كنت وما زلت متشبتا بقدرات المحترفين المغاربة على ترسيخ الهوية الوطنية بالمنتخب المغربي، كما ما زلت أحاصر كل الأطر الساهرة على المنتخبات رغم قلتها على قراءة مجهود الآخرين في الدول الأوروبية دونما التنقيص من كفاءاتهم ولياقتهم ومورفولوجياتهم ونشأتهم بأوروبا، على النقيض من إفريقيا واختلاف الطقوس والمناخ، كما ما زلت أصر على متابعة كل الدفوعات البشرية التي تغزو معظم البلدان الأوروبية بأنديتها العادية والمتوسطة والعملاقة، كما أنه ليس غريبا عنا هذا الإكتساح المنهجي للمغاربة بالأندية الأوروبية ليس كصناعة، بل كتكوين وإنتاج يظهر في مسلسل الأعمار بمراكز التكوين، وتظهر ملامحها بالفرق الأولى وليس بالفرق الإحتياطية· وليس من المعقول أن لا تكون الإدارة التقنية بالمنتخبات الوطنية بالجامعة منسجمة مع أحداث الساعة مثلما تنساق سياسة البلاد على خصوصيات ووضع المهاجرين المغاربة بالمهجر دون تجاهل على الإطلاق، كما لا يمكن على إدارة مورلان التقنية أن تكون متدخلة في سياق التجديد لصناعة الأجيال حتى ولو كانت بأرض الآخرين، وأعني بكل ذلك طقوس الإنجذاب أمام اكتشافات الساعة التي نراهن عليها لبناء المنتخبات القاعدية والأولى منها على الخصوص في غياب سياسة استراتيجية لدى أندية المجموعة الوطنية لتفريخ الأجيال المنتظرة في كل موسم·· وعندما أعنى شخصيا بقدرات جواهر المهجر على صناعة الحدث كما هو معمول به بفرنسا على أعلى درجة من الحضور والكثرة العددية للأجيال في الفئات العمرية بالأندية، وهولندا في مقام ثاني، وبلجيكا في مقام ثالث، وألمانيا في مقام رابع، وغيرها من الدول الأخرى، فإنما أؤكد على اجتهادي الخاص في تقديم الرؤية الفنية والبشرية لسلع نحن بحاجة الإسراع إليها بموقعها لتتأكد من أن عيونا تترصدها، ووطنا يحميها ويلهمها الحس الوطني التي تبكي وراءه ولو من رنة هاتف أو حضور بارز مثلما كان يفعله فتحي جمال، كما أؤكد على حرصي الخاص بما يفعله أبرز الأسماء الواعدة بأجيال وأعمار متباينة بحاجة إلى عناية وتقارب منها وعائلاتها حتى لا تتجنس وتحمل قميصا غريبا في الروح بينما لها وطن أصلي، نسي أو تجاهل تقديم شهادة ميلاد حقيقية أو إعتراف بمنبثه الحقيقي· لا تنسوا أن "المنتخب" كانت منذ زمن غير بعيد صاحبة هذا الشأو (قبل 1994) إلى اليوم في متابعة نجوم المغرب صغيرها وكبيرها، وحرصت على دعم كل المحترفين من أولى بوادر مصطفى حجي إلى اليوم أمام صراخ جيل الحمداوي وتاعرابت والأحمدي وشافني وغيرهم، بجيل إضافي أوثق عليه شخصيا بإسم أبناء يرعبهم الخوف من المستقبل لو لم يأبه بلدهم بالإعتراف أو رسالة دعوة من أمثال نعيم أعراب والمهدي كارسيلا، وعبد الحميد الكوثري ويونس بلهندة وكريم أيت فانا، وأحمد القنطاري والحربي الجدياوي وعثمان بقال وسمير الكويري، واللائحة تطول باختلاف الأعمار والأجيال التي تؤسس لمنتخبات قاعدية· لا تسألوني عما أريد الوصول إليه شخصيا، ولكن أؤكد قطعا أن الجامعة بها ركن المتغيبين في رجل يحظى بمهمة البحث عن المتغيبين، ويحظى بالتنسيق الأوتوماتيكي مع الدول الأوروبية التي يلعب لها كافة المحترفين، وأؤكد على خلق خلية قوية تعني بالمهاجرين داخل الجامعة، مثلما لنا كتابة الدولة الخاصة بقضايا المهاجرين، والرياضة جزء من هذه القضايا، وأقواها لن يكون إلا برجل يدعى مصطفى حجي كسفير وكمحترف يعرف قدراته في استمالة المجنسين وحث الكل على حمل القميص الوطني، إلى جانب خلق ذات الخلية التواصلية بوجوه لها ارتباط قوي بالدول والأندية التي يلعب لها كافة الوجوه المتألقة على الأقل لخلق تجانس طبيعي بين جيل البطولة الوطنية المفقود نسبيا، وجيل المحترفين كأولاد البلاد·· وهذا ما أحلم به شخصيا لرد الإعتبار للمحترفين دون تناسيهم في سياسة الجامعة الجديدة·