كشركاء فاعلين في المشهد وكغيورين على أسودهم، ويحسون بنبض الشارع والجمهور وأخيرًا بحكم أنهم الأقرب والأكثر إلتصاقا بجسد الأسود، جاءت أقوالهم متوجسة مما قد يحمله المستقبل من مفاجآت غير سارة للمنتخب الوطني، وتصريحاتهم معبرة ومختزلة لعمق التدهور الذي صار عليه عرين الأسود.. مدربون منهم من تشرف بقيادة الفريق الوطني في مرحلة من المراحل ومنهم من راكم ما يكفي من تجارب داخل البطولة، ويستشعرون حجم القلق الذي بات يساور جمهور الأسود.. إعتبروا بلسان الإجماع ما يحدث حاليا مهزلة بكل المقاييس وتدبيرا غير مفهوم بالمرة، خاصة الشق المتعلق بالعارضة الفنية المعلقة لناخب يشتغل عن بعد في مشهد أجمعوا على أنه يضر بسمعة كرة القدم الوطنية والمنتخب بشكل عام. في إطار محاكمتها لما يحصل سارت الأطر الوطنية كلها في نفس الركب، وبعنوان بارز وعريض يلخص كالآتي: لم نعد نفهم ماذا يجري؟ ما الذي يحصل؟ ومن يقرر كل هذا العبث؟ محاكمة مشروعة لواقع منتخب يمثل شعبا، منتخب هو صورة للبلد وهو الرافعة لما تبقى من فصول ممارسة تتطور بتطوره وتندحر بتدهوره. من الإستياء الحاصل لطريقة تعيين غيرتس والتكتم الذي يرافق بنود الإرتباط معه، إلى التذمر المطلق من ترك الحابل على الغارب أمامه وانتهاء بإبداء الأسى البالغ عما آل إليه الوضع أمام منتخبات مغمورة وغير مصنفة وغريبة على خارطة الكرة، كما جسدها المردود الكارثي أمام منتخب إفريقيا الوسطى، بتعادل سلبي وأصفار خانقة وأداء تحت الصفر. هنا تتحدث الأطر الوطنية عن الوضع بشكل عام، وعن أسباب التراجع الكبير في منحى الأداء وبخاصة عن الأسباب الكامنة وراء الإرتخاء الذي أفقد منتخبنا الوطني هويته وخصوصيات التألق التي جعلت منه منتخبا مهيبا، مرعبا وقاهرا لكبار الكرة في سالف العصر والأوان. كيف تقيمون الأداء الذي قدمه الفريق الوطني في مباراته ضد منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى؟ كيف تحاكمون مستقبله على ضوء المعطيات السابقة والحالية؟ وأخيرا ما هي إنطباعاتكم إزاء الوضع الحالي وطريقة إشراف المدرب غيرتس على المنتخب الوطني؟ ثلاثة أسئلة عرضت على الأطر الوطنية بمختلف مركباتها وبمختلف توجهاتها وعلى إختلاف تكوينها، لكنها أجمعت إجماعًا مطلقًا على أنه لا رضى على ما يحصل ولا رضى إزاء التدبير التقني على وجه الخصوص. تابعوا في الورقة التالية قراءة في طريقة فكر المدربين المغاربة وكيف يعالجون وضع الأسود، وكيف يحاكمون مستقبله.. وأخيرًا مقارباتهم العلاجية من أجل الخروج من نفق التواضع المخيب الجاتم للأنفاس والخانق للآمال؟؟ منعم بلمقدم رشيد الطاوسي: ندمر تاريخنا بهدوء أعصاب غريب «أولاً وكما يعرف ليس من عادتي التدخل بأراء تُحوّر أو يُعطى لها تفسير مختلف خاصة في الأوقات الحساسة كالتي نعيشها، لكن بما أنه كما نقول بلغ السيل الزبى والوضع تدهور لدرجة كبيرة، فإني وإسوة بباقي الزملاء أدلى بدلوي. مستوى المباراة كان أقل من المتوسط و9 أشهر من الغياب والفراغ لا يمكن إلا أن تفرز وضعًا شاذًا كالذي عشناه، لكن أن يصل الأمر لحد «تطوع» الكرة أمام ذلك المنتخب، وبحظوظ غير متجانسة وبتشكيل فيه نظر، فهنا يثار التساؤل. المستقبل للأسف وخارج عاداتي وطباعي لأني دائما متفائل