الحكاية الكاملة لعقد قران لم يكتمل بين الرجاء وجمال فتحي من أزمة نتائج إلى أزمة بدائل يقول المثل الفرنسي «المصيبة لا تأتي منفردة»، لذا كان من الطبيعي أن يتولد عن هزائم الرجاء توقيفات وحالات تمرد وعصبان وانسحاب مسيرين وإقالة مدرب وتعاقد لم يكتمل. إعتقد كثير من الرجاويين أن أزمة الرجاء مجرد أزمة نتائج ليس إلا، وأصر الرئيس عبد السلام حنات على أن الفوز الذي طال انتظاره كفيل بإنهاء حالة الإحتقان التي يعرفها الفريق، وتحقيق انفراج في سماء الخضر. وكلما تقدمت عقارب الساعة إلى الأمام، إلا وزاد الإحتقان واستعصى على الرجاويين الخروج من فج عميق. في الجانب الآخر فتح المنخرطون جبهة وطالبوا الرئيس ومن معه بالرحيل، بينما تمسك حنات بالكرسي وطالب برجل بديل بعد أن أوصاه الوزير ودعاه إلى الصمود في وجه الربيع الرجاوي. على المستوى التقني، ترك امحمد فاخر جمل الرجاء بما حمل وغادر معسكر أكادير، تاركا الفريق في عهدة جريندو، إلى حين الإرتباط بمدرب أجنبي، وحين جيء بالمدرب بلاتشي كشف عن ورم في التحضير، وكتب وصفة التشبيب قبل أن يواجه الإستعصاء في حله وترحاله. ومع ارتفاع الضغط واتساع رقعة المعارضة التي تطالب كل يوم رئيس الرجاء بالرحيل، بدأ مجموعة من المسيرين عملية الهروب، واستقالوا من التسيير اليومي للفريق دون أن يحرروا استقالتهم، بينما تحول مقر النادي إلى مزار للأعوان القضائيين الذين يباشرون إجراءات الإنتقال إلى المؤقت. لم تنفع انتدابات اللحظات الأخيرة في وقف الإحتقان وإعادة الهدوء إلى القلعة الخضراء، ولم يكف إبعاد المدرب الروماني بلاتشي عن العارضة التقنية، ولم يكن التعاقد المبدئي مع ابن الرجاء جمال فتحي كافيا لتهدئة الأوضاع داخل النادي، أو تعيين يوسف روسي وصلاح بصير في موقع المسؤولية التقنية كافيا لإنهاء حالة التوتر التي جثمت على الفريق، فما خفي كان أعظم، خاصة بعد أن أعلن جمال فتحي إستقالته من مهمة المنقذ وقرر الإنسحاب مع ما نتج عن هذا القرار من قلق أكد أن مصيبة حقيقية تتربص بالرجاء. السيناريوهات الثلاث لرحيل جمال فتحي في ظل الصمت الذي لجأ إليه جمال فتحي، تتحدث الأنباء المتداولة في قلعة الرجاء جهرا وسرا، عن أسباب رفض الإطار الوطني تدريب الفريق، بعد أن وافق مبدئيا على التعاقد واتفق مع رئيس الرجاء على بعض التفاصيل المتعلقة بالمهمة الجديدة، قبل أن يطلع صبح يوم جديدي يحمل معه عبر النت تراجعا عن اتفاق مع سبق الإصرار والترصد. يتحدث الرجاويون عن ثلاث أسباب وراء تراجع جمال عن تدريب الفريق: 1 عدم موافقة الرئيس عبد السلام حنات على مقترح تقدم به جمال، يقضي بتغيير الطاقم التقني بجميع مكوناته، وانتداب عناصر جديدة كالطير هلال المعد البدني ومصطفى الشادلي، لكن مسؤولا بالرجاء أكد أن الرئيس وإن التمس من المدرب الإستمرار مع الطاقم الحالي لوجود تعاقدات جديدة معهم، إلا أنه وافق في نهاية المطاف على استبدال جميع مكونات الطاقم، مانحا جمال البطاقة البيضاء. 2 إرتباط جمال فتحي بمشروع عمل، في إطار وكالته المختصة في تحليل المباريات تقنيا، مع الجامعة الملكية المغربية، ذلك أن أحمد غايبي رئيس لجنة البرمجة والتحكيم قد اتصل هاتفيا بجمال فتحي وأشعره بقبول الجامعة التعاقد مع وكالته، مما جعله ينفض غبار عقد رجاوي غير مضمون العواقب. 3 وجود معارضة ترى في تعاقد الرجاء مع جمال تأخيرا لموعد رحيل الرئيس ومكتبه المسير، وهو ما جعلها تمارس ضغطا قويا على المدرب للإبتعاد عن فوهة المدفع، بينما يقول معارضون إنهم اتصلوا فعلا بجمال وهنأوه على التعاقد، بل إنه طلب منهم حضور الندوة الصحفية التي كانت مقررة مساء الأربعاء، قبل إلغائها في آخر لحظة. كيف أقيل بلاتشي من تدريب الرجاء؟ رغم أن الرئيس كلف عبد اللطيف العسكي الذي تربطه علاقات قديمة بالمدرب الروماني بلاتشي حين رافقه طويلا في رحلة تدريب الأولمبيك البيضاوي، إلا أن العضو سعيد حسبان هو من تكلف بإبلاغ المدرب بقرار الإقالة من جانب واحد، وقال حسبان ل «المنتخب» حول اللحظات الأخيرة لبلاتشي: «قلت للمدرب الروماني إن الفوضى قد ضربت أطنابها في صفوف اللاعبين وأكدت له أن كثيرا من اللاعبين يتأخرون في الإلتحاق بالحصص التدريبية دون أي رادع من جانبه، فأجابني قائلا إنه ليس من دعاة التشدد وأن أسلوبه يمنح للاعبين هامشا للتحرك، قبل أن أخبره بقرار المكتب المسير القاضي بإقالته بعد أن خاصمته النتائج وعجز عن إنقاذ الفريق من ورطته، فصافحني وغادر الملعب قبل أن يجالس الرئيس لإنهاء ترتيبات الرحيل». من جهته عبر بلاتشي عن قلقه لطريقة إبعاده واعتبرها مهينة. حسن البصري