بدأ العد العكسي لانطلاق بطولة أندية الصفوة الأولى، بطولة تبحث لنفسها عن ميلاد جديد وتضع قطيعة مع كل أشكال الهواية التي نخرت جسد كرتنا لسنوات عديدة ووضعت العصا في عجلة عربة تطورها، فكان لزاما أن يحصل تمرد على هذا الشكل الهاوي وتتغير جملة من الأشياء باستخدام آليات جديدة بدل التقليدية منها· بطولة بجلباب جديد تبحث عن موطئ قدم يؤهلها لأن تكون أكثر احترافية على جميع المستويات، فالجامعة الجديدة وهي تؤسس لدخول عهد جديد بفكر حداثي تطبعه العقلانية بعيدا عن الإرتجالية ستكون من دون شك البطولة أحد أكبر المستفيدين من هذا التحول، تحول في تدبير شؤون الأندية، والتحكيم، والبنيات التحتية، بمؤشرات تدل على أن هذا الموسم سيكون مغايرا عن سابقه، حيث أول اختبار للجامعة في حلتها الجديدة· إشارات أخرى تؤكد أن بطولة هذا الموسم لن تكون عادية، وتهم بالخصوص الفكر الإحترافي الذي بات يدب في خلد المسيرين من خلال الخطوات التي قامت بها جل الأندية على المستوى التقني أو البشري، وسيكون رائعا أن يظل هذا الحماس الذي انطلقت به استعدادات الأندية مسيطرا على جل المكونات لضمان منتوج كروي كفيل أن يجعلنا نتفاءل بمستقبل زاهر مثلما نحلم به، أن تظل أيضا هذه الروح الإحترافية في تعاطينا مع قضايا كرتنا وأن نزرع في أنفسنا روح المسؤولية أيضا كون الكل مطالب بالإنخراط في التحدي الذي ينتظرنا في سبيل تحقيق النقلة النوعية التي نتوخاها، فكل الأطراف مطالبة بالمساهمة في التحول الذي تعيشه كرتنا·· والأكيد أن الترقب سيظل سيد الموقف بما ستحمله بطولة هذا الموسم وكيف سيتم التعامل مع ملفات وقضايا ظلت تقض مضجع المسؤولين والجمهور ككل، وهل تم وضع الإستراتيجية الكفيلة لتنقية أجواء كرتنا من مشاكل ظلت لصيقة بها منذ سنوات؟ مشاكل من قبيل التحكيم واحتجاجات الأندية والشغب وحالات الملاعب وغيرها بحاجة لمن يأخذ بيدها حتى لا تعاد الصور المخيبة للموسم الماضي· وبينما يترقب جمهور الكرة نسبة التحول الذي سيطرأ على بطولة هذا الموسم يترقب أيضا الفريق الذي سيصعد إلى منصة التتويج، صحيح أنه من الصعب التكهن من الآن الإعلان عن الفريق البطل مادام قطار البطولة لمن ينطلق، لكن هناك مؤشرات تقول أن بعض الأندية أكدت نواياها مبكرا للمنافسة على درع البطولة، ما يعطي الانطباع أن اللقب لن يخرج من دون شك عن الأندية التي اعتادت في الآونة الأخيرة المنافسة أو بالأحرى الأندية التي أنهت الترتيب في المراتب الخمس وأعني بذلك، الرجاء والدفاع الجديدي والجيش والوداد وأولمبيك خريبكة، كلها أندية راهنت من خلال استعداداتها على لعب أدوار طلائعية هذا الموسم، فالمتغيرات التي طالتها وحالة الأستنفار التي ميزتها والإستعدادات التي راهنت عليها تشفع لها أن تحمل وشاح التميز·· ولأن المستديرة المجنونة عودتنا دائما أن عنصر المفاجأة يظل من أهم العناوين التي تميزها فمن المنتظر أن تصعد بعض الأندية لتحرج الكبار وتنافس بضراوة على اللقب ذلك أن الترتيبات التي اتخذتها تجعل منها منافسا جديرا بالمتابعة كالمغرب الفاسي والمغرب التطواني، ذلك أن الناديين عززا صفوفهما بلاعبين في المستوى وأكدا نيتهما في لعب أدوار طلائعية، وتلك خطوة ستخدم ومن دون شك البطولة الوطنية، وهي التي أحوج أن تتضاعف بها درجة المنافسة ويتقارب مستوى جل الأندية، وأحوج أيضا أن تتخلص من كل الشوائب التي هددت تطورها، وأخيرا أحوج لكل واحد معني بها أن يساهم في تخليصها من الهواية وأن يجعل من الموسم المقبل بداية لعهد جديد وانطلاقة حقيقية في درب الإحتراف·