الطوسي الفاشل لم يتأخر هواة ركوب الموج وأصحاب «ثلاثة وضامة» في الركوب على موج إبن العقيد العلام الذي رحل لتونس محشورا ضمن زمرة الفاشلين وعاد مرتديا قبعة «السوبرمان» العجيب. لم تنفع مرافعة غيرتس ودعوته للهدنة والسلم في ندوة الصخيرات وهو يحاول فتح صفحة جديدة مع الأطر الوطنية برسالة واضحة هذه المرة، تختلف عن رسالته التي ابتلعتها علبة ماندوزا الصوتية ولم تبلغها لأبناء الودادية.. حمل غيرتس المسؤولية تارة لفرنسيته الركيكة التي أخطأت المقصود وأحيانا أخرى لترجمة وقحة تتلاعب بلغة الضاد وتورط المستوجبين تحت مظلة إسمها «بتصرف».. كما في مناظرة الصخيرات وزلزالها العنيف الذي وضع البيض الفاسد كله في سلة واحدة واستثنى «إلا من رحم ربي» يصر المدربون المغاربة كلهم هذه المرة أيضا على أن يكون كل واحد منهم من فئة «إلا» ويطالبون غيرتس تحديد المعني بكلمة الفاشل بالإسم والصفة على الرغم من كون الرجل أقسم أنه نزه الجميع عن هذه المذمة.. أنصر أخاك ظالما أم «سوبرا» قادت بعض الأطر لاستغلال تتويج الطوسي برادس ليؤكدوا أن المدرب المغربي بألف خير، ولتفرز بعدها مقارنات لا يجوز معها أي قياس بين فتاوي غيرتس لمحترفيه الذين تلاعب بهم النسر التونسي لمساكني، ووصايا الطوسي لمحاربيه المحليين والتي حملت النمر لابتلاع هذا النسر داخل وكره المنحوس المسمى «رادس». نكاد نجمع كلنا على أن غيرتس ليس بالغباء الذي يجعله يصف الطوسي مثلا بالفاشل، وهو يعلم أنه مدرب فريق صديقه العلمي الذي تسيد إفريقيا بالطول كما بالعرض، لذلك عاد في ندوته قبل لقاء بوركينافاصو ليقدم التهنئة له على لقب السوبر، وهي رسالة أخرى مررها الناخب الوطني في شخص الطوسي لبقية الأطر الوطنية على أنه لا يحمل ضغينة لمدرب محلل كان أم محرم؟ عملية التهييج وقابلية بعض الأطر الوطنية لأن تأخذهم «السعرة» بعيدا، أفرزت وضعا شاذا جعلهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لتقييم كلمة «الفاشل» التي وردت على لسان غيرتس حتى وإن عاد لينفيها، هو ما جعل الطوسي ينسى مدلول التتويج وإحاطته بالرعاية اللازمة التي يستحقها، ليؤكد في حواراته التي أعقبت الملحمة برادس على أنه رد على كل من وصف إخوانه في الحرفة بالفاشلين.. لم يكن الطوسي يحتاج لشهادة الكفاءة من تونس عبر لقاء الترجي ليخرج من زمرة الفاشلين، كما لم يكن بحاجة لأن يتحصل على لقب ثالث في ظرف 3 أشهر ليقدم لغيرتس وغيره كشفا بالقيمة والأهلية.. جميعنا يعرف أن إبن سيدي قاسم نقش إسمه ضمن خانة المتفوقين القلائل من المدربين المغاربة، ومن ينبش في تفاصيل زلة لسان قد يكون غيرتس قد سقط فيها بالفعل، سيكون كمن يوقد الجمر الراقد تحت الرماد وبعدها النار ستشوي الجميع بما فيهم المنتخب الوطني.. في إسبانيا يقدم مورينيو نهاية كل أسبوع تصاريح من نار تارة يصف بيرسادو بالغبي وأحيانا يرمي غوارديولا بلهيب السخرية، يصر المدرب البرتغالي على أن يكون عازف الليل الذي يجبر الجميع على التركيز مع مواله حتى ولو كانت به نوطة نشاز.. هناك لا تتحرك الودادية لإدانة مدرب يجعل من التصاريح حربا مشروعة لزعزعة معترك الخصوم، ويقف ديلبوسكي موقف اعتدال، وحده كرويف من يلبس قبعة المحامي للرد على صلافة إبن الماديرا الذي لا يرسم لنفسه خطوطا حمراء. لو صدق وقال غيرتس أن هناك مدربين فاشلين، فهل نقل له أحدهم أن هناك من وصفه بالمعتوه وآخرون بالمريض وآخرون رفعوا عنه القلم واتهموه بالجنون؟ تهنئة غيرتس للطوسي تجعل من مدرب الماص الرمز الذي يدخل ضمن خانة «إلا»، وكل واحد راجع سجله الحافل ونهج سيرته ووجدها تطابق ما حققه إبن سيدي قاسم فهو من المبشرين أما غير ذلك « فالخبار فراسهوم»..