هو سؤال يبقى محير ويصعب الإجابة عنه رغم التجارب التي تمر أمامنا والأمثلة التي نتابع في المباريات المحلية أو الدولية·· سؤال إن كان نجم كرة القدم الذي نجح في مساره كلاعب وخطف الأضواء، أن يلمع أيضا في مجال التدريب وينسج نفس المسار المتألق فوق البساط الأخضر·· نعرف جيدا القاعدة التي تقول أن لعبة كرة القدم هي قبل كل شيء موهبة، فقبل أن تكون لاعبا ناجحا عليك أن تتسلح بسلاح الموهبة والعشق الدفين لهذه اللعبة، فعندما نسأل أي لاعب ناجح عن سر تألقه ووصوله إلى القمة سيجيب على الفور أنه كان يعشق المستديرة إلى حد الجنون وكان يداعب الكرة في أكثر ساعات اليوم قبل أن يتعلم أبجديات اللعبة، وهنا يدخل طبعا مرحلة الجد والتعب من قبيل الإعداد البدني والتكتيكي والنفسي على يد مؤطريه، لكن في الأخير مستويات اللاعبين تختلف والنجاح يتباين من اللاعب النجم بامتياز الذي يدافع عن ألوان أكبر الأندية العالمية واللاعب العادي صاحب المشوار المحدود· ومارادونا اليوم آخر النجوم العالمية سيدخل مجال التدريب من بابه الواسع عندما أنيطت له مسؤولية قيادة منتخب الأرجنتين، المسؤولية تبدو صعبة كإسم يعرفه القاصي والداني وكمدرب لمنتخب عالمي وازن، سيقف مارادونا الأسطورة العالمية على مدى العذاب الذي يعيشه ممتهنو التدريب كمسؤولية جسيمة تهد الأكتاف، سيرى مدى الفرق بين أن تكون لاعبا مدللا فوق البساط الأخضر، فحتى وهو يخطئ فإن الجمهور يصفق له ويهتف بإسمه، وبين أن يدير مباراة يقود من خلالها اللاعبين من بنك الإحتياط، فالخطأ ممنوع والإنتقادات والإحتجاجات مضمونة بعد الكبوات، إذ تذوب النجومية كلاعب ويرمى بها جانبا· مارادونا اليوم يدخل هذا التحدي الجديد وهو يدرك أن أكبر وأنجح المدربين كانوا لاعبين عاديين وليسوا نجوما من كابيلو إلى السير فيرغسون وسكولاري وساكي وليبي وأراغونيس، بل منهم من فشل مبكرا في مساره كلاعب كالبرتغالي مورينيو·· وسيدرك أن ليس بالضرورة أن تكون نجما ماهرا لتصبح مدربا ناجحا، فكما يجب على لاعب كرة القدم أن يكون موهوبا، على المدرب أيضا أن تكون له الموهبة في مجال التدريب، فالنتائج والألقاب هي ما تخلقان نجومية المدرب وليس الإسم·