في حياتي الخاصة، أراه ضبابيًا ولا يبشر بالخير لأن الأمور غير واضحة ولاعبون أعلنوا إفلاسهم منذ مدة وعجزهم عن إعطاء لقب لهذا البلد. الإرتباط بغيرتس بالطريقة التي يتداولها الإعلام السعودي حولتنا لنكتة، وأخشى أن ندمر تاريخنا الذي شقينا في بنائه بقرارات غير محسوبة وبأعصاب هادئة، لكن ما يحصل فيه إساءة للمنتخب الوطني وللبلد وللأطر الوطنية». عبد القاد يومير: إختراع جديد سيء السمعة «سبق لي وأن قدمت قراءتي عبر منبركم وأبرزت تخوفي من المشاكل التي سيطرحها الكوتشنغ خلال المباراة، لأن ما تعلمناه وبكل تواضع كأدبيات هو أن المدرب يظل حريصًا طوال الدقائق على التدخل كإطفائي وكمن يراقب الحليب فوق النار، وهو ما غاب ولا أظن أن التوجيهات عبر «الكيتمان» تفيد ولا حتى داخل مستودع الملابس بحمل التوصيات. لقد ظهر قصور كبير لكوبيرلي وأحست به عاجزًا عن التدخل والتوجيه وافتقد المسؤولية في اتخاذ القرارات، بدليل أنه رفض حضور الندوة الصحفية قبل اللقاء للتحلل من كل مسؤولية وهذه رسالة عكستها وقائع المباراة التي جاءت مسيئة لكل التاريخ الذي بنيناه عبر تقديم منتخب مشلول الحركة بلا إبداع. المستقبل وخاصة القريب بعد العجز عن ترويض منتخب مغمور يقول بأن الكوابيس تسيطر عليه والجواب عن الإرتباط بغيرتس بهذه الطريقة هو أن الجامعة لجأت لاختراع سيء السمعة سيضر بنا كثيرا، وسيجعل أسهمنا تقل.. لأنه بكل أمانة هذا فيه كيل كبير بمكيالين وفيه إحتقار لأطرنا الوطنية، على إعتبار المفاضلة الحاصلة في المعاملة حتى أصبح لنا 11 لاعبا ولم يعد لنا منتخب». جمال فتحي: إسألوا أصحاب القرار «شخصيا لم أشأ الخوض في الأمور المرتبطة بالفريق الوطني بحكم عدة عوامل يعرفها الكثيرة ومنها مروري قبل سنة برفقة لومير من عارضته التقنية، وحين تم إتخاد القرار بفك الكادر الفني رحبنا بالفكرة وتنحينا جانبا وتابعنا المستجدات والوعود وأيضا التنظيرات، قبل أن نفاجأ بوضع لم آلفه ولم أعهده لاعبا ومؤطرا أو متتبعا.. المستوى كان ضعيف للغاية على جميع الأصعدة وأعتقد أنه الأسوأ خلال السنوات الأخيرة، وهو مرتبط بعدة عوامل خارجة عن اللاعبين، لأني أعرفهم جيدا وأعرف قدراتهم الفنية ومدى استعدادهم لتقديم الأفضل. لا يمكن قراءة المستقبل بتجريده من الحاضر وهو ما يعني أن الصورة «فلو» في مجملها، أكتفي بإلتقاط الأخبار حاليا كأي مواطن عادي، وحين أسمع الإمتيازات الممنوحة لغيرتس والأفضلية التي رافقت التعاقد معه وأقارنها عما لقينا بعد الإنفصال.. هنا أقول إنها «الحكرة» بعينها والكيل بمكيالين، وأسألوا أصحاب القرار يعطونكم الخبر اليقين». الزاكي بادو: أين هي الإحترافية؟ «بداية سأتحدث من موقعي الخاص كمدرب يحترم رصيده وكلاعب تشبع بأحوال الإحتراف الحقيقي، وليس احتراف الشعارات لأقول وأجزم أن مبادئي التي تربيت عليها تمنعني من أن أرتبط بعقد مع منتخب وأنا على ذمة ناد معين، ولقد سبق وحدث معي ذات يوم وأنا ربان للوداد وأن تمت مفاوضتي لتدريب منتخب عربي ورفضت من حيث المبدأ بإعتبار ميثاق الشرف والأخلاق أيضا (والفاهم يفهم).. جوابا على السؤال الأول الأمور واضحة ولا تحتاج لكثير قراءات أو تحاليل، ومردود ضعيف جدا، وألتمس له آلاف الأعذار لأن العربة غير