إقصاء عالمي وإهانة علمي جنة جنة.. مغرب يا وطنا.. بلد يا حبيب.. يا بوتراب طيب.. هكذا تغنى ذات يوم غيرتس بالمغرب الفردوس المفقود الذي وجده في انتظاره وهو يفتح فمه عند صحافة فرنسا كلما رغب في التثاؤب بعيدا عن صحافة مغربية تقرفه، تزعجه ويتفنن في إهانة أفرادها.. جنة إعتقد أنه سيأكل فيها التفاح والحلوى ويتذوق الشراب السائغ ولا يطرد منها مهما أخطأ ومهما تعرت سوءاته، لأنه محصن بعقد عالمي وب «كارط بلانش» مكنه من أختامه رئيس الجامعة يوم قدمه للمغاربة في قاعة الندوات بالصخيرات. الآن وبعد أن سرقتنا السكين واندمل قليل من الجرح بعد فضيحة ليبروفيل يسعنا أن نفتح الدفاتر مع غيرتس الذي قدمه الوزير السابق ورئيس الجامعة الحالية في صورة الفاتح المبين والذوق الذي سيمسك في يديه الصولجان ليغزو كل إفريقيا دار دار وزنكة زنكة، وحكموا على شعب بأكمله بانتظار 9 أشهر كاملة من العطالة الكروية في ولادة قيصرية كان لزاما أن تنجب في نهاية المطاف مولودا مشوها. 9 أشهر والجميع يتطلع لفك فزورة المدرب المبشر به من منصف وعلي لإخراجنا من الظلال الكروي ومن التيه لنور الإنجازات، وليؤكدا أن الوافد الجديد هو مدرب عالمي الشكل والمضمون سيصلح ما أفسده مومن والحواري وسيعيد رأب جدار بيت نخره السوس وعرين استباحته كل وحوش إفريقيا من نسورها حتى سناجبها. غيرتس تلاعب بمشاعرنا كما ينبغي وله الحق في ذلك، لأنه طبق في حقنا يا أمة ضحكت من جهلها الأمم، بعدما وجد في فرحنا المجنون بتأهل جد عادي لحدث إفريقي حضرناه قبله في 13 مناسبة ما حرضه على التمادي، لأننا أنزلنا سقف الأحلام دركا أسفل وجعلنا من مجرد الوصول للغابون سدرة المنتهى. غيرتس كاذب في وعوده كما هو كاذب حين يقدم الفتوى ويتجاهلها، وإليكم بعضا من فصول نكات حامضة مروية بلسان البلجيكي: - وعد بالفوز في عناية وجزم يقينا بأنه سيردع بنشيخة بقواعده قبل أن يعود حسيرا من الجزائر مدركا أنه بصدد مواجهة محاربين وليس القادسية والتعاون والهومنمن. - أليس هو من وعد شعب الكرة بالعودة غانما بكأس إفريقيا مروضا كل حيواناتها ، قبل أن ينقبه نسر تونس و يفتك به فهد الغابون ؟ - أليس هو من أكد في آخر خرجاته أنه قدم ضمانات لجهات عليا في البلاد بالتتويج الإفريقي وسيكسب رهانه لأنه عالمي الماركة ولأنه وحده من يفهم الكرة؟ - أليس هو من قال بأنه لن يقبل بلاعب عاطل ضمن مجموعته قبل أن يحشد فيلقا من المفلسين بالتركيبة؟ - أليس هو من فضل ماربيا للإعداد والإستجمام وكل المآرب الأخرى، وخوض لقاءات ودية أمام فرق صف رابع بأوروبا وحين سئل عن دواعي الإختيار حسم بأنها آخر صيحات علم الكرة التي نجهلها وجاء ليعلمنا كيف تدور؟ - أليس هو من نفخ جلده أعضاء جامعيون حولوه لخليل حميم، فأصبح عصيا على الترويض رافضا النزول للأرض ونسف صدره المنفوخ؟ - أليس هو من وقع بخنصره وبنصره عقد أهداف يلزمه بالتواجد ضمن مربع الكبار بإفريقيا، حتى قبل أن تقصى مصر والكامرون وكل الكبار، ليعري باقي الصغار عن كثير من عوراته الفنية؟ باختصار، وبعد أن مارست الجامعة معنا دروسا في محو الأمية، حين قدمت لنا غيرتس بقبعة العالمي في تصنيف من صنعها الخاص، وبعد كل المبالغ الباهظة التي امتصها هذا الفلاماني دون تتويج يليق بالسيولة التي تأرجحت بين سويسرا والبورصة وبالعملة الصعبة، وبعد كل هذه الهلوسة والهذيان للبلجيكي ودخوله وخروجه في الهضرة.. يحق لنا تسمية هذا الإقصاء بالعالمي أيضا، والفضيحة بالعالمية لأنها أهانت العلم المغربي في محفل له إشعاعه في زمن الحراك الكبير.. أمام هذه الفورة الغابونية «خاصنا نتحاسبو» كما علمنا إياها المثل، بعيدا عن لغة الأوراش وكل الكلام المرصع الآخر.. هذا ما يريده الشعب.