أكبر إنذار يوجه للومير إن هو لم يقرأ من الآن الكاميرون وكيف سيربحه بأرضه إن هو هيأ من الآن أرضية لمتابعة نجوم الكاميرون ومدربه وخطته واستراتيجية· وصدقوني أننا سنواصل رحلة كل القراءات الخاصة بالخصوم لتكون قدوة للمتابعة الجماهيرية·