أزمة الأسود لست أدري كيف يتدبر إريك غيرتس تحضير الأسود لمباراة القفل الحاسمة أمام الجزائر، إذ المرحلة الحالية التي يعيشها المحترفون المغاربة تعتبر إيجابية بحكم أن الأكثرية تحظى بالتنافسية المطلقة على النقيض من قطع غيار ثابثة تعيش أزمة معنويات وأزمة تنافسية وأزمة إصابات أبرزها خروج الشماخ عن الجاهزية إلي جوار الحسين خرجة، وينضاف إليهم الحمداوي بين الحضور الباهت والإحتياط المؤقت موازاة مع إصابة رشيد السليماني، وهي مراكز جد حساسة، داخل التشكيل الأساسي قياسا مع أولوية رشيد السليماني من البطولة الطونية، وكعنصر دولي قائم بذاته وصاحب الفعالية والتناغم مع المنتخب ف يجهته اليمنى كبديل أو كخلف رئيس لبصير دونما الحاجة للإعتماد عليه كظهير أيسر، ما يمل في نظري هوة عميقة في خط الدفاع في شقه الأيسر إذا قسنا غياب رجل الإختصاص مثلا في بدر قادوري الغائب أيضا بداعي الإصابة عن دينامو كييف خلال اللقاءين الأخيرين. وهي ظاهرة غريبة في احتواء هذا المركز الحساس المنتظر أن تشغله بدائل جديدة يراعي في إنتدابها معايير الإختصاص مثلا في بدر قادوري الغائب أيضا بداعي الإصابة عن دينامو كييف خلال اللقاءين الأخيرين. وهي ظاهرة غريبة في احتواء هذا المركز الحساس المنتظر أن تشغله بدائل جديدة يراعى في إنتدابها معايير الإختصاص والجاهزية والفاعلية أمثال عبد الحميد الكوثري من مونبوليي في وقت لم يحسم أمر إنضمامه للأسود بحسب الإجراءات الإدارية بالفيفا، إلى جانب مراعاة دعوة الأولمبي ياسين جبور الذي أضحى في الآونة الأخيرة مدافعا أيسر لنادي رين الفرنسي، وحتى عادل كروشي الجديدي والماصوي سعيد حموني، وهذه البدائل قد تبدو مطروحة للنقاش، وهي عناصر على درجة عالية من الثقة لتحضير لقاء الجزائر ولكن ما يخيف هو إذا واصل السليماني خلوده إلى الراحة نتيجة الإصابة، فبمن نلعب لقاء الجزائر؟ ومن نثق به ليشغل هذا الرواق الحساس كمشكلة ونقطة ضعف سيلعب عليها الجزائر أوراقه الثابثة؟ هذا أولا، أما على مستوى الوسط، لا ندري ما إذا كان الحسين خرجة سيعالج نقص التنافسية خلال الجولات الأخيرة من البطولة الإيطالية ليستعيد بريقه مع الأنتير وهو حلقة مهمة في معادلات الوسط المغربي أمام الجزائر قياسا مع الجاهزية العالية ليونس بلهندة وعادل هرماش رغم معاناة الأخير في النزول وتعامله الإحترافي كرجل كل مباريات لانس، ما يعني أن الوسط به إعاقة نسبية تمثل في تناقص جاهزية خرجة وهي ذات الصورة التي تحضر هجوميا مع الشماخ والحمداوي اللذين يعيشان أسوأ مرحلة مع نهاية البطولتين الأنجليزية والهولندية على إعتبار أنهما لعبا مرحلة الذهاب بامتياز، وتراجعا اختباريا وتنافسيا ونفسيا في مرحلة الإياب، وهي أكثر إعاقة يعيشها الخط الهجومي المغربي برغم الخط التصاعدي ليوسف العرابي وعادل تاعرابت كنجمين أكثر فعالية ومعنوية وحضورا إلى جانب كل من بوصوفة وكارسيلا كصانعي ألعاب بالدرجة اللائقة التي ترمي نحو الإختيار الواقعي للمرحلة مناصفة مع عودة يوسف حجي إلى الواجهة التنافسية، بدرجة كبيرة من التفاؤل ، وفيما لو سارت الأمور على هذا الشكل إلى غاية 20 ماي الجاري، أي مع إستمرار ضعف جاهزية الحمداوي الذي ينتظر أن يلعب آخر لقاءات البطولة الهولندية هذا الأسبوع وبقاء الشماخ إحتياطيا في الثلاث مباريات المتبقية مثلما هو الحال عند الحسين خرجة في البطولة الإيطالية، فإن هواجس كثيرة ستضرب رأس غيرتس، وسيكون من الصعب تدبر كل هذه المتناقضات وجود بنعطية وقنطاري وهرماش وبلهندة وكارسيلا والعرابي وتاعرابت وبوصوفة، في قمة التنافسية وضعف جاهزية حجي والشماخ والحمداوي وخرجة والسليماني، ولو أن الشماخ وخرجة والحمداوي والسليماني لعبوا جميعا بتفاوت اللقاءات أي بأرقام مستحسنة في الجاهزية، وبأقل ذلك لدى حجي وبصير.. كل هذه المعطيات التي يتأسس عليها واقع المنتخب تشكل حاليا أزمة مواقع إستراتيجية في الدفاع والوسط وبخاصة في الهجوم الذي تقترن فيه التغييرات الإستراتيجية بالجاهزية الكبيرة للعرابي وتاعرابت وبوصوفة وكارسيلا الأولى بالإعتماد عليهم كفئة أولى مع وضع الحمداوي والشماخ في بنك الإحتياط. ولا أدري كيف سيتعامل غيريتس مع أسطوله بالمعايير المذكورة والأقوى في الإختيارات المبنية أصلا على الأكثر جاهزية كمشكلة تطفو على الأحداث إلى جانب المشكلة الدفاعية في الأروقة وغياب القوة الإضافية للوسط في مباراة يراها غيرتس بكلماته الجديدة بخيار الفوز الحاسم دون إهدار النقط. ترى هل يقرأ هذه الأزمة فعلا ؟ وهل يسافر فعلا تحت وقع المعلومة المضبوطة مثلما سافر لمشاهدة السعيدي الموقوف والحمداوي الموضوع في الإحتياط وربما حتى ألمانيا لمعاينة ميمون أزواغ، بينما اللاعب أصيب قبل ثلاث جولات وأنهى موسمه تحت وقع إصابة خطيرة؟