حيرة الإختيارات التشكيلة المثالية لنهائيات كأس إفريقيا لا تبدو غامضة لدى أي متابع مغربي من خلال الإختيارات المفروض فيها أن تكون منسجمة مع قناعات غيرتس في المباريات الملعوبة رسميا ووديا كان آخرها وضع اللمسات الأخيرة على مرحلة تجريب ستة عناصر يوضح الرؤيا الأدائية والفنية لتكون قيمة مضافة للثوابت الأساسية للمنتخب الوطني.. طبعا كلنا يناقش غيرتس في أجندته البشرية المتكاملة، لكن العين التقنية تقول أنه إقتنع بنسبة عالية ببوخريص في متوسط الدفاع كرهان جديد ينضاف إلى الثلاثي بنعطية، الكوثري والعليوي في غياب أحمد قنطاري أكبر غائب عن هذا الموقع الإسترتيجي، وفيما لو عاد إلى التباري بعد شهر، فقد يكون مؤهلاً في لائحة 23 لاعبا، مع أن التقارير الطبية تؤكد إستمرار غيابه لشهر آخر، على أن اللائحة ستحسم بشكل نهائي في العاشر من يناير المقبل، أي أن القنطاري قد يكون غائبا بالملموس، ويحتفظ ببوخريص بعد أن برز في متوسط الدفاع مع العليوي.. واقتنع غيرتس بمؤهلات أسامة غريب كجديد المرحلة في خط الظهير الأيسر ليسد هذا الثقب فيما لو واصل لاعب الفتح الرباطي ذات الأداء التنافسي العالي بدون إصابة، كما ربح ضمانات جديدة في الحراسة التي تخيف أكثر من اللازم مع إصابة لمياغري الطارئة، وقدم خلالها كل من مهمدينا وأمسيف (ألمانيا) مع أن الأخير ظهر بوجه لفت النظر وبقناعات محترمة عندما اختبر في أقوى لقاء ضد الكامرون مقارنة مع مهمدينا في لقاء أول أمام أوغندا كأقل شهرة من الكامرون.. ما يعني أن أمسيف أعتبر ربح المرحلة قياسا مع حضوره العام بالبطولة الألمانية كأحد أفضل البطولات الأوروبية، وبرغم أنه يلعب مع فريق غير مشهور بالدرجة الأولى هو نادي أوغسبورغ، فضلاً عن قامته العالية وتدخلاته الجيدة التي أفشل من خلالها ثلاث محاولات كامرونية.. أما الربح الإضافي الآخر فهو نورالدين أمرابط الوجه الخرافي الجديد كجناح مزدوج الأدوار، ويلعب ذات الدورين بامتياز كبير وكبير جدا مقارنة مع نبيل درار الذي ظهر بشكل جيد في الجهة اليمنى، ولكن ليس بالأفضلية التي ظهر بها نورالدين أمرابط.. وتعتبر هذه الوقفة التجريبية لدى غيريتس جد موفقة للتأشير على عضوية ثوابث جديدة ومؤهلة لأن تسرق الأضواء مع التوازنات المعروفة لديه، وهي لمياغري في حالة العودة من الإصابة، وبنعطية وقادوري والسليماني وبصير والكوثري والعليوي وهرماش والأحمدي وخرجة وبلهندة وتاعرابت وبوصوفة والشماخ وحجي والعرابي.. ما يعني أن غيرتس أحدث تحولا جديدا على أسطوله بدعائم ثنائية للأدوار، وسيحتار قبل شهر ونصف عند وضع اللائحة في إختيار رجال النهائيات فيما لو أضاف الحارس أمسيف وبوخريص وغريب وأمرابط ودرار وكارسيلا وحتى المراني والخالقي ومهمدينا ليصبح الرقم الإجمالي هو 25 لاعبا وينضاف إليهم كل من برابح والشيحاني وسعيد عبد الفتاح في لائحة الإنتظار مع أن اللائحة ستتحدد في 23 دوليا فقط. لذلك سيكون غيرتس ضمن هذه الوضعية يتفرج على كامل الوجوه الثابثة منها والإنتظارية بعين الدعاء والسلامة من الإصابة وعودة المصابين إلى حين اقتراب موعد النهائيات والدخول في تربص التحضيرات.. وقد يتساءل البعض عن الوجوه التي لا تلعب حاليا مثل الشماخ وقادوري والكوثري وخرجة (وكارسيلا وبوصوفة اللذين انتهت بطولتهما)، والحارس أمسيف باعتبارهم أدوات مهمة لغيرتس، لكن الإجابة تبدو عند غيرتس واضحة أولا لأن خرجة برغم إنتقاله إلى فيورنتينا لعب بعد ما لا يقل عن سبع مباريات بين الرسمية والإحتياط لأنه وجد عناصر أساسية وقارة، وحتى إن لعب المباراة الأخيرة كاملة فقد ظهر كرجل إردتدا وليس في الوسط الهجومي، أما الشماخ المصاب فقد وجد معركة شرسة مع فان بيرسي المتألق بقوة الأهداف، ومع ذلك ما زال يقاوم هذا التيار مع أنه لا ينسجم مع الإيفواري جيرفينيو، أما الكوثري فهو عضو متناوب على مركز في خط دفاع فريقه وإصابته الأخيرة منعتة من المشاركة حتى مع الأسود، فيما يبدو مسار كارسيلا وبوصوفة لاحقا علامة إستفهام كبيرة أولا في عودة كارسيلا من الإصابة في موسم روسي إنتهى وسيظل في راحة وبلا تنافسية مع أنه لاعب كبير، أما بوصوفة فهو بحاجة إلى راحة سنوية لأنه لعب عام 2010 و2011 مع أندرليخت ثم أنجي الروسي بلا توقف.. وقد يستعيد مرانه بعد شهر مع الفريق حتى ولو توقفت البطولة الروسية إلى غاية شهر مارس، لكنه يظل سؤالا عالقا لدى غيرتس لتحويل اللاعبين إلى التنافسية وبخاصة كارسيلا العاطل عن اللعب، فيما لا يمكن الحكم على بدر قادوري نهائيا لأنه برغم غيابه الإضطراري فقد حضر في العديد من المباريات الأسكتلاندية، ويعتبر لاعبا كبيرا إلى جانب الأسماء المذكورة.. وفي النهاية سيكون غيرتس أمام إختيار أسطوله الإحترافي المشكل من 18 محترفا مع الإعتماد على وجوه البطولة (لمياغري مهمدينا وربما بونو، ثم غريب والخالقي وبوخريص والسليماني والمراني وبرابح والشيحاني وسعيد عبد الفتاح) وهي أرقام تفوق لائحة 23 المحددة للنهائيات دون احتساب الغائبين الحمداوي والعيساتي لغياب الجاهزية، وسترون أن غيرتس سيوضع في فرن الإختيار إذا لم تطرأ إصابات أخرى مقدرة للطرح قبل 10 يناير، وعموما ندرك جميعا أنه كلما إتسعت القاعدة كلما إعتبر كشكول الأسود مريحا بأدواره المتعددة والمتوازنة في الأداء والتنافسية والسرعة والصلابة والخبرة الدولية لحضور النهائيات بعلامات التكامل الكبير.