الإنتفاضة الكروية بالمغرب.. من هنا تبدأ غيرتس يقدم لكم فريق الأحلام المغربي ستة أشهر جديدة ستكون هذه المرة مغايرة لعطالة الأمس، غيرتس سيكون حاضرا برؤية رجل جديد وكناخب لأول مرة في تاريخه، وسيكون مؤهلا لتكوين منتخب إضافي يتجانس برجالاته الإحترافية والوطنية، كما سيكون أيضا رجل القراءات القوية للجزائر والخصوم الأخرى من مؤدى أدائنا وأدائهم.. إستثمار الفوز الفوز علي تانزانيا بأي ثمن كان أولوية هامة للخروج من نفق الأزمة الكبيرة التي تعيشها كرة القدم المغربية، وأزمة الإحباط لدى الجمهور المغربي الذي فقد كل الثقة في مسؤولي الجامعة ومسيري الأندية وحتى في المردود العام للفريق الوطني بكل فئاته العمرية. طبعا كانت لجذور الإقصاءات وغياب الأفراح وتسلسل المشاكل وتعاقب المدربين ذروتها الحادة في التدبير السيء للمنتخب المغربي، ولم يكن جديد المرحلة يؤرخ لإنقلاب فوري للجامعة على وقائع ما حدث للمنتخب الوطني من هزات عنيفة خلال الإقصاء الأخير وحتى بعد تداعيات الإنتظار الطويل لتغيير المنتخب برجل المرحلة الجديد، بل ساد التذمر لدى الجمهور المغربي وسالت الأقلام بمدادها النقدي، وظل السؤال مطروحا أمام الجامعة لتجيب عن عطالة المنتخب بلا مدرب، لكن الصمت كان سيد المواقف دونما أي رد فعل لتبرير مشكلة مدرب رسمي في ذمة منتخب آخر.. وإذا كان المنتخب الوطني قد تصدع في أول لقاء رسمي أمام إفريقيا الوسطى بتعادل سلبي لأسباب نعرفها جميعا، ونعذر فيها الفريق الوطني جملة وتفصيلا لكونه دخل الإقصائيات تحت وطأة العطالة الطويلة بدون لقاءات ودية حازمة وبمدرب مساعد لا يعرف عمق المحيط العام للفريق إلا بعد معايشته لفترة قصيرة بذات المنتخب.. وطبعا لا يمكن أن نحاكم الإطار الفني سريعا رغم أنه بدا في أول لقاء رسمي خارج النص بأخطاء الشاكلة والإختيارات والتغييرات، فقط نحاكم الجامعة لأنها لم تقرأ مرحلة العطالة وانتظار المدرب الرسمي إريك غيرتس، ولو قرأت فعلا انتداب رجل المرحلة في المدة التي سبقت المونديال، لكان المنتخب الوطني اليوم على أفضل حال مما تفاعل به بتانزانيا، ولربما شيد المجموعة بانتصارين إيجابيين وباختيار شامل وحازم لمنتخب متكامل. وأيا كانت صورة هذه المشاكل، فقد استطاع المنتخب المغربي في ظل غياب قائده الفني أن يعيد للمغاربة سعادتهم الأولية بفوز مهم ومعنوي يترجم صورة اللحمة النفسية ونبذ المشاكل السابقة بوضع اليد في اليد مثلما تفاعل به كل اللاعبين قبل وأثناء وبعد المباراة لجعل العودة الشرعية إلى النتائج الإيجابية حلا أسمى وأفقا يستهدف تغيير موقع الكرة المغربية من التراجع إلى الخط التصاعدي.. وأعتقد أن الفوز الصغير بالنتيجة والكبير بالمعنويات النفسية بتانزانيا يؤرخ لعهد جديد في انتظار حضور المدرب غيرتس للدفع بالمنتخب نحو أقوى المواقع مثلما هو مطروح اليوم من اجتهادات سرية يشتغل فيها الرجل بتحديث المنتخب بجديد الوجوه الجديدة. الإنتفاضة المطلوبة وما هو مطلوب أن يكون هذا الفوز خيارا إستراتيجيا لانتفاضة البطولة الوطنية من أدائها جد المتوسط إلى التوهج العالي، وتحسيس كل اللاعبين بالتنافسية المطلقة، وطرح أسمائهم في بورصة المنافسة على أدوارهم داخل المنتخب الوطني كأولوية وكمنتوج يسابق المحترفين بذات العقلية الإحترافية وليس بمفهوم الهواية لكون ما قدمه رشيد السليماني وبرابح ولمياغري يغري باجتهاد وجوه البطولة دون النظر في الإحتراف الخارجي للوصول إلى المنتخب الوطني، ويراد من هذا الكلام أن وصول الفتح إلى المربع الذهبي لكأس الكاف، وفوز المغرب بتانزانيا يعطي مؤشرا قويا لإرتفاع كوطة الكرة المغربية شريطة أن تكون الأندية المغربية منخرطة في هذا المحور، ومنسجمة مع أفق الإحتراف المقبل، لكون مستقبل الإحتراف في بداياته الأولى سيعطي دفعة قوية لكل اللاعبين من أجل رفع صورتهم المحلية عوض أن يحترفوا بالخليج من أجل المال. ستة أشهر بفريق وطني كبير ولا ننكر جميعا أن الأشهر الستة القادمة، لن تكون خاوية الوفاض لتهيء معركة الكرة المغاربية بالجزائر، بل ستكون مؤشرا إجتهاديا لتغليف هذا النصر المعنوي بتانزانيا بجيل جديد من الوجوه المحترفة التي انقاد نحوها غيرتس بالتواصل السري لتكون الخلف الجديد للمواقع الشاغرة مناصفة مع أسماء سيراها في البطولة بعد 15 نونبر المقبل، أي مباشرة بعد مباراة 17 نونبر أمام إيرلندا الشمالية.. وأؤكد لكم أن قراءة الزمن المقبل ستعرف تغييرات كبيرة في منتخب المغرب بمن فيها المنتخب الأولمبي والشباب، وقد تكون طالعة خير على كل المغاربة، وستشكل بالفعل فريقا وطنيا بإيقاع مختلف وعقلية جديدة وإرادة وطنية بإيعاز من اختبار الوجوه التي هيأناها في أكثر من حديث وحوار ومتابعة حدث الساعة تحت إمرة المدرب غيرتس وبخاصة في خطيها الدفاعي والوسطي. وما يهمنا بالأساس أن تكون أنوار هذه المرحلة مشعة بقدوم منتخب كبير يحتفظ له بالأسماء الوازنة ويؤشر بداية وإطلالة وجوه قوية من الإحتراف والبطولة الوطنية.. وبعدها تكون مقاربة تهييء لقاء الجزائر بقراءات جديدة علما أن جامعة وجمهور الجزائر يتهيئون للمعركة المقبلة أمام المغرب بموازين متعصبة للغاية وبثورة جديدة أمام المغرب مثلما يعلق عليه كثير من خبراء الكرة الجزائرية عقب هزيمة منتخبهم المفاجئة بلا إقناع بإفريقيا الوسطى.