معضلة لاكان أشرت في تحليل سابق على أن المعضلة الكبرى التي تنتظر إريك غيرتس هي في الإصابات وقلة تنافسية الوجوه المحترفة التي تشكل النواة الرئيسية لأسود الأطلس تأهبا لحضور نهائيات كأس إفريقيا للأمم المطلوب فيها حس التنافسية، والصلابة وحافز النصر، وقلت أن من بين العوائق المطروحة تبدو في الحراسة كمنطلق رئيسي للثقة التي نعهدها في الدولي نادر لمياغري وهو الذي عاد إلى مرانه الجديد بعد غيابه عن التباري لستة أسابيع، ولا ندري كيف سيقدر للحارس الدولي أن يعود لعرين الوداد ثم الأسود بكامل عافيته حتى نربح مقياس هذا الحاجز الإستراتيجي في كأس إفريقيا ليكون هو أداة الأمان المطلقة إسوة بالخط التصاعدي للحارس محمد أمسيف صاحب السطوة الحديثة مع ناديه أوغزبورغ الألماني كفاعل ونجم حقيقي للفريق حين انتزع رسميته في ست مباريات بالبطولة الألمانية، مع أنه أعطانا الإرتياح الجديد أمام الكامرون في دورة «إل جي» كحارس ثاني بعد لمياغري الأكثر خبرة، كما قلت أنه من بين العوائق المطروحة أيضا في الدفاع الذي يشكو قلة تنافسية بدر قادوري مع سيلتيك غلاسكو وهو العنصر الفاعل في اختصاص الظهير الأيسر من دون أن يوجد له خلف جوهري بذات الثقة، إلى جانب مفتاح وسط الدفاع عبد الحميد الكوثري الذي تكررت إصاباته وقلت تنافسيته مع مونبوليي، مع فرضية إضافية لإصابة ميكاييل بصير مع فريقه بورصا سبور خلال اللقاءين الأخيرين.. ما يعني أن خط الدفاع به إعاقة واضحة دون احتساب الغياب البارز لأحمد قنطاري الذي تعدى مدة النقاهة إلى سبعة أشهر مع بريست دون أن يعود إلى التباري كمعضلة استراتيجية في خط الدفاع الذي كنا نضعه دائما في خانة نقاط ضعف المنتخب المغربي لعدم إيجاد الخلف المناسب مثلما كان الحال عليه في دورة إل جي عندما غاب بنعطية والكوثري عن متوسط الدفاع، ولم يؤمن بالثقة المطلقة للبدائل المطروحة باستثناء حلول الدولي عبد الفتاح بوخريص كوافد يمكنه أن يغطي مصائب هذا المركز الحساس، وملح الفتحي أسامة الغريب كجديد في ظل غياب أيوب الخالقي المصاب في مركز الظهير الأيمن الذي يشغله المصاب ميكاييل بصير.. ولست أدري كيف سيتعامل غيرتس مع هذه الإشكالية العويصة وحتى مع الإختيارات المؤهلة لكأس إفريقيا لقياس أحلامه القائلة بأنه سيذهب للنهائيات من أجل الفوز المفروض أن يكون مقاسا بقوة الأسطول.. والمفتاح الآخر لغيرتس يظهر في الخط الهجومي الذي بدت علاماته تتضاءل بأهلية الشماخ الذي نام على النوم في الإحتياط وقلق الثقة الضائعة مع الأرسنال، وعودة تاعرابت إلى التباري بعد مضي شهر ونصف من الغياب عن تشكيل كوينز بارك رانجيرز، وغياب التنافسية المطلقة للمهدي كارسيلا، وجحيم المعاناة التي عاشها منير الحمداوي مع أجاكس دونما لقاء رسمي منذ الموسم الماضي إلى اليوم، علاوة على جديد المرحلة بإصابة الدولي أسامة السعيدي بآلام في الظهر قد تعيقه جديا عن حضور النهائيات بالدرجة التي نأمل فيها أن يكون عنصر ثقة لنا جميعا.. وهذه الإكراهات الهجومية حتى ولو كان لها بدائل جوهرية بقيمة ارتفاع وثيرة حضور نور الدين أمرابط الذي نجح في دورة إل جي كأسرع مهاجم وممول رئيسي، وكوطة نبيل درار ببلجيكا خلال هذا الموسم، وخفوث صورة يوسف حجي مع رين أدائيا، ولست أدري بأي صورة سيعالج غيرتس معضلة السعيدي لشفائه السريع وتحضيره بعد شهر للنهائيات إن إختاره وفق التقرير الطبي المتكامل، وكيف يؤهل نفسه لاختيار صناع رأس الحربة بين الشماخ المنكمش، وبين الهداف العرابي (8 أهداف) في البطولة السعودية، وبالأدوار الرئيسية للتمويل يسارا ويمينا بين السعيدي وتاعرابت، وامرابط وحجي وبوصوفة ودرار وكارسيلا حسب موازين الجاهزية والإصابة والتوقف عن البطولة مثلما هو الحال لدى كارسيلا وبوصوفة في البطولة الروسية مع أن المقارنة واضحة لدى بوصوفة الذي اعتبر الأكثر حضورا من مواطنه كارسيلا الذي لم يلعب سوى خمس دقائق منذ ثلاثة أشهر، وربما يدرك غيرتس أن هذه المعضلات الدفاعية والهجومية ستضعه في محنة الإختيار الأصعب مثلما لا يثق عامة في المنتوج المحلي القليل والقليل في الإنتاجية وأدوار الإختصاص في الدفاع والوسط دون الإعتماد على أسماء هجومية مثل حمد الله هداف البطولة الإحترافية فقط (7 أهداف) متبوعا ببدر قشاني الأولمبي الأسبق (6 أهداف)، وهما معا بعيدان عن المنتخب الأول بلا تجربة، لذلك تبدو المسألة صعبة وصعبة للغاية في ظل أسطول معاق سيلعب أولى النزالات التقليدية مع تونس في أقوى بداية أفريقية ممنوع فيها الخسارة.