حيّح مزيان لم يستفق كثير منا من صدمة السبت الماضي. لقد شعرنا جميعا بالخديعة الكبرى. خمس وتسعون دقيقة ضد إفريقيا الوسطى كانت كافية لنكتشف فيها أن المسؤولين خدعونا. خدعونا حين تركونا بدون منتخب بدعوى أن الجامعة الملكية لكرة القدم اكتشفت فجأة بأنها حامل وتترقب ميلاد منتخب وطني جديد. ولكن خاصها 9 شهر عاد تبلزو. تسعة أشهر كنا خلالها حزينين لأننا لا نملك منتخبا يمارس كرة القدم، ولكننا في نفس الوقت غير يائسين. لأن الأمل في ميلاد منتخب جديد وعندو النفس كما بشرنا بذلك الرئيس والوزير جعلنا نصبر ونتحمل هبال الجامعة حتى يفك الله وحايلها على خير. عشنا معها المعاناة، من اللي بدات توحّم حتى شدها الوجع نهار السبت في الرباط. جاها الوحم صعيب. فقد توحّمت على مدرب بمواصفات عالمية، وما كاينش شي مدرب برد ليها القلب. كلما وصل إلى يديها مدرب بتلك المواصفات تنفر منه، وتشتهي مدربا آخر. والصكعة ما يشدوها الجنون غير على واحد مزوّج في السعودية سميتو غيرتس اللي باقين مضاربين عليه مع الهلال. وبالسيف الخليجيين ما يقولوا علينا «خطافة الرجالة». وهاد كوبرلي شكون اللي توحّم عليه؟ بلاتي، الشاف ديالنا قال ليا ما سميتوش «كوبرلي»، سميتو «كوفرلي». الكوفرلي اللي كيغطيو بيه الناموسية؟ إيه، وهاد الشي علاش المسؤولين جابوه، باش يغطيو بيه العيب. لا يمكن أن يكون كوبرلي إلا كوفرلي مؤقت أراد المسؤولون أن يغطوا به عيوب الماطلة (أو الكاما أو المْضرْبة) ديال الجامعة. كان المسؤولون يتصورن أن هذا الكوفرلي قادر على إخفاء هذه العيوب ماداموا يستضيفون «إفريقيا الوسطى» التي تحتل الرتبة الأخيرة في العالم، يعني غير درويشة، ودغيا يغمقوا عليها. غير أننا فوجئنا جميعا بأن إفريقيا الوسطى ليست درويشة كما كنا نتوهم، كانت شرسة ودافعت عن شرفها بكبرياء ولم تستسلم، فطار الكوفرلي من مكانه وبانت مْضَرْبة الجامعة على حقيقتها. وظهرت العيوب القديمة أمام عجز كوفرلي عن تغطيتها، وكلشي ولى عريان. ظهرت الروسولات والبقع والأوساخ التي طالما كشفتها الصحافة، وصنعت منها الجماهير بشتيمة خاصة في حق الجامعة تسقي آذان المسؤولين مرارا. ومن كثرة تكرارها بالمدرجات حفظها الفاسي الفهري ومنصف بلخياط حتى ولاو ملي كييقولها الجمهور كيقولوها حتى هوما معاه في خاطرهم. ومال هاد كوفرلي هو اللي داير هاديك الخطة؟ راه عطاها ليه غيرتس بالتلفون. وفين بان ليك كوفرلي نهار الماتش شاد التلفون؟ غيرتس ما دواش معاه كاع. علاش، ما كاينش الريزو؟ قالوا التلفون كيصوني ما كيجاوبش، إذن غيرتس هو اللي طاير ليه الريزو. في كل مرة كان فيها كوفرلي أثناء اللقاء يحاول مكالمة غيرتس هاتفيا ليعرف آش يدير، كان المكلفون بربط الاتصال يخبرونه بأن هاتف المدرب البلجيكي يرن دون رد. ياك لاباس؟ عانداك يكون غيرتس مريض أو الله يحفظ يكون مات؟ فبعد عدة محاولات يائسة، استبد القلق بالجامعة، ليس خوفا على مصير المنتخب، بل على سلامة غيرتس. وهذا القلق طبيعي، لأن المسؤولين يتصورون أن ليس هناك غير الغيبوبة أو الموت ما سيمنع غيرتس من الرد على كوبرلي ساعة المباراة. ولهذا السبب، كان يظهر على التلفزيون السيدان الفاسي الفهري ومنصف بلخياط قلقين تماما، كانا حينها يخممان: علاش غيرتس ما كيجاوبش في التليفون؟ حتى جاء الجواب صادما ومهينا. بعد نهاية اللقاء اتصل غيرتس بصديق له في الجامعة ليستفسره عن النتيجة. السيد ما كانش مسوّق. وحين سأله المسؤول عن سبب رفضه الرد على مكالمات كوفرلي، قال له: «والله ما سمعتو، أنا معروض في عرس، خوك ناشط، راك عارفني يالله جاي من السعودية». هادي إهانة. خاصنا نحيحو على غيرتس حيت مشى يقصر وما دّاهاش فينا. غيرتس بروفيسيونير، والشهر اللي ما يشدش كْراه لاش يديرو في الحساب؟ عندك الحق، غيرتس ما كتخلصوش الجامعة، علاش غايدير لينا حساب؟ هانت فهمتي، ودابا سير قلّب على اللي كتخلصهم الجامعة... وحيّح مزيان.
نافذة جابوا دومينيك «كوفرلي» باش يغطِّيو بيه العيب