لست من يحاكم نقط ضعفي وقوتي أحلم بالإنضمام لنادي الأرسنال يسعدني أن أكون مع مونبوليي في الصدارة لم أحدد بعد اختياري للمنتخب الذي سألعب له لو استقر المنتخب المغربي على سكته الصحيحة سأرى ماذا سأفعله اللاعبون المغاربة هم الأقدر على قول الحقيقة هو منتوج خالص لنادي مونبوليي الفرنسي، واكتشاف جديد لمركز تكوين ذات النادي.. يونس بلهندة (20 عاما) هو المقصود من الأسماء المغربية بالنادي، يملك لياقة بدنية عالية، وسرعة كبيرة ومهارات تقنية طيبة، هو أيضا لاعب محظوظ لكونه كسب ثقة مدربه جيرارد وقدمه للجماهير داخل المجموعة كوجه مغربي ثالث إلى جانب عبد الحميد الكوثري وكريم أيت فانا، وكان بالفعل رجل الثقة والأضواء التي عانقته من خلال دوره ونضجه الكبير.. وما فعله يونس برغم صغر سنه أنه يأخذ القرارات ويلعب بذكاء اللاعبين الكبار كما يؤكده مدربه جيرارد.. يونس بلهندة معكم في أول حوار إنفرادي من فرنسا، يحاكم انطلاقته، وينتظر دعوة الجامعة شريطة استقرار المدرب الجديد. يونس، رغم إلحاح الملحق الإعلامي للنادي لعدة أسابيع، وحتى زملائك أيضا، بأي دافع لم ترغب إجراء حوار خاص مع جريدة المنتخب؟ «إن كنت سعيدا بلقائك، فهو من قبيل الإحترام ولأنك تحملت عبء السفر إلى مونبوليي، طبعا هناك أمثلة من شبيه مواقع إلكترونية كأسود الأطلس أو منتخب نيت، وبعض الصحفيين المغاربة يكتبون أي شيء، ولا يتحرون المعلومة، ولأجل ذلك ترددت حول إجراء الحوار معك». - طيب نبدأ بمسار مشوارك الكروي؟ «كانت البداية الكروية بنادي أفينيون المنتمي لذات المدينة التي نشأت فيها في الخامس والعشرين فبراير من 1990، وهو النادي الذي مكثت به قرابة سبع سنوات، قبل أن أتحول بعد ذلك عبر ناديين صغيرين، ثم إلى نادي مونبوليي إلى اليوم». - خلال هذا المسار، من هو المدرب الذي كان له الفضل عليك حتى أصبحت اليوم أحد الوجوه المعروفة؟ «لا أحد كان وراء تألقي وظهوري، لكون من جاورتهم في الأصل كانت لهم طريقة عمل خاصة، أي لكل واحد طريقته الخاصة به، وكل واحد منهم قدم لي أشياء جميلة بالطريقة التي يراها ملائمة لي». - مع روني جيرارد المدرب الحالي لنادي مونبوليي، هل عبر كل التوظيف الإستراتيجي للمركز الذي يناسبك؟ «كل اللاعبين لا يمكنهم التكيف إلا مع الإختيارات التكتيكية للمدرب جيرارد.. وشخصيا أن ضمن هذه المجموعة بذات التصور على مستوى التوظيف، إذ مركزي الحالي هو اللعب في الأطراف الهجومية، وهو ما لم أحبذه عندما كنت في فريق الشبان، لكن حاليا وبخاصة في دوري العصبة الفرنسية الأولى، ومع الفضاءات الكبيرة، فوجئت بقدرتي على التكيف في الوضع الذي أنا فيه الآن على مستوى الأطراف الهجومية، وبالنسبة لي أشعر أن الإنطلاق بسرعة نحو الأمام هو من أولوياتي، ولكني أرغب فوق ذلك بالفوز القتالي والتركيز الجيد، وعدم السقوط في السهولة». - ربما ترى في قدراتك ما هو قوي وضعيف كلاعب؟ «لست قادرا على تحديد ما هي مميزياتي المهارية الجميلة أو نقط ضعفي، لأن ذلك يدخل ضمن خانة من يلاحظ ويشاهد أداء أي لاعب سواء من التقنيين أو الجماهير، ولست من حقي أن أحاكم نفسي وأدائي، لأني ألعب، وأقدم كل ما لدي وكل ما يمكن فعله وإنجازه على الرقعة». - ما هي طموحاتك وأهدافك داخل وسط فريقك مونبوليي؟ «هو البحث عن أفق الإنطلاق والذهاب بعيدا، وما أحلم به هو الإنضمام لنادي الأرسنال كفريق يستهويني أداؤه وحضوره في الدوري الأنجليزي، ولأجل الإنخراط في هذا الحلم، لا بد من العمل الجهيد، وتقديم أفضل الإمكانيات، وكسب ثقة المدربين، وآمل أن أصل إلى هذا الحد من التمنيات». - داخل نادي مونبوليي، كيف تمر حياتك اليومية؟ «على أفضل حال.. وأقوى اللحظات أعيشها مع المجموعة بشكل منسجم ومتناغم، والحمد لله أشعر بأجواء حماسية وعالية، وليس هناك ما يزعج مناخنا لكوننا ألفنا أن نتحد ونحترم بعضنا البعض، ونلعب لهدف واحد». - مونبولي شكل الإستثناء هذا الموسم، وأضحى من رموز أقوى الأندية الفرنسية في الصدارة؟ «هو جزء من النجاح الذي نقدمه بالأسلوب الجماعي والتوحد الدائم في كل المباريات التي لعبناها من بداية الموسم إلى الآن، أي منذ صعودنا إلى الدرجة الأولى التي مثلها مونبوليي عبر التاريخ.. كل شيء جميل داخل النادي من قمة التسيير إلى آخر الأدوار الموجودة في كنف النادي (إدارة وتقنيين وأطباء ولوجيستيك) وغيرها من مواصفات النادي الإحترافي، ويسعدني أن أكون ضمن هذه الخانة الناجحة». - لم نشك في قدرات مونبوليي على الإطلاق على أنه بالفعل ظاهرة الموسم بامتياز.. «قلت سابقا أن روح الجماعة تنطلق أساسا من القيمة العملية التي يبذلها الفريق طيلة الأسبوع تحضيرا لنزال أي جولة، فضلا عن الإختيار التكتيكي الذي يقدمه المدرب وفقا لأداء المدربين في مكانهم الطبيعي وقمة عطاءهم في أي مجال مسموح بالإنطلاق واحترام الأدوار الملائمة للتوظيف التكتيكي، وأعتقد أن النتائج المحصل عليها هي من قبيل جهد الكل لتحصيل الفوز أيا كان موقعه، وكما قلت يسعدني أن أفوز بالقتالية، وهو ما سعى إليه مونبوليي من البداية إلى الآن». - لو واصل مونبوليي هذا التألق الكبير، ربما سرق الأضواء بلقب أو حصول على مكان هام في عصبة أبطال أوروبا؟ «ما نعمل من أجله هو تحقيق أفضل الإنجازات التي نسير عليها الآن في ظل السباق المثير على لقب البطولة الفرنسية.. صحيح أن بوردو يحتل الآن الصدارة ولا يريد التخلي عنها لقوة مجموعته وقيمة نتائجه، ولكننا نمثل بالفعل قوة ثانية في الدوري، ونؤهل أنفسنا على مسايرة ذات الإيقاع الجيد دون تعثر، صحيح أننا تعثرنا الأسبوع الماضي بخسارة صغيرة، لكن هذا لا يمنع من أن السباق مازال حاميا حول اللقب، وحتى إن لم نفز بذلك، فعلينا أن نحمي مركزنا الثاني بجدارة». - لو نودي عليك للإنضمام إلى منتخب المغرب، هل ستقبل الدعوة؟ «بكل صدق ليست لدي أي فكرة حول هذا الموضوع، ولم أحدد بعد اختياري، لأن الإستقرار بالفريق الوطني غير موجود على الإطلاق وبخاصة في جانب اختيار المدرب، ولحد الآن لا أفكر في المنتخب المغربي، ولكن إذا استقر المنتخب على سكته الصحيحة سأرى ماذا سأفعله». - هل كانت لديك الفرصة للحديث مع بعض المحترفين المغاربة؟ «بالفعل، ولأكثر مرة مع الوكلاء وبخاصة منير الحسوني الذي أكد لي أن المنتخب المغربي غير مستقر ويعيش في العمق صراعات داخلية بين اللاعبين، وهذه مؤشرات سلبية أراها جديرة بالتغيير، وربما قد تتغير الأمور مع المدرب الجديد». - المغرب أخفق في التأهل للمونديال وكأس إفريقيا 2010، كيف تنظر إلى هذا الأمر؟ «بإلقاء نظرة عامة حول مخزون كل لاعب وما يزخر به المنتخب المغربي من الأسماء المحترفة الكبيرة، لا أقدر على تحليل هذا الفشل العام، ربما يكون نقصا في الإنسجام، حقا لا أدري ماذا حدث، فقط اللاعبون الحاضرون هم من يقدرون على قول الحقيقة». - ما أعرفه، أنه كان بعض من ممثلي ومسؤولي الجامعة المغربية حاضرون بفرنسا، هل سألوا عنك بمونبوليي أو هاتفوك؟ «إطلاقا لا.. وآسف جدا أن يكون اليوم بيننا مسؤولون مغاربة مثلما تحملت أنت تعب السفر لتحاورني بمونبوليي، هم يدركون أنه بالبطولة الفرنسية توجد طاقات مغربية محترفة ومن دون استثناء يشرفها أن تكون مغربية ويحذوها أمل كبير لحمل القميص الوطني لو تمت هذه الفكرة لدى الناخب القادم لاستدعائهم، وحتى الساعة والوقت الراهن لا يوجد أي شيء في الأفق». - بمونبوليي، هل كانت سنة 2009 بداية الأفق الكبير ليونس بلهندة؟ «ربما، ولكن من الواجب أن نقر أن البداية كانت جميلة إلى الآن، ولا أريدها أن تتوقف عند هذا الحد، ويجب أن نحافظ على نفس مستوى اللعب، كما أعرف أن المدرب رمى به في المجموعة كلاعب أساسي منذ اللقاء الأول أمام باري سان جيرمان أي كأول لقاء في الإحتراف، وكانت النتيجة أن توقفت في الإنطلاق، صحيح أنه كان لدي ضغط نفسي، لكن سرعان ما تبدد ذلك من خلال المحيط العام للفريق، وقدمت الأداء المفروض أن يكون مطابقا للعب». - ما هي النقط القوية التي منحت مونبوليي كل هذا التفوق؟ «أن تظل في مقدمة الترتيب كان بإيعاز من الثقة الدائمة والعكس صحيح لو كان الأمر ملعوبا على لعب أوراق البقاء لظروف المباريات الصعبة بنفسياتها وضغطها وخصوصا بالنسبة لي كلاعب شاب.. وما أراه جوهريا هو أن المجموعة تدور على نحو جيد بقدماء اللاعبين والشباب القادم كخليط بين جيلين قدما معا صورة النتائج الجميلة.. صحيح أننا كنا نلعب على البقاء كهدف ولا يمكن أن يتوقف الأمر عند هذا الحد لأن البحث عن ما فوق تأمين البقاء هو الهدف الثاني لرفع درجة السطو على الأحداث بنفس الإيقاع». - هل كان الأمر مفاجئا لك عندما انتقلت من الهواة إلى العصبة الأولى؟ «المفاجأة كانت لدي من جانب الثقة التي منحت لي من قبل المدرب جيرارد.. وعندما أمضيت عقد الإحتراف، اعتبرت نفسي داخل المجموعة، لكن عندما لعبت اللقاء الأول أمام باري سان جيرمات، كنت بالفعل متخوفا، لكن الأمور مرت بسلام ونجت في المهمة، وحتى أصدقائي بمركز التكوين سعدوا كثيرا لأدائي وحضوري». - تعددت أدوارك من الدفاع إلى الوسط ثم الهجوم، هل أنت لاعب جوكر؟ «صحيح أنني لعبت مدافعا بشبان نادي أفينيون، ووسط ميدان دفاعي مع مونبوليي بالهواة، وجناح أيسر بذات الفريق الآن، لكني أفضل مركز وسط الميدان.. والجناح ليس هو المثالي، ومع ذلك أحاول أن أقدم الجهد اللازم في كل المباريات». - هل تعني أنك أقدر على الإجادة في وسط الارتداد؟ «إن كنت ألعب كجناح أيسر، فبإمكاني اللعب كجناح أيمن، ولكن عندما ألعب دور وسط ميدان الإرتداد أملك كل الأدوار مثلما تملك الحظ.. ولا أنكر إطلاقا أني رجل وسط ميدان دفاعي على أعلى مستوى». - من هو نموذج اللاعبين الذين يروقونك في ذات الدور الذي تلعبه؟ «هو لاعب ريال مدريد لاسانا ديارا، وهو من يمثل لدي اللاعب الأجود في ذات مركز الإرتداد الذي أفضله في وسط الميدان». - ربما استفدت كثيرا من مركز التكوين؟ «في جانب التقنيات، استفدت كثيرا من التكوين الجيد لدى أفضل المكونين، ومركز تكوين مونبوليي قدم العديد من الشباب الجيد، ومنحهم الثقة ليكونوا اللاعبين في مستوى التطلعات». - هل تذكر البطاقة الصفراء الأولى التي حصلت عليها؟ «كان ذلك في ذات اللقاء الأول الذي لعبته أمام باري سان جيرمان» - أول سيارة اشتريتها؟ «هي سيارة بوجو 307.. لكنها ظلت دائما في المرأب، لكونها تتعرض للإصطدامات» - أي نموذج من الموسيقى تفضله؟ «الشابة ماريا.. وأحب الراي والدقة المراكشية» - من أي منطقة أنت بالمغرب؟ «أنا من تازة.. وكل سنة أزورها إلا وأجد تطورا حاصلا في البنيات التحتية». - كلمة ختامية؟ «أشكركم على هذه الإلتفاتة وسعيد بلقائكم وقراء جريدتكم».