مؤشرات كثيرة تؤكد أن بطولة هذا الموسم لن تكون عادية بل إستثنائية بكل المقاييس، وحتى وإن كانت المتغيرات التي طالت الكرة المغربية هذا الموسم مع صعود علي الفاسي الفهري رئيسا لجامعة الكرة تعد من ضمن الخطوات التي تبشر برفع مستوى بطولتنا فإن عودة مجموعة من اللاعبين الوازنين الذين صالوا وجالوا في الإحتراف أوالذين سبق وأن تألقوا بالبطولة المغربية تعد خطوة هامة جديرة بالمتابعة، حيث أسماء من طينة أمين الرباطي وبوشعيب لمباركي وسفيان علودي وأحمد أجدو وعبد الحق آيت لعريف دون إستثناء أيضا المهاجم الكاميروني بيير كوكو ستؤثث فضاء بطولة ستكون لا محالة غير عادية· هجرة معكوسة منذ سنوات شكلت البطولة المغربية ملاذا هاما للأندية الأوروبية والخليجية، إذ غالبا ما كانت بداية كل موسم تعلن هجرة جملة من الأسماء المغربية المتألقة قبل أن تتحول أنظار هذه الأندية نحو الأدغال الإفريقية، وبالكاد كان بعض اللاعبين بعد نهاية كل موسم يغادرون بطولتنا نحو الخليج أو أوروبا· ونحن من تعودنا بالأمس القريب على هجرة لاعبينا ورغبتهم الحثيثة لدخول تجارب إحترافية، طفت على السطح عودة مجموعة من اللاعبين من الإحتراف في خطوة جد هامة يتنبأ لها الكل أن تكون إضافة هامة لبطولة هذا الموسم· خطوة إيجابية قطعا إن ما يميز بعض البطولات العربية ويجعلها تعيش قمة الإثارة والتشويق بمستوى متميز هو حفاظها على أبرز لاعبيها، فالأندية غالبا ما تغري نجومها بالبقاء بين أحضانها بسلاح المال، كما هو الحال بتونس أو مصر والسعودية حيث تضع الأندية سيولة مالية هامة بالإبقاء على أبرز لاعبيها، إذ أن قوتها تكمن في قيمة لاعبيها، أما بطولتنا فما كان يقض مضجعها هو الإفراغ من النجوم الذي كان يصيبها، إذ كلما تألق إسم إلا ووجد الطريق مفتوحا·· والأكيد أن خطوة عودة نجوم مغربية تحمل تجارب وخبرات طويلة على المستويين الدولي مع المنتخب المغربي والإحترافي ستعطي نكهة خاصة لبطولة هذا الموسم ومنافسة، أكيد أنها سترفع من إيقاع التباري· لمباركي الضيف الجديد/القديم لن يكون بوشعيب لمباركي غريبا عن البطولة الوطنية ولا بذلك الضيف الذي يستشرف الكرة المغربية لأول مرة، ابن الرشاد البرنوصي والمتألق مع الرجاء سيحمل ألوان المغرب التطواني بعد مشوار طويل في الإحتراف حيث تنقل بين أندية الخليج وأوروبا· لمباركي على النقيض من الركراكي يعرف جيدا البطولة المغربية، بدليل أنه عاد قبل موسمين ولعب مع الرجاء قبل أن يعود مجددا إلى الإحتراف· لمباركي من اللاعبين الذين يصنعون الفرجة والمهاجمين القادرين على خلق الفرق في أي لحظة، وتلك نقطة تحسب لهذا اللاعب، إذ في تواجد مهاجمين من طينة أرمومن وكوكو وعلودي ووادوش أكيد أن المنافسة ستشتد على من سيفتح لنفسه مسارا للتألق والفوز بلقب هداف البطولة، على أن لمباركي الذي يعد لاعبا دوليا سابقا، ونظير نزعته الهجومية أكيد أنه سيكون رقما صعبا ضمن مهاجمي بطولة هذا الموسم· علودي·· الجريح العائد الكل يتذكر صولات وجولات المارد سفيان علودي مع الرجاء قبل أن يحترف بالعين الإماراتي، إذ لم يكتب له الإستمرار في تألقه مع فريقه الإماراتي بعد أن تعرض لإصابات بليغة عرضته لجراحات وغيبته طويلا عن الميادين، وشلت حركة لاعب تألق فوق البساط الأخضر وما زال ينتظر منه الشيء الكثير، العين الإماراتي، ومن باب تشبثه بلاعبه آثر إعارته لفريقه السابق الرجاء لموسم واحد، إذ ينتظر أن يظهر علودي في تشكيلة النسور الخضر هذا الموسم كمهاجم من شأنه أن يتألق وفق ما عودنا عليه طيلة السنوات التي لعبها مع الرجاء أو في خرجاته مع المنتخب المغربي حيث سيشكل أيضا نجما ستتجه له الأنظار، إذ أن الجمهور المغربي يعرف جيدا إمكانيات هذا المهاجم الفذ صاحب العروض الجميلة·· علودي وقياسا بطموحه وجهوده الحثيثة لتدارك ما ضاع سيضع كل إمكانياته ليتألق مجددا ويعود إلى المواجهة·· الجمهور المغربي أكيد ينتظر بشغف كبير عودة قوة ضاربة هجومية للبطولة· آيت لعريف·· عودة المايسترو عاد عبد الحق أيت لعريف إلى الوداد بعد تجارب احترافية بتونس والخليج، آيت لعريف آثر أن يلعب هذا الموسم للوداد تأكيدا لتعلقه بفريقه الأصلي قبل أن يعود مجددا للإحتراف، و كان فريق عجمان الإماراتي هو آخر فريق لعب له قبل أن يعود إلى القلعة الحمراء· يتذكر الجمهور المغربي لمسات عبد الحق آيت لعريف كصانع ألعاب سيكون من دون شك قيمة إضافية للفريق الأحمر ومحور الوداد كلاعب يتميز بتقنيات ومهارات فنية وحس هجومي وتمريرات حاسمة، لذلك ينتظر من عبد الحق الشيء الكثير كلاعب له من الإمكانيات التي تؤهله ليقود المجموعة الودادية، سيعود عبد الحق آيت لعريف بعد أن تقوى عوده كثيرا ومثقلا أيضا بتجارب احترافية بعد أن لعب للصفاقسي التونسي والغرافة القطري وعجمان الإماراتي، لذلك يشكل آيت لعريف عنصرا آخر جدير بالتألق هذا الموسم· أجدو·· الإضافة الأخرى ارتبط إسم أحمد أجدو بالجيش حيث عاش معه أزهى أيامه وأحرز معه عدة ألقاب محلية وقارية، تذوق حلاوة تجربة الإحتراف بالخليج لفترة قصيرة مع الوكرة القطري قبل أن يعود إلى القلعة العسكرية، ثم عاد ليمارس خارج المغرب عندما انتقل إلى البطولة الليبية قبل أن يعود مجددا إلى البطولة الوطنية، لكن الوجهة هذه المرة مغايرة ذلك أن ابن نجم مراكش جذبه اللون الأحمر ووقع للوداد ليبدأ صفحة جديدة بالكرة المغربية، حيث سيكون مؤازرا بجملة من اللاعبين المتألقين بالوداد· نعرف الحس الهجومي لأحمد أجدو وإمكانياته الكبيرة، ولاشك أنه سيكون واحدا من النجوم التي ستتألق وستتجه لها الأنظار، بل هو الآخر سيضفي نكهة خاصة على صعيد المستوى والإيقاع والمنافسة في ثوب الوداد الجديد· كوكو وبرابح كلنا يتذكر العروض التي قدم الكاميروني كوكو كمهاجم هوايته هز الشباك، نتذكر ما فعله المهاجم الكاميروني بالشباك مع بداية البطولة، حيث غادرها في الدورة العاشرة إلى البطولة الليبية تاركا وراءه ثمانية أهداف حيث ظل هذا الرقم صامدا لأكثر من ثلاثة أشهر قبل أن يحطمه مصطفى العلاوي، عاد إذن كوكو والأكيد أن الإثارة في الهجوم ستعود للبطولة الوطنية والتي تبقى أحوج لمهاجمين من طينة كوكو الذي من دون شك سيعود ليمارس هوايته ويرعب الحراس والمدافعين· عودة أخرى سجلها برابح لاعب المولودية الوجدية سابقا حيث دخل تجربة احترافية مع عجمان الإماراتي وعاد إلى البطولة المغربية مع الوداد والنية بصم إسمه مع فريق كبير من طينة الفريق الأحمر· الرباطي·· العائد إلى أحضان الشمال حط أمين الرباطي الرحال بالمغرب التطواني على غرار بوشعيب لمباركي كلاعبين بصما إسمهما بالبطولة قبل دخول الإحتراف أكان بأوروبا أو الخليج·· والأكيد أن عودة الدولي المغربي أمين الرباطي إلى الشمال بفريق >الحمامة< لم يكن وليد الصدفة وهو الذي ينحذر من هذه المنطقة وكانت أولى خطواته الكروية بنادي الفنيدق قبل أن يحمل ألوان الرجاء· أمين الرباطي ومن دون شك لا يعتبر المغرب التطواني مجرد محطة عادية بل تعد جسرا للعودة مجددا إلى الأضواء، نعرف أن هذا المدافع الذي تألق منذ حداثة سنه مع الرجاء عرف بعض الهزات في مساره خاصة في الفترة الأخيرة حيث لم يبتسم له الإحتراف في أوروبا· للرباطي جولات وجولات بالخليج ببطولتي قطر والإمارات كما خاض تجربة بليبيا، لكنه عندما أراد أن يستشرف الإحتراف بأوروبا باءت هذه المحاولة بالفشل مع فريق مارسيليا الفرنسي إذ لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر بعدها عاد إلى الوحدة الإماراتي ليتم موسمه، على أن الأخير لم يجدد معه العقد·· وقبل أن يعود إلى المغرب التطواني ليعيد شحن بطاريته وبدء صفحة جديدة، حيث سيكون أمين الرباطي ضمن اللاعبين الذين ستسلط عليهم الأضواء وينتظر منه أن يشكل قيمة مضافة في البطولة ككل على اعتبار تجربته وأيضا كأحد اللاعبين الذين وجدوا لنفسهم إسما بعرين الأسود·