الأمير والشيخ والوزير كان الله في عون عبد الرحمن بن مساعف رئيس الهلال السعودي بعد الخروج المهين من كأس آسيا. لم يعرف الأمير إيش يسوِّي وهو يفقد حلمين في ليلة واحدة: حلم الوصول إلى العالمية، وحلم الإبقاء على إيريك غيرتس مدربا لفريقه. لقد أعلن هو نفسه في تصريحات ما بعد المباراة بصوت مبحوح وكلمات دامعة بأن فراق الشيخ للأمير سيكون يوم 14 نونبر، أي قبل يوم واحد من التاريخ الذي أعلنه الوزير منصف بلخياط موعدا نهائيا لقدوم غيرتس إلى المغرب. وهذا ما جعل المغاربة ينظرون إلى وزير الشباب والرياضة باحترام كبير. لقد كان معظمهم يشك في أن يفي الوزير بهذا الموعد. فلم تكن لهم ثقة في كل ما يعد به، ولا نية في أن يصدقوا كل ما يعلن عنه. أولا، لأنه وزير، والوزراء في دول العالم الثالث لا ينجحون غالبا في اختبارات الكشف عن الكذب. وثانيا، لأن المغاربة تعودوا على أن يروا منجزات الوزراء في التصريحات والخطب فقط، ولا يجدونها على أرض الواقع. من هنا، يكون حضور غيرتس في الموعد الذي حدده بلخياط إنجازا بطوليا غير مسبوق لوزير مغربي يستحق أن يوصف فيه وزير الشباب والرياضة بأنه وزير الكلْمة بلا منازع. باغي تقول منصف بلخياط هو اللي عندو الكلْمة في الحكومة؟ ومالك؟ راه قْلال الوُزارَا اللِّي يعْطيوا الْكَلْمة في هَادْ الزْمَان، ويفِيوْا بها. أشار الأمير عبد الرحمن بن مساعف إلى دور المغاربة في إقصاء الهلال السعودي من منافسات كأس آسيا. ويقصد بالمغاربة ليس فقط أولئك المسؤولين الذين سربوا خبر تعاقد الجامعة الملكية لكرة القدم مع الشيخ إيريك غيرتس ضدا على اتفاق سابق بينهم يقضي بالتكتم على الخبر حتى نهاية البطولة الأسيوية، بل إلى الذين ظلوا طيلة الأيام الأخيرة يؤكدون أن غيرتس جاي جاي يوم 15 نونبر، واللي بغى يتيق يتيق، واللي ما بغاش، يصطح راسو مع شي حيط. طبعا، اعتبر الأمير مثل هذا الاندفاع في الإعلان عن قرب موعد رحيل غيرتس عن الهلال تشويشا عصف بأذهان اللاعبين، فأفقدهم التركيز طيلة استعدادهم لمباراة إياب نصف النهاية. لهذا أبدى الأمير أسفه من كون المسؤولين المغاربة لم يراعوا هذه المسألة وهم في كل مرة يعلنون أن الشيخ غيرتس قادم لا محالة. ولم يحترموا الكلْمة التي أعطاها المغاربة لإخوانهم السعوديين بأن يظل قدوم غيرتس سرا حتى تنتهي منافسات عصبة أبطال آسيا. ويبدو أن الأمير الحزين يقصد من المسؤولين الوزير منصف بلخياط تحديدا حين كالو فمو، ورفع شعار: «غيرتس أو لا أحد». فعلا الوزير ديالنا بحال الميريكان. قال لينا غيرتس غادي يجي صحة، غادي يجي صحة. يا ودي، راه كانوا متافقين مع السواعدة، بلي غيرتس غادي يجي، غير الوزير زاد عليها تخراج العينين. ياك السواعدة كانوا غادين يرفعوا علينا دعوى عند الفيفا، علاش رجعوا اللور؟ الله يهديك، إيلا جينا حتى حنا نرفعوا الدعاوي القضائية على السواعدة اللي كيجيوا لعندنا، خاصنا معاهم محكمة دولية خاصة. الحمد لله أن الأمور لم تسر في الاتجاه الذي رسمته تصريحات السعوديين حين هددوا بمقاضاة المسؤولين المغاربة. طبعا، قيل إن السبب هو عدم الرغبة في توقيف الشيخ غيرتس لعامين، وحفاظا على الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين. لكن سبب تراجعهم أمر آخر. ومهما كانت الأسباب، فإن مسلسل غيرتس وصل إلى حلقته الأخيرة. وكانت النهاية تعيسة بالنسبة للسعوديين، وسعيدة بالنسبة للمغاربة. غير أن هذه السعادة لا ينبغي أن تنسينا ما فعله المسؤولون بنا طيلة هذه الشهور البئيسة. لا ينبغي أن ننسى أن منتخبنا تجمد نشاطه تسعة أشهر، وأننا رفضنا تعيين الزاكي بادو بدون مبرر معقول إلى حد الساعة، وأننا تعاقدنا مع مدرب ملتزم مع فريق آخر، وأننا تحملنا تصريحات السعوديين التي نظرت إلينا باستعلاء طيلة هذه المدة... مجيء الشيخ غيرتس يوم 15 نونبر لا يمنعنا من أن نعلن أن تعيين مدرب للمنتخب الوطني ليس حدثا كبيرا ولو كان الإسم هو غيرتس، فقد كان لنا هنري ميشيل وفيليب تروسيي وروجي لومير.... مجيء غيريتس لا يمنعنا من أن نعلن أن التأهل إلى كأس إفريقيا وكأس العالم حتى ليس إنجازا خارقا، لأننا فعلناها مرارا... واش غيرتس غادين نديوا معاه كأس إفريقيا، ونوصلوا معاه للدومي فينال ديال كاس العالم؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فالمدرب ماندوزا فيه البركة. أيها المغاربة، لا ينبغي في أن نغتر بحلاوة اللسان التي وهبها الله لوزير الشباب والرياضة، لأننا نعرف أنه أفضل من يبرر خيبات الجامعة، وخير من يدافع عن أخطائها. ولو كان منصف بلخياط ناطقا رسميا باسم الحكومة، لأراحها من اعتصامات المعطلين، واحتجاجات المتظاهرين... ولارتفعت شعبية الوزير الأول عباس الفاسي إلى أكثر من عشرة في المائة على الأقل. خليك أخويا غير في الكورة، وبعّد لينا من السياسة. علاه هاد الشي ديال الميريكان اللي كيدير بلخياط ماشي سياسة؟ مالو آش دار؟ إيوا شوف آش طرا للكرتيلي في الخميسات، وتفكّر آش طْرا لصدام في العراق.
نافذة راه قْلال الوُزارَا اللِّي يعْطيوا الْكَلْمة في هَادْ الزْمَان، ويفِيوْا بها