مزيتة بما يكفي و9 أشهر من الفراغ والضياع ما كان لها سوى أن تولد وضعا كارثيا كهذا.. وهنا أتساءل من المسؤول عن ضياع كل هذا الوقت؟؟؟... بخصوص المستقبل لست بقارئ فنجان وتجاربي عودتني على أن الأمور بأسبابها، أي أن المستقبل سيكون تحصيل حاصل لتدبير الحاضر، الحاضر لا يبشر بالخير ولا يمكن أن يستقيم هكذا بين عشية وضحاها وبضغطة زر، كرة القدم علم يخضع لضوابط وما يجري حاليا داخل المنتخب الوطني هو ارتجال بعينه ولا أرى للأوراش تلك الكلمة الطنانة التي سمعنا بها ظهورا. وأخيرا ألتمس إعفائي من الإجابة عن وجهة نظري بخصوص طريقة التعاقد مع المدرب (العالمي) الذي تم التبشير به لأني حددت لك في البداية أصول الإحترافية.. باختصار الجمهور المغربي ذكي لا ينقصه النباهة ولا يصح إلا الصحيح». محمد فاخر: صمنا دهرًا وأفطرنا على كيتمان «لن أقول ما يعرفه الخاص والعام داخل المغرب والمرتبط بالفترة التي تسلمت من خلالها المقاليد نيابة عن تروسي بعد الفترة الطيبة التي أمضاها الزاكي، وبرغم الإكراهات والتصنيف توصلت لتكوين فريق قوي ولم يمهلوني لإتمامه، وأتذكر ما قاله لي الشماخ بالحرف «كوش الفرقة وجدات».. أقول هذا لأن ما وصلناه اليوم هو تحصيل حاصل لتدبير سيء بالأمس. للأسف وبعيدا عن المردود المتوسط الذي قدمه الفريق الوطني ضد إفريقيا الوسطى ولن أتوغل في التحليل التكتيكي لأنه لن يفيد ولن ينصت لنا كوبيرلي ولا غيرتس لأنهما يضعان «كيتمان» على أذنيهما، فإن الصورة السيئة للأسود أصبحت متار سخرية بالخارج وهنا يكمن الخطر، بل يكمن حجم التداعيات الممكن حدوثها على جميع الأصعدة (لاعبين ومؤطرين مغاربة). المستقبل غامض الملامح، وما دامت الأمور خاضعة لقرارات غير مفهومة أو بتعبير أدق أصحاب الكرة «اللي لعبوها بعاد»، فإنه لا يمكن الحلم بما هو أفضل وهذا أقوله بكل ألم. لا يمكن أن نتصور في أي بلد في العالم فريق يرتبط بمدرب وهو ملتزم مع ناد آخر وكأنه لا يوجد غيره، والمشكلة حجم الوقت الذي أضعناه والذي سيكون له أكثر من انعكاس، ما يحدث يجعلني حائرًا بكل صراحة». عزيز العامري: أسوأ مرحلة أشاهدها للمنتخب «عايشت وجايلت الفريق الوطني منذ سنوات طويلة وبكل أمانة إنها أسوأ مرحلة على الإطلاق أشاهدها. أنا عاشق للأسود والكرة الجميلة وماشهدته ليلة السبت يمكن أن أصفه بكل الأشكال، إلا أن يكون كرة قدم حديثة، لم تكن هناك خطة واضحة البناءات من الأطراف غابت، لاعب مثل بوصوفة تم تحميله أكثر من طاقته وحجي بكل خبرته بقي احتياطيا كأي مبتدئ لغاية آخر ربع ساعة، علما أنه قدم إشارات قوية عن جاهزيته ضد غينيا الإستوائية ولأول مرة أشاهد 3 لاعبين يفتقدون للعمق في البناء والإبداع في إنجاز الهجمة يلعبون دفعة واحد. لا يمكن أن تتصور مستقبلا كبيرا لأسود وفق ما هو موضوع حاليا أمامنا، عشنا انتكاسات سابقة مثل ما حصل 1979، لكنه عدنا أقوياء وكانت كبوات مرحلية، أما اليوم وبالشكل الذي نعرفه بالإمكانات المرصودة ونتعذب أمام فريق يتذيل ترتيب الفيفا فهذا غير مقبول. الإرتباط بغيرتس وفق المشهد والصورة الحالية هو سُبّة في جبين الجامعة، لقد نزلنا بقيمة الفريق الوطني لما هو أسفل وقضينا على هيبته.. وصدقني ما يحصل، فيه إهانة لنا جميعا». إستقاها: