الكوثري، أعراب، قابول، كونكو، القنطاري والسنوسي أجنحة أمل كارسيلا، أيت فانا، بلهندة والسعيدي نجوم في الواجهة لن يقتصر جهد "المنتخب" في معركة البحث عن الجواهر المفقودة والحاضرة بأوروبا، ولن نقفل الباب في وجه المحترفين ما دام هم زاد الكرة المغربية في غياب وجوه محلية بشبانها وكبارها، وفي غياب سياسة كروية بالأندية المغربية· لن نستغني أبدا عن المحترفين المغاربة بنشئهم وكبيرهم ونجومهم، وسنواصل رحلة البحث عن الطيور النادرة· الكوثري·· المدافع الخفي بمونبوليي الفرنسي، قدم المغربي عبد الحميد الكوثري (19 عاما) لقاءا كبيرا على ملعب نيس، وفاز بثلاثية نظيفة مثلما فاز بثقة مدربه على شخصه ليكون البديل المؤقت للمدافع الأوسط الصربي المصاب بنزلة برد حادة، وقدم الكوثري بقامة 1.83م أسلوبا رائعا في الخط الدفاعي الأوسط في ثاني نزال له بالبطولة الفرنسية وقسم الأضواء، كما حرص على تغطية كل الأروقة الوسطى والجانبية في ذات المباراة التي فاجأ فيها نيس على ملعبه بثلاثية نظيفة، ونال ثقة مدربه وثقته بنفسه رغم صغر سنه ودخوله عالم الإحتراف من باب الواسع، وفوق كل هذه الإشارات الأولى لمدافع قادم للأضواء، كان الكوثري قد حمل القميص الفرنسي لأقل من 17 عاما في بطولة العالم لعام 2007، ولعب برسمية كبيرة طيلة المنافسات حتى دور الربع، وربح بالتالي ثقة الناخب الفرنسي، وثقة كل من يسهرون على المنتخب الفرنسي أيضا، إلا أنه وبعد كل هذه الخطوات الإيجابية لناشئ صاعد، هل من الممكن أن نربح محترفا شابا في سياق انتفاضة الطاقم التقني المغربي من غفلته مقابل تحريك كل الملفات العالقة لوجوه تنتظر رسالة دعوة، وإقناع ومتابعة؟ وهل يضع حسن مومن عبد الحميد الكوثري في أجندة الوجوه القادمة أكثر من أن يبحث عنها الحداوي والإدريسي في منتخب الشبان؟ إذ الحقيقة اليوم تؤكد أنه لا انتظار بوضع شبان (19 أو 20 سنة في ثلاجة الشبان)، وأغلب المنتخبات العالمية تغامر بالناشئة مثلما نفتقدها كليا بالبطولة المغربية، ما يعني أن الكوثري أرى فيه المدافع الأوسط الأول للدفاع عن شرعية هذا المنصب المصيبة· يونس قابول·· جالسوه قالها بادو الزاكي منذ أربع سنوات خلت لمن احتضن منتخب المغرب من المدربين السابقين، وأكد أن يونس قابول يحلم باللعب للمنتخب المغربي بعد حلمه اللعب لفرنسا وأن مستقبله مرتبط بما يخفيه القدر، وتريثه الأخير لاختيار الوجهة الأخيرة، لكن بعد مرور خمس سنوات لم يأبه كافة المدربين إلى اللاعب من خلال اجترار أخبار تفيد وضع إسمه في لوائح فتحي جمال الأخيرة قبل إقالته من منصبه دون أدنى استباق للأحداث ومجالسة اللاعب لإقناعه نهائيا، وما أعرفه أن يونس قابول هو لاعب من طينة الأسماء الإحترافية الوازنة بأنجلترا بنادي بورتسموث، ولو أنه يمر حاليا بأقسى بداية وأسوأ النتائج بالبطولة، كما أن اللاعب ذاته يحمل مواصفات اللياقة البدنية والقامة الطويلة وحسن التدخل والتمشيط وتميز التسديد الرأسي وتوقيع أهداف جميلة مثلما وقعه نهاية الأسبوع الماضي حين سجل هدف التعادل الأول أمام بولطون رغم خسارة فريقه بأرضه بثلاثة لاثنتين، ويونس قابول في نهاية المطاف هو الرجل الثاني المبحوث عنه في متوسط الدفاع إلى جانب الكوثري الناشئ القادم، ومسألة إقناعه ومجالسته نهائيا لا بد أن تختصر المدة القادمة لمواجهة الغابون في لقاء ستتأكد من خلاله آخر أوراق الأسود النهائية للتأهل إلى كأس إفريقيا، ما يعني أن إنطلاق الإتصالات المباشرة لا بد أن تنتهي بأقصى سرعة لمعرفة ما إذا كان اللاعب يريد اللعب أم لا للمنتخب المغربي مقابل البحث عن وجوه أخرى· عبد الله كونكو القوة الثانية كظهير هو ثالث المحترفين المغاربة في الدفاع، إذ وضعه الحالي بنادي إشبيلية الإسباني يبدو أفضل من مونبوليي وبورتسموث كنادي عريق وأحد أبرز الأندية الإسبانية·· وحضوره كرسمي بالنادي الأندلسي في غاية الأهمية كلاعب له مباريات قوية في رجله خلال الموسم الماضي وبداية الموسم الجديد، وأكثر من ذلك هو لاعب بذات قامة يونس قابول، ويحمل مواصفات مدافع من طينة ظهير أيمن حديث بلغة الدفاع والهجوم وتوقيع الأهداف، وهو إضافة قوية للمنتخب الوطني كثالث مدافع مطروح في معادلة الإقناع وحمل القميص الوطني لمغربيته أولا من جهة الأم، وأصوله العرقية، ويعتبر عبد الله كونكو (25 عاما) أحد الركائز المهمة في الدفاع الأندلسي، كما يمكنه أن يلعب أيضا في متوسط الدفاع لو أريد له إختبار أدائه في هذا المركز، ولو أهلنا عبد الله كونكو جديا لحمل القميص المغربي وقبل هو ذلك بحب العناية اللائقة به من خلال السفر إليه ومجالسته في مقر إقامته، أكيد ستكون المهمة ناجحة حتى ولو لم يخسر حسن مومن أي شيء، لكون الإتصال وتوجيه الدعوة إليه تبقى مجهولة في نظره، لأنه تلقاها من دون إخبار سابق، ولو ربحنا عبد الله كونكو كثالث المحترفين سنكون قد أقفلنا مبدئيا أدوار الوسط الدفاعي والظهير الأيمن في انتظار البحث عن خلف جديد بالبطولة الوطنية أو البطولات الأوروبية في أفق السنوات المقبلة، وللتذكير فإن كونكو هو لاعب ومدافع أساسي بإشبيلية الإسباني· القنطاري·· الرابع المنسي وفي عز أزمة المدافعين، لا يمكن أن ننسى المغربي الدولي أحمد القنطاري الذي يلعب لنادي بريست بالدرجة الفرنسية الثانية، وهو لاعب غير محظوظ في اللعب للمنتخب المغربي منذ عهد ليس ببعيد عندما كان عمره (20 عاما) وهو يبلغ حاليا (24 عاما)، والقنطاري كما أعرفه لاعب صلب ومن مركز تكوين باري سان جيرمان قبل أن يلعب لنادي ستراسبورغ ثم بريست حاليا·· والقنطاري كمدافع أوسط بذات قامة العليوي، مدافع صلب، يجيد كل الأدوار الدفاعية وجوكر يمكن الإعتماد عليه في الأظهرة اليمنى واليسرى، وغيابه عن المنتخب شكل سوء تقدير المدربين، لأنه في نظر الفرنسيين لاعب جاهز ومتكامل بالأندية التي لعب لها·· ولذلك فإسقاطه من الإختيارات السابقة كان خطأ في عز الأزمة، وكان مقصودا لتأهيل مدافعين لا يقنعون على الإطلاق، ومسألة عودته لاحقا مقرونة بشهادة تجريب إضافي ولو أنه لاعب محترف ناضج إلى أعلى درجة في الإحتراف· نعيم أعراب المدافع الخامس هو نجم قادم بسرعة فائقة رغم أنه يلعب بالبطولة اليونانية مع نادي لاريسا إلى جانب مواطنه جواد الزاييري الذي يلعب لنادي أولمبياكوس، ونعيم أعراب (21 عاما) هو مدافع بمثل قدرات النشأ الجديد كعبد الحميد الكوثري (20 عاما)، وليس عيبا أن يظل لاعبو 19 و20 و21 و22 سنة في الآوت والإعتماد عليهم فقط في منتخبات الشباب أو الأولمبي، ومن الخطإ أيضا أن تظل الموهبة مهمشة في وقت يعرف الأوروبيون كيف يغامرون بالطاقات الشابة ويؤهلونها لتكون رسمية منذ الصغر، وتحتك بالإحتراف والتنافسية الدولية مثلما حدث لأبرز الأسماء التي تحدثنا عنها لكونها لعبت لمنتخب فرنسا للناشئين أو لأقل من 20 سنة، ونعيم أعراب هو من ذات الطينة الدولية بالمنتخب البلجيكي لأقل من 20 سنة، ومن الوجوه التي لم تقدم لها رسالة لطف من المؤطرين المغاربة ورسالة عشق وحب للأصول التي يحملها، وأعراب هو مغربي أولا قبل أن يكون بلجيكا بالجنسية، وله من المؤهلات لأن يكون مغربيا بالعناية لا بالتجاهل، ولاريسا اليوناني الذي يلعب له اليوم أفضل بكثير من الأندية المغربية، وأفضل من الأندية البلجيكية لوجود مقارنة صحيحة بين أسلوب الكرة الأوروبية باختلاف دولها، ونعيم أعراب في كل هذا لاعب أساسي في متوسط الدفاع، وله مؤهلات فنية وبدنية عالية، وبدأ مستواه الإحترافي بداية من سنة 2002، وظهر في أولى مبارياته في البطولة اليونانية في موسم (20032004) وحاز على رسميته مع أيك أثينا يوما وبشكل تدريجي (16 مباراة لعبها في البطولة و5 في الكأس عام 2005، و11 مباراة عام 2006 مع ميلاد موقعه في الكؤوس الأوروبية في خمس مباريات خاصة بعصبة أبطال أوروبا)·· وأعراب فوق كل ذلك لاعب مقاوم ومحارب بجدية خالصة، ما يؤهله لأن يكون أيضا ضمن التوجهات المستقبلية للفريق الوطني· مروان السنوسي (مانويل داغوستا) المغربي البرتغالي كنت أول من شهد بميلاد هذا اللاعب المغربي من أم مغربية وأب برتغالي وهو يلعب أولى مبارياته الإحترافية بنادي نانسي قبل أربع سنوات تقريبا·· ومروان السنوسي بالإسم المغربي (مانويل داغوستا بالإسم البرتغالي)، هو مدافع أوسط من قيمة ممتازة، وحظي بإشراقة مضيئة في مشواره الإحترافي عندما جاور أندية سامبدوريا الإيطالي وأيندوفن الهولندي وفيورونتينا الإيطالي وحاليا ويستهام الأنجليزي، ولكنه أغبن دوليا دون أن يلتفت إليه أحد من المدربين الذين مروا بالمنتخب المغربي على الأقل للإعتراف باكتشافاته·· ومروان السنوسي تم تغييبه مطلقا من هذا الجانب رغم أنه نودي عليه بمنتخب البرتغال لأقل من 20 سنة، ثم نودي عليه أيضا لأقل من 21 عاما بمنتخب البرتغال الذي شارك معه في كأس أوروبا 2008·· وربما كان لهذا الإنجاز المثير للاعب خطوة جريئة من حياته، لأن والده البرتغالي هو من دعمه للعب للبرتغال أكثر من تحفيز أمه اللعب للمغرب، ومن يدري فمروان الآن الذي لعب لويستهام هو برتغالي/ مغربي له أصوله وعرقه·· فقط حظي باهتمام برتغالي في الوقت الذي افتقده من اللاعناية من المغرب· أحمد عمي·· السابع المنسي وهو أيضا مدافع أيمن لنادي دين هاخ الهولندي المنتصر الأسبوع الماضي على أزيد ألكمار بهدفين لواحد، هو لاعب وضع في خانة المنسيين وحتى في خانة الطوارئ، لأن لا أحد كان يعرفه بالدرجة الهولندية الثانية، وأحمد عمي الذي يبلغ (29 عاما) كان مفروضا أن يكون مع المنتخب قبل خمس أو ست سنوات لأداءه وصلابته، وحسه الدفاعي الهجومي مع دين هاخ، لكن ما باليد حيلة، فالسن عادة ما يكون قنطرة عاثرة في الدولية، لكنه في منظوري الخاص هو حل طارئ ما دام المدافعون يلعبون إلى سن ما فوق 35 سنة· المهدي كارسيلا·· قائد بامتياز صفقوا على هذا النجم الصاعد المهدي كارسيلا (20 عاما)، إنه بمواصفات بوصوفة في الأداء والقامة، لكنه فوق ذلك قائد لعب بامتياز ومن مركز تكوين سطاندار دولييج، وتنبأ له المراقبون بمستقبل كبير في عالم الإحتراف الذي دخله في سن 19 سنة عندما وقع عقده الإحترافي مع سطاندار دولييج لمدة أربع سنوات، كما تحدث عنه كل البلجيكيين بإسهاب وقالوا عنه أنه سيكون هو نجم المستقبل· والمهدي كارسيلا مولود من أم مغربية وأب إسباني، لعب حتى الآن خمس مباريات مع سطاندار وسجل خلالها ثلاث أهداف، هدفان منها في نهاية الأسبوع الماضي بمرمى نادي مالين، ما يعني أن اللاعب قادم تدريجيا إلى الأضواء وقادم بامتياز العين والرؤية الجيدة لكبار المحترفين في عالم الإكتشافات الخاصة بالمواهب، إلا أن السؤال الذي طرح نفسه بإلحاح، هل يستطيع مومن وبناصري وعموتا والسلامي إقناع اللاعب مثل الأخرين للإنضمام إلى المغرب؟ أم ستستمر سياسة التهميش السوداوية مقابل العناية ببطولة وطنية لا تقنع في رصيدها البشري إلا بجهد جهيد؟ لنترك الكل في بوصلة الإختيار والترقب لنعرف صحة ما نقول· الحربي الجدياوي·· رقم 10 الحربي الجدياوي (23 سنة) هو وجه آخر كنا دائما نتابعه عن قرب بأندية تور وشاتورو وبريست بالدرجة الفرنسية الثانية، قبل أن ينضم مجددا لنادي غانغان، هو لاعب وسط هجومي رائع بمواصفات بدنية محترمة، ولياقة عالية، وموهبة فنية عالية ويسجل أيضا كقائد وهداف، وعندما تبتعد كل الصور البشرية عن المدربين المغاربة والأجانب بحسب اختيارات، تضيع الطاقات في فئاتها العمرية دون اجتهاد في اختبارها بالمنتخبات الصغرى، والحربي الجدياوي اليوم أضحى تدريجيا أحد الوجوه الأساسية للأندية التي لعب أو التي يلعب لها اليوم، والجدياوي له أيضا ميزان قبول لتجريبه مثل المهدي كارسيلا، ولم لا يؤهل للعب مثلما يحظى به من تنافسية عالية· كريم آيت فانا·· فنان آخر هو فنان آخر من أصول نادي مونبوليي الفرنسي، ولاعب جوكر في الهجوم، يراقص كل الأدوار اليمنى واليسرى وحتى الوسط، وثقة مدربه تزداد كلما غاب عن التشكيل مع العلم أن كريم (20 سنة) هو قطعة أساسية في الهجوم الأيسر والأيمن والقيادة لنادي مونبوليي بحكم أنه لعب أربع مباريات من أصل خمسة ووقع له هدفا واحدا، مثلما لعب الموسم الماضي 29 مباراة (سجل 6 أهداف) وحقق الصعود، ومثلما لعب 31 مباراة عام 2007 وقبلها أيضا في بداية مشواره مع مونبوليي بعد صعوده من مركز التكوين· وكريم آيت فانا بحاجة إلى الإهتمام والعناية والإختيار ولا يهم السن ولو كان شابا بقدر ما يهم إعطاؤه فرصة التعبير عن ملكاته الفنية وحبه الأصلي للمغرب· أسامة السعيدي·· مهاجم صاعد هو مهاجم صاعد فعلا ليس مع نادي هيرنفين الهولندي، بل كيف انتقل إليه بسلالم التدرج، إذ لعب بداية مع نادي إفسي أوني وولد الهولندي لمدة موسمين إلى غاية 2008، وانتقل بعدها لنادي غرافشاب ليلعب له 17 مباراة (سجل 6 أهداف)، ثم انتقل حديثا لنادي هيرنفين كخطوة جريئة في عالم الإحتراف، وينطلق معه لأول مرة في مباراة السبت الأخير التي انهزم فيها على ملعبه بهدف أمام غرونينغن، وشارك خلاله في العشرين دقيقة، أسامة السعيدي للأمانة هو لاعب من أصول مغربية وازداد بمدينة بوغفار وله مكانته بمنتخب الشبان والأولمبي· يونس بلهندة·· وسط المستقبل يونس بلهندة (19 عاما)·· لا تنسوا هذا الإسم، إنه نجم قادم في منظور التقنيين الفرنسيين بإيعاز من الصورة اللامعة التي قدمها حتى الآن في البطولة الفرنسية مع نادي مونبوليي أيضا كرجل وسط دفاعي (مثل سفري وهرماش)، لكن بتميز إضافي في الإندفاع الهجومي وتمرير الكرات في العمق والتسديد القوي وغيرها من الخصائص المميزة للاعب، وقد أظهر يونس خلال المباريات الخمس (302 دقيقة)، أداء رفيعا في الإرتداد ومؤازرة الدفاع مع القيادة الهجومية وتسديد الكرات الحرة، ويستحسن أن ينادى على هذا اللاعب إلى جوار الوجوه المحترفة في دور الإرتداد، علما أن الدعوة كانت قد وجهت إليه سابقا، وقبلها يونس بلهندة بترحاب خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط الأخيرة التي ألغيت خلالها مشاركة المغرب·